يبدو لكاتب هذه الكلمات، أن السادة يمعنون في جس نبض الشعب المصري في أجمل وأفضل ما لديه على مدار العام، القرآن الكريم في شهره المبارك، لكي يسري قرار المنع بلا سبب؛ وبذلك يستريح النظام إلى أنه ماضٍ في إذلال المصريين ما نفذوا قراراته على أعز ما يمكلون ويحبون.
فإن كان الطبلاوي عاب الرئيس مرسي في سجنه؛ وهو أمر يستنكره مناصرو الديمقراطية في مصر، ونحن منهم، ولكن لماذا يعيب البعض على الشيخ في قبره؛ أفلا يكون بذلك قد زاد عما فعله الشيخ نفسه لما عاب الرئيس مرسي في سجنه دون وجه حق؟!
ليس السيسي قويا على الإطلاق لكن مقاوميه لا يملكون القوة أو الإصرار مثله، فشدته في الباطل غلبت عزيمتهم على الحق، ولذلك نجح في تفتيتهم، وجعلهم في كل واد يتفرقون لكي يبقى الجميع يدور في مساحة ترضي السيسي وتزيد من تمكنه من رقاب الجميع
لانتشاء "الأنا" وتفوقها على متلازمة الدولة/ الجيش، أو بتعبير الظرفاء من المصريين "الجيش الذي نمَتْ له دولة، لا الدولة التي نما لها جيش"، ولظن السيسي أنه اختصر الشعب في الجيش، واختصر الجيش في شخصه، صَدَّرَ كلمته بأن الوضع مستتبٌ..
واثقون من لحظة مُواتية تنهي هذه المذبحة الدامية التي يسعد بها غير المخلصين وبعض فاقدي العقل، فما من شعب مرّ بمثل هذه المعاناة، إلا وتم حلها عبر اتفاق ينهي الآلام، وإن طال الزمن!
وصل الأمر إلى أن أحد المسجونين على ذمة قضية سياسية نال عنها حكما جائرا وظالما بالإعدام، طلب من والدته، بحسب القصة التي تناقلها ثقات، أن تعد له الأكلة التي يفضلها ويحبها..
المشهد الذي يبدو اليوم واضحا متمايزا بأن الشأن المصري لم يعد كما كان، وأن حراكا صار يتكون في رحم المعاناة وهو يبشر بتغيير ولو محدود؛ يجعل قدرا من الحرية ينفذ إلى الساحة المصرية الحالكة الظلام.
في الغربة يا صاح الإيمان يتجسد أمامك فلا ينقصك عليه دليل ولا برهان، فإن كان الكفر في اللغة تغطية الإيمان في النفس والفطرة؛ فإن الغربة كشف لعورات النفس والفطرة على حقيقتها كما لا ينبغي أن تكون
منذ الإعلان عن وفاة الرئيس محمد مرسي في الاثنين 17 من حزيران/ يونيو الماضي، والآلام تعتصر قلوب عشرات الملايين في مصر ومختلف أرجاء العالم، ومن هؤلاء كاتب هذه الكلمات، وكأن الحقائق المُحزنة أحيانا تصير من فرط تقصيرنا آلاما لا تحد!
ليتنا نقدر أن الاعتبارات المعنوية، مهما كانت، لا ينبغي استغلالها لتغييب أشخاص بخاصة المرموقين في غياهب النسيان، أو الارتفاع بقيمة فرد ليظل الرمز الأوحد، وإن أحسن التدبير، قدر إمكانه.. ليتنا لا نغتال النجوم المتلألئة في الحياة والسياسة اعتمادا على قوة تحملهم ونور الصداقة
الأمل معقود على العقلاء في أن يتجنبوا الشقاق وأسبابه، ويتعالوا فوق الموقف وجراحه والخلافات ليجمعوا الصف ويبحثوا عن أفق ورؤية وحل.. وبعدها فليقض بينهم صندوق الانتخابات
تعاني قوى ثورية معاناة كبرى نتيجة وقوفها ضد النظام الإجرامي، ولكن أفق الغد والحل إذا انعدما، فإن المناوئين للنظام المصري إنما يحكمون على أنفسهم بالاستمرار في دائرة المعاناة، بلا نهاية متاحة أو حتى متخيلة