ختلف الأمر كثيرا بل وبشكل عكسي في الدول الاستبدادية التي تمتلك مشروعا واحدا لتمجيد الحاكم والمحافظة على حكمه حتى نهاية حياته ثم تسليم الحكم لأحد أبنائه من بعده، ولذلك لا بد من إنتاج شعب من الضعفاء العبيد الخدم مبتورب الأحلام والهمم والطموح للعمل كخدم في بلاط هذا الحاكم
في ظل هذه التحديات والتهديدات والمخاطر لا بد لنا كدول قومية منفردة من مشاريع خاصة لصناعة الهوية الوطنية وفق المعايير والنماج العالمية لصناعة الهوية. ومن المؤكد والمعلوم أن مشاريع الهوية تصنع فكريا وخططيا وتنفذ وطنيا، ولا مانع من الاستفادة من التجارب العالمية ولكن يبقى الأمر وطنيا وخالصا
حقيقة المشهد هي أن قيادة الإخوان الجديدة على مفترق طرق؛ إما الواقعية العملية واحترام العلم والتخصص والمؤسسية حتى تعود للجماعة حيويتها وقوتها وحضورها نسبيا وبتدرج، وإما استمرار الانغلاق والاستعلاء والاستكفاء والفهلوة واستكمال مسيرة القيادة السابقة نحو الهاوية
ما تعرضت له الجماعة في مصر، فرض حديث الخبراء بالحديث عن ثورة كبيرة لازمة داخل مؤسسة الإخوان، على مستوى عالم الأفكار والأيديولوجيا الحاكمة لعقول وتفكير الجماعة، والهياكل التنظيمية، ونظام ومعايير اختيار ومتابعة ومحاسبة القيادة.
يتضح أن لكل قيمة بيانها المفاهيمي المحدد، الذي تنطلق وتتحدد منه الواجبات السلوكية العملية الواجبة على كل مواطن، والقابلة للتربية والتقويم والقياس، والتي يطلق عليها أدلة السلوك التربوي والمهني للقيم الحضارية..
مشروع قومي لإحياء وتمكين القيم الحضارية الأساسية للمجتمع المصري، على مستوى جمهورية مصرالعربيه تقوم عليه لجنة قومية متخصصة بإشراف مباشر من رئيس مجلس الوزراء، وتعرض وتناقش تقريرها على مجلسي الشعب والشورى ثم مجلس الوزراء وفق أهداف محددة..
للأمل أدوار وظيفية مهمة جدا في حياة الإنسان، حتى إن علماء الطب، سواء على مستوى الطب الإكلينيكي أو الطب النفسي، أجمعوا على أنه لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون أمل، وكلما زاد الأمل والتفاؤل تحسنت حالة الإنسان النفسية والبدنية.
هذه رسالة وحديث خاص موجه إلى الذين نذروا أنفسهم لمهمة التغيير والإصلاح وتوعية الشعوب العربية، واسترداد وعيها وعافيتها وحيويتها الحضارية، وبناء نظم ديمقراطية قادرة على صناعة واختيار قياداتها وحكم نفسها بنفسها، وولوج مسار التنمية والنهوض الحضاري من جديد.