هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد ثمانية أشهر من الصمود التاريخي والأسطوري الذي يواجه به الشعب الفلسطيني بقيادة مقاوميه الأبطال آلة الدمار الصهيونية في غزة والضفة والقدس بدعم وانخراط مباشر وغير مباشر من أغلب الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتواطؤ الأنظمة العربية، وأحيانا بشكل مفضوح..
كل شروط التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أصبحت متوفرة. وذلك بسبب ضخامة خسائر الجيش الصهيوني، وفشله في تحقيق أي من الأهداف التي وضعها للحرب. بل فشله في تحقيق إنجاز عسكري واحد في المواجهة مع المقاومة، عدا القتل الجماعي للمدنيين، وهدم المعمار..
لقد تعددت المقاربات والشعارات حول تحرير فلسطين لتنتهي في الأخير إلى تراجعات وتقهقر ومزيد من الخنوع والخضوع منذ النكبة وحرب 1948 إلى حرب 1967 ثم حرب 1973 التي تحولت من انتصار عسكري إلى هزيمة سياسية تتوجت باتفاقية كامب ديفيد..
نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS بواشنطن جلسة حوارية مهمة مع عاموس ياديلين، أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في المجال الأمني والاستخباري، وكان عنوانها "حرب إسرائيلية من نوع جديد"، قدم فيها تقييما لحرب غزة، ويجيب فيها على أسئلة اليوم التالي للحرب في كل من غزة وإسرائيل. وقد أدار الحوار جون ألترمان النائب الأول لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية.
ثلاث مسلمات رئيسية تؤسس قراءة مستقبل الاحتلال وحارسه الاقليمي العربي: أولها تُرسم بمقولات النبوءة بنهاية الكيان الغاصب وهي قراءات كثيفة ترى أن ما حدث في غزة مؤشر صلب على بداية نهاية الاحتلال. أما المسلمة الثانية فتستند إلى التحوّل الكبير في توجهات الرأي العام العالمي..
إن الصمود الشعبي مع تصاعد القتل الجماعي، والتدمير الهائل واستمرارهما، أثبتا خلال الأشهر الخمسة، أن انعكاساتهما عالمياً، أدّتا إلى تدمير سمعة الكيان الصهيوني، ومن ناصره أو غطاه. وقد أصبح مقروناً بمجرم حرب، ومجرم إبادة، وقاتل للأطفال. وهي سمعة لا تحتملها دولة. مما قد يؤدي إلى انهيارها. كما يدعم انتصار المقاومة في الحالة الفلسطينية.
ثمة ثلاثة سيناريوهات بشأن مستقبل رفح، وذلك وفقاً لتداخل العوامل المتعلقة بالحرب، ومنها مستوى الضغوط الدولية، ومدى الضرر الذي يمكن أن يلحق بإدارة بايدن في حال تسبب الاجتياح في خسائر مدنية كبيرة، وتماسك حكومة نتنياهو، وتزايد النزاعات داخل مجلس الحرب..
لم يكثر الحديث عن حل الدولتين كما هو الحال منذ طوفان الأقصى، وخصوصا بعد أن أعجزت المقاومة الباسلة وصمود أهل غزة قادة الاحتلال وجيشهم وحلفاءهم عن تحقيق أي هدف أعلنوا عنه منذ بداية العدوان..
قضية فلسطين الراهنة ليست قضية غزة وحدها، وإنما هي قضية المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية كذلك. والاستراتيجية والسياسات الصهيونية راهناً، تهدف إلى ترحيل أهالي غزة، وإعادة احتلالها واستيطانها..
حل الدولتين في صورته الجديدة غير الحل الذي اشترطه الإجماع العربي والمتوقع أن الصورة الجديدة تكون في صالح إسرائيل من خلال مساحة جغرافية أقل، ودون حق العودة، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح وتقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى..
مثل طوفان الأقصى حدثا توقف العالم أمامه منبهرا وخائفا في الوقت نفسه، وهي حالة تذكر بالحالة النفسية التي مر بها خلال أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر، كما وقف مشدوها أمام حدث الثورة في العالم العربي.
تناول كتاب ونشطاء عرب الصور التي بثتها وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال قوات الاحتلال لعشرات الفلسطينيين وسط قطاع غزة وإظهارهم عراة، واعتبروا ذلك دليل هزيمة عسكرية ونفسية وتعبيرا عن التدني الأخلاقي في التعامل مع أسرى الحروب.
في الحقيقة لا يحارب أهلُ فلسطين جيش الكيان المحتل المدجج بآخر أدوات الموت والتجسس والإبادة وهم لا يحاربون مجاميع الجيوش الصليبية بقيادة الولايات المتحدة فقط. إنهم يقاتلون أولا وقبل كل شيء أنماطا أخطر من الجيوش ومن المليشيات الظاهرة والخفية ممثلة في النظام العربي ودول الطوق..
طوفان الأقصى كان إذن تسونامي كونيا أعاد الحياة لوحدة الجغرافيا والتاريخ الإسلاميين، طبعا ليس عند العملاء من الأنظمة والنخب بل في أعماق الشعوب بصورة بدأت أمريكا تدرك ما سيترتب عنه في تنافسها مع الصين وروسيا وبدأت أوروبا تدرك أنها في الحقيقة في وضعية لا تخلتف عنا: فهي أيضا مستتبعة..
رَفْعِ الاحتلال لسقف أهدافه من العدوان على غزة منذ اليوم الأول، بدعم أمريكي غربي مباشر، كان ينم عن لحظة غضب وتفكير برأس حامية، نتيجة الضربة الكبيرة والنوعية التي تلقاها الكيان في السابع من أكتوبر، على يد ألفٍ من قوات النخبة القسّامية..
قبل وصوله إلى قصر قرطاج، شكّك الرئيس قيس سعيّد في طبيعة النظام السياسي التونسي شبه البرلماني وشبه الرئاسي، واعتبره "شاذًا وهجينًا"، كما أنه شكَّك سعيّد أيضًا ـ بوضوحٍ وصراحةٍ ـ في جدوى الأحزاب السياسية الرسمية ومجلس نواب الشعب المُنتخَب. وطالب بـ "قلب هرم السلطة"..