للطبيعة تقلبات تعودنا عليها، وأدركنا خصائصها وشدتها ومداها، وأصبحنا قادرين على التأقلم معها. اليوم يسعفنا في الاستعداد والتخفيف من أثر الصدمة أو المباغتة وجود دوائر متخصصة للأرصاد تعنى بالتنبؤ فهي ترصد المناخ والزلازل والفضاء، وتتنبأ بالظواهر وتهيئنا إلى التعامل معها، وتجنب أخطارها.
العالم العربي الذي دخل القرن العشرين مفككا إلى كيانات ودويلات صغيرة ومحدودة القوة والتأثير يشهد موجة جديدة من الفوضى وانعدام الوزن بعدما اصبحت العديد من الكيانات على حافة التلاشي والاندثار. في العراق وسورية والسودان وليبيا واليمن هناك مشكلات عميقة اصعب من ان يتفق الاطراف على الخروج منها وفي مجتمعات عربية اخرى جرى التراجع عن الكثير من الانجازات والاحلام التي صاغها القادة والزعماء إبان مراحل النضال وبعيد الاستقلال الشكلي لها.
منذ أن اكتشف الفيروس والإعلام مشغول بنقل الأخبار وتتبع الإجراءات وطرح الأسئلة. في كل ما يقال ويثار وتتداوله الصحف والمواقع والشاشات، لا شيء يبعث على الأمل ولا التفاؤل.
الدولة الأردنية التي دخلت مئويتها الثانية تقف على أعتاب مراجعات عميقة تتناول ملفات مهمة قد تطال شكل العلاقة مع المجتمع ومستوى الحريات العامة وصيغ الانتخابات ونوعية المشاركة في صناعة القرار وبناء المجتمع..
منذ خروج العالم من الحرب العالمية الثانية وتوجه اقطابها الى تأسيس منظمة جديدة تحافظ على السلم العالمي وتحول دون تكرار الحرب وويلاتها وتطور اوضاع الانسانية والعالم يحرز تقدماً نحو الافضل..
لا أظن أن أردنيا واحدا يريد أن يرى البلاد تنزلق الى ما انزلقت اليه بعض البلدان الشقيقة، لكن الجميع يئس من أداء مجلس النواب وأصابه الضجر من أجواء العيش في عنق الزجاجة من دون وجود بارقة أمل للخروج من هذا المأزق الأبدي.
في اليمن وسوريا ومصر وتونس خرجت الجماهير تطالب بالتغيير.. الأولى أن يخرج إخوتنا في فلسطين المحتلة ليطالبوا بالتغيير وزوال الاحتلال، لا أن يتفاوضوا على تخفيض عدد الحواجز وعدد تصاريح الزيارة.
قائمة القضايا التي تتباين حولها المواقف تتراوح بين مساعي تهويد القدس والحرب في اليمن ومكافحة الإرهاب والصراع في سوريا والموقف من إيران. بالرغم من أهمية القضايا لبعض الأطراف إلا أن القدس وفلسطين كانت وما تزال موضع إجماع العرب والمسلمين باعتبارها رمزا للوجود والهوية والتاريخ.