رفض السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، السبت، ما اعتبره "زيف ادعاءات" الكاتب البريطاني المعروف ديفيد
هيرست حول "تحالف
السعودية مع إسرائيل ضد
غزة، في مقال كتبه في الصحافة الإلكترونية".
جاء ذلك في بيان وصل "عربي 21" نسخة منه، تساءل فيه السفير السعودي عن نية الكاتب البريطاني من "الاتهامات" التي وجهها إلى المملكة السعودية وما إذا كان يقصد بها "الإساءة" على نحو ما.
ووجه الأمير السعودي من خلال بيانه الصحفي نقده إلى هيرست قائلا: "هل تجهل تماما تاريخ وسياسة الشرق الأوسط؟ أم هي محاولة منك لتكون مختلفا ولا تكترث بما ادعيته، ولذلك قررت أن تقلب العالم رأسا على عقب من مكتبك في لندن دون الاستناد إلى الواقع؟".
وكان هيرست الكاتب في موقع "ميدل ايست آي" كتب عن "سر العلاقة بين إسرائيل والسعودية"، حيث أكد في مقال له أن
العدوان على غزة "جاء بأمر ملكي سعودي"، مشيرا إلى أن مسؤولي "الموساد" والمخابرات السعودية يجتمعون بانتظام.
وردا على اتهام هيرست، قال السفير السعودي في لندن إنه "من الصعب أن نصدق مثل هذه التخريفات المطلقة، ومثل هذه الأكاذيب التي لا أساس لها مكتوبة من قبل شخص يزعم أن يكون رئيس تحرير لأي وسيلة إعلامية".
ويرأس هيرست التحرير في موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، وقال في مقال له نشر في 21 تموز/ يوليو الجاري إن "السعودية هي صاحبة الدور الأكبر في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى جانب مصر والإمارات".
من جهته تساءل السفير السعودي عن الحقائق الموثقة التي قد تدعم ما ذكره هيرست في مقاله، مضيفا أن "المملكة السعودية كانت في الماضي ولا تزال في الحاضر وستظل في المستقبل تدعم الشعب الفلسطيني، في مطالبته بحق العودة إلى وطنهم المغتصب، وتقرير مصيرهم في دولة خاصة بهم".
واعتبر في البيان الذي نشر على صفحة السفارة السعودية في المملكة المتحدة على "تويتر" أن "الوحشية وعدم توازن القوى بين الجيش الإسرائيلي والشعب الفلسطيني المضطهد في غزة هي جريمة ضد الإنسانية (...) والادعاء بأن المملكة العربية السعودية، التي التزمت بدعم وحماية حقوق جميع الفلسطينيين في تحديد مصيرهم وتكريس سيادتهم، بأنها تدعم العدوان الإسرائيلي هو بصراحة وقاحة بشعة"، على حد تعبيره.
وهاجم البيان إسرائيل معتبرا أنها لا تدافع عن نفسها إنما تقتل الأطفال الأبرياء وعائلات بأكملها.
وأوضح أن "إسرائيل بحاجة إلى مساعدة، ولكن ليس في شكل الطغيان والبطش والمزيد من العمل العسكري المجنون، إنما بحاجة إلى المساعدة في رؤية أن العدوان الذي تقوم به يزيد من ضعفها فقط، ويقوم بعزلها، كما أنها تقوم بخلق جيل بعد جيل من الرجال والنساء الذين لا يعرفون الخوف ولغة الرصاص، بل زيادة الكراهية فقط وبالتالي الانتقام"، بحسب البيان.
وأبدى السفير في البيان أمله إلى أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو "للأصوات داخل المجتمعات اليهودية" التي تنادي علنا بإيقاف العدوان، والاستجابة إلى "مطالبهم العاقلة".
وأكد في البيان أن "أي تعامل من قبل المملكة السعودية مع إسرائيل بشكل غير مباشر اقتصر على محاولات لتحقيق السلام، وأن أي بحث بسيط من قبل أي محلل مهني سيظهر مبادرة الملك عبد الله للسلام في قمة بيروت".
وأضاف: "حاولنا وسوف نستمر في محاولة القيام بكل طاقتنا لتحقيق السلام العادل، ولن نقبل أبدا بدعم أي عدوان ضد الشعب الفلسطيني".
واختتم سفير السعودية بيانه بالقول: "تأكدوا أننا نحن شعب وحكومة المملكة العربية السعودية لن نتخلى عنهم (الفلسطينيين) وسوف نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم في مطلبهم الشرعي للعودة إلى وطنهم والأراضي التي استولت عليها إسرائيل بصورة غير مشروعة بلغة النار والقهر والظلم".