كلما طال أمد المأساة السورية كلما زاد منسوب التسييس وتصفية الحسابات بين جل التيارات المتصارعة في المنطقة، فيبدو أن الأهوال التي يتعرض لها الشعب السوري والتي يذوب القلب لها كمدا وحسرة لم تؤثر في كثير من القوى ولم تدفعها لأن تنسى ولو لمرة واحدة المناكفات فيما بينها وتقارب الموضوع من زاوية إنسانية بحتة
عقب كل تحرك تقوم به جماعة العدل والإحسان تضامنا مع قضايا الأمة إلا وتتكرر ذات الأسطوانة من بعض الأطراف المحلية المستنكرة له، سواء تلك الرافضة لأي ارتباط بالمجال العربي الإسلامي، أو ممن تستكثر على الجماعة دعمها لقضايا عادلة والتي دائما ما تشكك في نيات الجماعة وتكيل لها اتهامات مجانية متعلقة بالسعي إل
لا شك أن مطالبة الفعاليات السياسية والجمعوية والتنظيمية بشكل عام بالكشف عن حصيلة نشاطاتها ومدى إسهامها في تغيير واقع مجتمعاتها أمر ضروري وملح، إذ به تتبين قيمة وفعالية كل طرف ومدى قدرته على الإجابة عن أسئلة المجتمع الذي ينتمي إليه وبها يثبت الجدوى من وجوده.
في الوقت الذي أصبح فيه العمل الجماعي ضرورة ملحة في عصرنا الحالي لأدواره الفعالة والمردودية القوية التي يخلقها في سائر المجالات، فقد أدى إلى سيادة ثقافة التطوع المنظم وتفعيل العمل بالفريق حتى على مستوى الهياكل الداخلية لجل المؤسسات الحيوية في العالم، نسير نحن عكس هذه التيارات العالمية حيث تسود بيننا ثقافة الانعزال والزهد في العمل التشاركي والنزوع نحو الانفلات من أية روابط تنظيمية بدءا من الجماعات والأحزاب إلى النقابات وصولا إلى الجمعيات بما فيها جمعيات الأحياء أو أولياء التلاميذ.