في هذا
العيد ... في
مصر ... ضفتان يعيش عليها صنفان من البشر !
في هذا العيد يعيش مئات الآلاف من المصريين مأساة زيارة قبر شهيد قتل ظلما، وما زالت تشوه سمعته ليل نهار، فقد قتل في أحداث (مؤامرة يناير)، أو في مؤامرة إرهابية كانت تهدف لإسقاط الدولة المصرية، وما زالت الأذرع الإعلامية لأجهزة التخابر تشوه هؤلاء الشهداء ليل نهار، دون رحمة لهم أو لذويهم، وذلك بشكل منظم، يوغر الصدور، ويقتل أي أمل في وجود بعض العقلاء في السلطة.
في هذا العيد يعيش عشرات الآلاف من المصريين في السجون في أسوأ ظروف إنسانية عرفها تاريخ البشر في مصر !
ويعيش مئات الآلاف من المصريين يحلمون بلحظة خروج ذويهم من تلك السجون.
في هذا العيد يعيش عشرات الآلاف مأساة أخرى هم وذووهم، بعضهم مصاب بطلق ناري أقعده عن الحركة، أو أعاقَهُ إعاقةً دائمة، أو منعه من القدرة على طلب الرزق أو طلب العلم.
الآلاف من البشر معاقون، وذووهم (مئات الآلاف) يحاولون علاجهم وإعالتهم، في حالة من فقر مدقع، وواقع اقتصادي أليم تمر به مصر بعد انقلاب عسكري موديل 1954.
في هذا العيد يعيش ملايين المصريين بلا عمل، فبعد أن أغلقت آلاف المصانع بسبب ارتفاع أسعار التشغيل، تم تسريح مئات الآلاف من العاملين، وانضموا لطابور العاطلين، وأصبحت عائلاتهم بلا دخل مستقر، بعضهم أصبح يدبر أمره وجبة بوجبة، (طقه طقه) !
في هذا العيد يتمنى ملايين المصريين أن يذوقوا اللحم، ولكنهم لا يجدونه، فكثير ممن تعود على الذبح والبذل أصبح سجينا في معتقل، أو سجينا في خوفه !
كثير من المصريين أصبحوا يخافون أن تُعْرَفَ لهم صدقة، خشية أن تلفق لهم أجهزة الأمن تهمة تمويل شبكة إرهابية، أو إعاشة أسرة سجين أو غير ذلك !
على الضفة الأخرى من الوطن ... يعيش صنف آخر من البشر، فهناك عدة عشرات من رجال الأعمال يحتفلون بخروجهم من السجن، ويخططون لموجة أخرى من الاستثمار القائم على أكل أموال الناس بالباطل بعد أن تمكنوا من تدبر القروض اللازمة للنهش في لحم الوطن، دون تكلفة، ودون إخراج (مليم أحمر) من جيوبهم !
في هذا العيد أيضا يعيش عدة عشرات في حضن السلطة، لا يرون الناس، ولا يراهم الناس، يعيشون في احتياطات أمنية تعكر عليهم حياتهم، وتنغص عليهم عيشهم، يغيرون طواقم الحراسة كل عدة أسابيع، ويغيرون خطط التنقل كل عدة أيام.
ظفروا بالسلطة ... ولكن سيظلون فئرانا مذعورة إلى أن يأتي يوم الحساب الذي يظنونه بعيدا ... وما هو ببعيد !
صدق أو لا تصدق ... في هذا العيد يشعر الصنف الأول من البشر برضا وطمأنينة أكبر من الصنف الثاني !
في هذا العيد يعرف الصنف الأول من المصريين أنهم سيربحون ولو بعد حين، ويعرف هؤلاء أن ربحهم إذا لم يتحقق في الدنيا فسوف يتحقق في الآخرة.
أما الآخرون ... فإنهم يفكرون ليل نهار كيف يأمنون أنفسهم من الناس؟
وتكون الإجابة في النهاية (لا عاصم لكم من الناس إذا قاموا)، وأبشركم : سيقومون قومة رجل واحد قريبا جدا !
في هذا العيد ... أقول للصنف الأول من المصريين كل عام وأنتم في خير وستر ورضا، اصبروا، فالفرج قريب بقدرة الله.
وأقول للصنف الثاني من المصريين : والله لو صعدتم إلى سابع سماء، أو اختفيتم في سابع أرض ... فلن تحميكم قلاعكم من غضبة الشعب !
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...
موقع الكتروني : www.arahman.net
بريد الكتروني :
[email protected]