أفاد مساعد وزير الخارجية
الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد
اللهيان في لقاء خاص مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية ونشر على عدة مواقع إيرانية حول الأزمة السورية، بأن
السعودية وقطر ستصبحان من ضحايا
الإرهاب بسبب دعمهما للجماعات الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى الدعم
القطري والسعودي للمعارضة السورية.
ورداً على سؤال "دير شبيغل" الألمانية حول ما إذا كانت إيران هي السبب الرئيس وراء صعود الجماعات الإسلامية في سوريا كجبهة النصرة والدولة الإسلامية "داعش" بسبب تدخلها هناك، وعن طبيعة التدخل الإيراني في سوري، قال عبد اللهيان، إنه "لا يمكن القول إن الوضع الذي وصلت إليه سوريا اليوم هو نتيجة دعمنا نحن في إيران لبشار الأسد". وأضاف أن "كل ما قدمته إيران لسوريا هو المستشارين العسكريين للجيش السوري ليكون الجيش السوري قادرا على الدفاع عن نفسه وعن سوريا ضد الهجمات الإرهابية هناك، وهذا لا يعني أننا ضد المعارضة في سوريا أو نريد بقاء بشار الأسد في السلطة لآخر عمره"، حسب تعبيره.
وأشار عبد اللهيان إلى أن الإرهابيين في سوريا هم سبب أساسي في القتل والدمار الذي حَل بسوريا، وإذا أراد المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية أن يُحاكم بشار الأسد، فهناك الكثير ممن دعموا الإرهاب سوف يجلسون بجانب بشار الأسد للمحاكمة بسبب إرسالهم السلاح للجماعات المسلحة والإرهابية في سوريا.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني: "نحن في إيران نعتقد أن ما يحصل في سوريا هو خطة معقدة لخلق نظم جديد في المنطقة، بدعم من السعودية وقطر. وفي نهاية المطاف فإن هذه الدول سوف تكون هدفاً قادماً لهذه الجماعات الإرهابية بعد الانتهاء من سوريا".
واتهم عبد اللهيان الدولة الإسلامية في العراق والشام بارتكاب جرائم ومجازر جماعية بحق المدنين في سوريا، وقال إن تنظيم داعش يحصل على الدعم من عدة أجهزة استخبارات دولية وإقليمية وهناك ارتباط وثيق بين هذا التنظيم وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد.
ويعتقد المراقبون للشأن الإيراني بأن التدخل الإيراني في سوريا كان مرتبطاً بوجود النظام في طهران، فإذا فقدت إيران أهم حليف عربي لها في سوريا، فسوف تفقد سيطرتها على العراق، ومن هنا سيتم تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، وهذا ينعكس بشكل سلبي على النظام الإيراني والحرس الثوري الذي يتحكم بمفاصل النظام في إيران.
يذكر أن الكثير من قيادات الحرس الثوري الإيراني، اعترفت بتدخلها العسكري في سوريا وإدارة المعارك هناك، وقد قتل وأسر الكثير من قيادات الحرس الثوري الإيراني على يد الجيش الحر والفصائل الإسلامية المنتشرة في سوريا.