لم ينتهج النظام السوري فقط طريق القوة المتوحّشة وغير المسبوقة في محاولاته تقويض ثورة السوريين، فهو انتهج معها أيضا استراتيجيات عدة، بالتعاون مع حليفتيه روسيا وإيران (والملشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية المرتبطة بها).
أثارت كلمة حنين الزعبي، النائـــبة العـــربية في الكنــيست الإسـرائــيــلـي، والتي وصفت فيها جنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا المواطنين الأتراك التسعة (2010) على متن الباخرة مرمرة بالقتلة، ضجة كبيرة في المحافل الإسرائيلية، السياسية والإعلامية، وفي وسائط التواصل الاجتماعي.
إذا كان الفلسطينيون في حاجة إلى حركة وطنية، تعددية وجامعة، كالتي مثلتها، فإن ذلك مرهون بقدرتها على نفض الموات من بناها وأفكارها، أي بقدرتها على إعادة بناء ذاتها ونقد تجربتها ومراجعة خياراتها السياسية.
بغضّ النظر عن صحّة التوصيف بـ «الديكتاتور»، أو تعميم الوصف على جملة الحكام المتسلّطين، فإجراء أبسط مقارنة بين النماذج التي عرفها العالم، في العصر الحديث، على غرار فرانسيسكو فرانكو وأحمد سوهارتو واوغستو بينوشيه وفرديناند ماركوس، ومن دون أن نضفي عليهم أي قيمة إيجابية، والنماذج التي عرفها العالم العربي
لعل الفعل التغييري الأول في منطقة المشرق العربي بعيد انتهاء الحقبتين العثمانية والاستعمارية، تمثل بقيام إسرائيل، ليس على شكل دولة فحسب، وإنما بإيجاد مجتمع غريب عن هذه المنطقة، تم جلبه بوسائل الاستيطان الإحلالي، وإجلاء أهل الأرض الأصليين (الفلسطينيين) وتشريدهم، وهو ما حصل في العام 1948.
عندما اضطرّ اسحق شامير، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، للمشاركة في مؤتمر مدريد للسلام (1991) توعّد علناً بأن هذه المفاوضات ستستمر لعقد أو اثنين، وكانت مشاركته حينها تمّت بضغط من الولايات المتحدة، التي كانت تتوخّى تعزيز هيمنتها على هذه المنطقة، وفق مشروعها لـ "الشرق الأوسط الجديد"