كتاب عربي 21

28 نوفمبر.. عندما يخرج الإخوان لتفويض السيسي

تامر أبو عرب
1300x600
1300x600
1-
يقولون إنها جمعة الهوية وهي على الأرجح جمعة الهاوية.

لن ينزل الإخوان وأنصارهم إلى الشوارع غدا للمطالبة بحياة كريمة للمصريين، لن ينزلوا للإفراج عن المعتقلين ولا القصاص للشهداء ولا حتى لإعادة مرسي إلى الحكم، لكنهم سينزلوا دفاعا عن الهوية وتحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم".

كان بوسع الإخوان أن يعلنوا مقاطعتهم المظاهرات أو تأجيل تحركاتهم إلى 25 يناير حيث الذكرى الرابعة للثورة أو على الأقل يشاركوا دون إعلان رسمي، لكنهم اختاروا أن يستجيبوا لدعوة أطلقتها الجبهة السلفية التي هي أكثر التيارات الإسلامية قربا للسلفية الجهادية، وبعد أيام قليلة من هتاف أعضائهم في الشارع تأييدا لتنظيم داعش الإرهابي.

خسر الإخوان تأييد الشارع بغير رجعة، والآن يعملوا بحماس ليخسروا ما تبقى من مساندة دولية لتحركاتهم ومطالبهم.

لكل داء دواء يستطب به.. إلا الإخوان أعيوا من يداويهم.

2-
مظاهرات 28 نوفمبر تفويض جديد للرئيس عبد الفتاح السيسي، وسيخرج الرجل منتصرا أيا كانت مجريات اليوم ونتائجه، إذا مرت الأمور بسلام وفشل الإخوان وأنصارهم في الحشد للتظاهرات وافتعال أحداث عنف سيكون ذلك بمثابة تأكيدا على صحة السياسات التي اتبعها السيسي منذ وصل إلى الحكم وإيذانا باستمرارها بتفويض ومباركة شعبية ما دامت قد نجحت في إنهاك الإخوان وضرب قدراتهم التنظيمية والحركية، وإذا شهد اليوم أحداث عنف أو حدثت بالتوازي معه عمليات إرهابية سيكون ذلك بمثابة تفويض جديد للسيسي أن ضاعف إجراءاتك القمعية وتضييقك على الحريات وملاحقتك المعارضين حتى تحمي مصر من السقوط.

هذا كله يبرر حشد الدولة والإعلام الدائر في فلكها منذ أيام لذلك اليوم واعتباره يوما فاصلا حتى قبل أن يعلن الإخوان رسميا المشاركة فيه ومنذ أن كان الداعي للتظاهرات الجبهة السلفية التي نعرف من أعضائها عددا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

الأسلوب الذي اتبعه الإعلام في التعامل مع 28 نوفمبر، وإعلان كل أجهزة الدولة الاستنفار في مواجهته، يغري المترددين بين التيارات الإسلامية للنزول والمشاركة باعتبار أن حدثا كبيرا يلوح في الأفق، ويبدو أن الدولة تريد أن تطبق سياسة "صاعق الناموس" هذه المرة، حيث ترغب في معرفة حجم الإخوان والإسلاميين بعد الضربات الأخيرة وتتعرف على قياداتهم الجديدة لتقضي عليهم في الضربات التالية.
طبيعي أن تسعى الدولة لضرب الإخوان، لكن الغريب أن يناولها الإخوان العصا.

3-
«مليونية 29-7. دعوة للشعب المصري للمشاركة في جمعة هوية مصر الإسلامية والحفاظ علي نتيجة الاستفتاء. التطهير الاستقرار نعم للمجلس العسكري».

هذا نص الدعوة التي وزعها الإخوان وأنصارهم على الناس في الشوارع منتصف 2011 عندما كان التحالف قائما بين العسكر والإخوان، وقتها أطلق المراقبون على هذا اليوم «جمعة قندهار» بعدما رفع المشاركون في قلب ميدان التحرير صور أسامة بن لادن وأعلام القاعدة وهتفوا «يا أوباما يا أوباما كلنا هنا أسامة».

