التغيرات الكبرى تبنى على التراكم، وما كان محرما الاقتراب منه بالأمس صار موضع نقاش اليوم، ومع قدرة الشعب الفلسطيني على الاستمرار في نضاله المتعدد في الداخل والخارج وتطوير أدواته والتخلص من عقباته، فإن ذلك سيدفع حتماً باتجاه تعزيز التضامن العالمي مع حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز عزلة المشروع الصهيوني
أياً كانت مآلات الجولة الراهنة فقد فتحت نافذةً كبيرةً من الأمل للفلسطينيين وكل المؤمنين بعدالة قضيتهم.. لقد ذكرتهم بقوتهم ووحدتهم وألهبت فيهم مشاعر التحدي، ونبهتهم إلى هوان عدوهم وتصدع بيته وأن هزيمته ممكنة
لا أقصد تبني أحكام نهائية بل أقصد تحريك أسس التفكير، إلا أن هذا لم يخفف من اندفاع الغاضبين، ذلك أن المرء غالباً لا يقرأ الأفكار بموضوعية بل يقرؤها بما استقر في عقله من مرجعيات مسبقة
بلوغ الإنسان هذه الآفاق ليس ضربة حظ، بل هو ثمرة مسار فلسفي ومناخ ثقافي، فالمرء الذي يصنع هذا الإنجاز لا بد أن يكون مسكوناً بالشغف والتفاعل الوجداني مع هذه الحياة والولع بفك أقفالها وفضِّ أسرارها
هل تنطوي هذه الإشادة النظرية بالعلم على إيمان راسخ به وتمثل لدوره الحيوي في بناء الإنسان وعمران الحياة؟ وهل هناك تحرير لملابسات الكلمات حتى نحدد المقصود بالعلم الذي نقول إن الدين يشيد به؟
في نقاشات الدين والحياة والعقل المعاصر تثور مثل هذه الأسئلة كثيراً: لماذا يمتلئ القرآن بآيات التهديد والوعيد؟ كيف للعقل أن يفهم حكمة الله من خلق جهنم والخلود في النار؟ هل من العدل أن يكون عقاب الذنب المحدود عذاباً أبدياً؟ أليس الدين هو دعوة الرحمة والمحبة والعفو والإحسان؟
لا أشعر بأي رغبة في تجميل الواقع، واقعنا اليوم مثير للحزن، وما انتفض الناس ضده قبل عشر سنين رجعوا تحت سطوته؛ لأننا امتلكنا الاندفاعة العاطفية لكننا لم نضع أيدينا على أسباب العميقة للعلل السياسية والاجتماعية، فلم نحصن أنفسنا من الانتكاس ثانيةً، ولم نثبت ضمانات كافيةً بمعالجة جذور المشكلة