منْ يعتقد أنّ الهروب نحو الإقليم هو الحلّ، أو أنّ مُشاركة السنّة الهامشيّة في العمليّة السياسيّة نفّذت على الأقلّ بعض أحلامهم، نتمنّى عليه أن يَذكر لنا بعض تلك المنجزات، ربّما نحن، كمواطنين، في غفلة عنها، أو لم نطّلع عليها!
لقد وصلت مرارة الألم الذي يعتصر نفوس العراقيّين وعقولهم لمراحل لا يُمكن تحملها، أو السكوت عليها ولهذا هَربت "الدولة" من الواقع البائس، وحاولت الاستعانة بالعديد من المؤسّسات الدينيّة والإعلاميّة والثقافيّة والفكريّة لحصر الفكر الجماهيريّ المُتألم في زاوية الاستسلام والتخدير!
الإشكاليّة الكبيرة الجديدة برزت عقب وصول رسالة الأمريكيّين لساسة العراق التي حملها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد زيارته لواشنطن قبل شهر تقريباً، لكنّ تداعيات تلك الرسالة بقيت خلف الأبواب المغلقة
الظروف غير الطبيعيّة الحاليّة في العراق جعلت الأمّيّة في هذا البلد متنوّعة، ومنها الأمّيّة الأبجديّة، والسياسيّة، والعلميّة والثقافيّة والمجتمعيّة، وهذه كلّها بحاجة إلى دراسات مفصّلة لتسليط الضوء عليها
حينما يكون العراق هو الدولة المُقْتَرِحة للمشروع فهذا يجبرنا على وضع عشرات علامات الاستفهام والتعجّب، ذلك لأنّ حكومة الكاظمي لم تُثبت حتّى الآن قدرتها على بسط هيبة الدولة والقانون
لا تتجاهلوا العراقيّين في الخارج فهم جزء حيويّ من طاقات الوطن، وهم مواطنون وقع عليهم حيف كبير، ويجب أن تسعى الحكومة لإنصافهم، وإلا فسيكون مصيرهم الضياع أكثر من ضياعهم الحاليّ في دروب الغربة والتهجير والفاقة!
تنقية مؤسّسات الدولة المتآكلة بسبب فساد الضمائر والأيدي مهمّة صعبة وعسيرة، ولا يمكن أن تتمّ بموجب سنّ قانون ما، أو إصدار قرار ما، ذلك لأنّ القرارات والقوانين الصارِمة موجودة أصلاً، ومع ذلك تجاهلتها عصابات الخراب، بل وتطبّقها على كلّ مَنْ يُنافسها في الصفات الرسميّة وترميه في السجون بتهمة الإرهاب
الانتخابات التي لا يَنتج عنها تنظيم لسياسات الدولة، وتغيير للواقع، وتحقيق لمصالح الناس داخل الوطن وخارجه، ستكون خطوة عبثيّة لا تستحق ما ينفق عليها من أموال وجهود وإعلام!