غدا ستخرج نفس الأعلام ونفس الصور وستكون الجمعة تحت نفس الاسم لكن الهتافات ستكون ضد الجيش هذه المرة بعدما كانت الهوية الإسلامية تتطلب تأييده في المرة الأولى، ولن نسمع هتافات مضادة للعدو السابق أوباما باعتباره أصبح حليفا الآن.

يستخدم الإخوان الهوية الإسلامية في الشيء وعكسه، وهكذا دوما يفعل التجار.

4-
«إن الإخوان المسلمين يؤكدون على أن هوية الأمة هى مصدر نهضتها وأساس تحررها ولن يقبل الشعب المصرى بطمس هويته والحرب على مقدساته وتدمير المساجد وحرق المصاحف وقتل شبابه وسحل نسائه».

هكذا تحدث الإخوان في بيانهم الذي أعلنوا من خلاله المشاركة في مظاهرات 28 نوفمبر، تحدثوا عن هوية تُطمس ومساجد تدمّر ومصاحف تُحرق وحرب على المقدسات، لم يقولوا أين ومتى حرقت المصاحف ولماذا ومن دمر المساجد، ولم يوضحوا قصدهم من طمس الهوية والحرب على المقدسات، لكن لا يهم، فهذا الكلام يحبه أنصارهم ليقتنعوا بأن خروجهم لأجل الله ودينه لا لأجل مرسي وكرسيه.

تحتاج الجماعة من وقت لآخر إلى فعاليات تثبت لأنصارها أنها موجودة ولم تيأس ولم تمُت، ويقتنع أنصارها في كل مرة أن النظام سيسقط والانقلاب سيترنح، تفشل الفعاليات، يزيد النظام قوة وبطشا فيكون هناك مبرر لإجراءات قمعية جديدة، تزيد الجماعة مظلومية ويزيد عداد القتلى والمعتقلين فيكون هناك مبرر لخروجات جديدة.

يفوز النظام والإخوان سواء نجحوا أو فشلوا، وتخسر الثورة وأهلها في كل الحالات، ويبقى الأمل غائبا عن الأفق مادامت ثنائية النظام والإخوان باقية.
التعليقات (12)
طه محمد
الجمعة، 28-11-2014 03:22 م
مقال مضحك نوعا
علي هويدي
الجمعة، 28-11-2014 01:37 م
لأول مرة يا تامر أرى التناقض في مقال واحد.
هبة
الجمعة، 28-11-2014 12:02 م
معك فى كل ما قلت و لكن أوباما مين الذى اصبح حليفا ديه مش منطقية انا ضد النزول الا اذا كان الثوار قادرون على احداث تغيير و الصمود اما كما قلت ان ينزلوا فلا يحدثوا تغيرا فيطمئن النظام و يزداد قهرا و اذا اظهروا اى علامات للقوة او التاييد الشعبى او الى ذرة خطر على النظام فسيتم سحقهم و التصفيق لساحقيهم من قبل الشعب الواعي المفوض لرئيسه لمحاربة الإرهاب فالموضوع غير مجدا بل أضراره اكثر من منافعه و شكرا
هبة
الجمعة، 28-11-2014 12:02 م
معك فى كل ما قلت و لكن أوباما مين الذى اصبح حليفا ديه مش منطقية انا ضد النزول الا اذا كان الثوار قادرون على احداث تغيير و الصمود اما كما قلت ان ينزلوا فلا يحدثوا تغيرا فيطمئن النظام و يزداد قهرا و اذا اظهروا اى علامات للقوة او التاييد الشعبى او الى ذرة خطر على النظام فسيتم سحقهم و التصفيق لساحقيهم من قبل الشعب الواعي المفوض لرئيسه لمحاربة الإرهاب فالموضوع غير مجدا بل أضراره اكثر من منافعه و شكرا
كريم السعيد
الأربعاء، 03-12-2014 07:02 م
<br>please get your facts rigth