هشام الحمامي يكتب: ما صرح به أحد المذيعين منذ أيام قليلة في إحدى الفضائيات عن جريمة الرئيس السادات رحمه الله (ت: 1981م) وصنع التيار الديني في مصر، في توقيت كل أحداثه وتطوراته السياسية والاجتماعية لا علاقة لها لا بالسادات ولا بالتيارات الدينية.. لا يستدعى السخرية فقط، بل يستدعي الشفقة على هذا الذي لا علاقة له لا بالتاريخ قراءة وفهما..
هشام الحمامي يكتب: د. عمارة ينتمي إلى ما اصطلح على تعريفه بـ"المدرسة الوسطية".. هذه الوسطية التي تعني في أهم تعريفاتها "صفاء الرؤية" الخصيصة الأسمى للفكر الإسلامي والتي لا يمكن أن نبصر حقيقة الإسلام بدونها.. وهو رحمه الله يعد من أهم منظري هذه المدرسة..
هشام الحمامي يكتب: علينا هنا أن نفتح لـ"المؤامرة" أوسع أبوابها، ونحن نتوسع في دائرة المعنى للفكرة الأولى التي قامت عليها وبها ولها ثورة البلاشفة في بداية القرن الماضي 1917م، والتي تحولت فيها الدولة إلى "مطرقة" وتحول فيها الناس إلى "سندان"..
هشام الحمامي يكتب: اختزل الأستاذ هيكل في سيرته جانبا كبيرا من مأساة مصر والعرب.. مكث فيها طويلا يقول لنا ولقرائه كم هو القمر مضيئا.. في حين كان ينبغي أن يسلط ولو وميضا واحدا من الضوء على الزجاج المحطم.. لكنه لم يفعل.
هشام الحمامي يكتب: هكذا تُفهم الأمور كما هي، وكما ينبغي لها أن تُفهم وتكون.. لكنك في التجربة الناصرية لن تعرف استقلالا استراتيجيا حقيقيا.. ستعرف استقلالا فقط في خطابات الزعيم وأغاني المطربين..
هشام الحمامي يكتب: يصح أن يكون الشيخ متولي الشعراوي "حالة" قائمة بذاتها.. ويصح إذن أن تكون بوصلة المصريين عرفت الاتجاه الصحيح الذي يتعين عليهم السير فيه.. فساروا.. وكان الرجل هناك ينتظرهم، فوجدوه.. وحدثهم بالقرآن فسمعوه..
هشام الحمامي يكتب: اهتدى الباشا محمد علي بفطرته الاستراتيجية إلى "الضرورة الاستراتيجية" لغلق أي باب من الأبواب التي قد يأتي منها "ريح الخطر".. فرفض حفر "قناة السويس" ورفض "الاقتراض" من البنوك الأوروبية.. وأقام مشروعه الاستراتيجي الضخم في "أم الدنيا" بأموال مصرية خالصة..
كل ما رأيناه في ترتيبات وتنظيم بطولة "كأس العالم" من افتتاحه يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى الآن، هو مما يوصف بعطايا العقل العملي، وكان أهم تلك العطايا وأبرزها وضوحا هو "التقاط الفرصة". والتنبه إلى الفرصة أصلا هو أحد سمات العقل الكبرى..
لم يكتف الغرب باختراع إسرائيل، ولكنه اخترع إلى جوارها أنظمة حاكمة تمنع أي تطور وتقدم حقيقي في المنطقة الأوفر حظا في العالم كله، وتلبي تحديات التنمية والبناء وتواجه الخطر الصهيوني المشار إليه.. وهو ما عاشته وتعيشه المنطقة في القرن الجديد..
استكثر على بلاده وشعبه نظاما سياسيا صلبا متماسكا قويا بذاته ومكوناته وأقوى من الأفراد، ويبقى بعد رحيله ولا يعتمد أبدا على الأشخاص في بقائه.. نظاما متكاملا تتعدد فيه المكونات السياسية لفكرة "السلطة" فيتحقق فيها وبها ذلك التوازن الضروري..
الرائع فيما أحدثه إدوارد سعيد تجاه بلاده وقضية بلاده (فلسطين) وتجاهنا أيضا؛ أنه أعادها إلى مكانها الحقيقي؛ أرضية الصراع العنيد العتيد بين الشرق الذي هو شرق والغرب الذي هو غرب..
في حواره الأخير بقناة الجزيرة تحدث الرجل كثيرا عن الحركات الإسلامية وتجاربها التاريخية وعلاقاتها بباقي الأطراف من حولها القريبة منها والبعيدة، وعاب عليها فيما عاب سوء علاقاتها بــ"دول المركز"، وهو يقصد الغرب وحضارته وعواصمه الكبرى التي يتمركز فيها الفكر والسياسة..
اللاهثون خلف هذه الأفكار متابعة ودعما كلهم من أصحاب الشركات الرأسمالية الشرسة، ويسيطر عليهم حلم أسود كابوسي النزعة سادي التأثير؛ يحلمون فيه بسيادة العالم وتوجيهه الوجهة التي يريدونها، وذلك باقتحام مجال لم يسبق اقتحامه وهو "الجسد البشري"..
سيكون هاما أن نعرف أن إسرائيل بالنسبة للحضارة الغربية ليست شأنا دينيا فقط كما تقول السردية الكذوبة عن أرض الميعاد، ولا حتى شأنا تاريخيا فقط يُكفّر به الغرب عن ذنوب العقود الطويلة في التحقير والحط من هذه الفئة الدينية..