تضامنا وتعاطفا مع أهلنا في حلب الذين يتعرضون لإبادة جماعية، في حلب وغيرها من المدن والقرى السورية على أيدي المغول الجدد (الروس والفرس وجحافل المغول الشيعية القادمة من كل فج)، في هذه الأيام الحالكة السواد في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية المعاصرة أمر سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بإلغاء كافة مظاهر الاحتفال باليوم الوطني للدولة القطرية؛ تضامنا مع أهلنا في حلب وغيرها من المدن السورية.
ليس ذلك فحسب، بل تضامنا مع أهلنا في العراق الشقيق، وما تتعرض له مدينة الموصل أم الربيعين على أيدي جحافل المرتزقة المجندين تحت راية الحشد الشعبي الشيعي، للنيل من أهل الموصل والأنبار بكاملها تحت ذريعة محاربة الدولة الإسلامية (داعش)، وتضامنا أيضا مع أهلنا في اليمن الشقيق الذي يتعرض لحرب ضروس على أيدي البغاة (الحوثيين وعلي عبدالله صالح) ألغيت كل مظاهر الاحتفالات في قطر.
نعم ألغيت كل أنواع الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية لتلك الأسباب، وفتحت أبواب الدعوة ليوم تضامن مع أهلنا في حلب الباسلة يوم الأحد القادم (الذي يوافق تاريخ اليوم الوطني لقطر) لجمع التبرعات النقدية وغير النقدية لأهل حلب الذين شردتهم الصواريخ الروسية والقنابل الانشطارية والبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية والارتجاجية والأسلحة الكيماوية وجحافل الفرس الصفويين. نعم ذلك يوم احتفالنا بذكرى تأسيس دولتنا الغالية قطر والتضامن مع أهلنا في سورية والعراق وفلسطين واليمن وحتى لبنان.
بالأمس أعلنت جمعية قطر الخيرية أنها بصدد إدخال 12 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وأغذية أطفال ومواد للتدفئة تكفي لـ20 ألف شخص كمرحلة أولى، عبر الحدود السورية التركية لنازحي حلب.
(2)
في المجال السياسي دعت دولة قطر لاجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لدراسة الأوضاع المتدهورة لحال الشعب السوري في حلب وغيرها من المدن السورية، ومن المؤسف أن اجتماع الجامعة العربية لم يكن على المستوى الوزاري وإنما أصبح على مستوى المندوبين مما يعبر عن عدم اهتمام معظم القادة العربي بما يجري في سوريا الحبيبة. كما دعت إلى عقد دورة استثنائية طارئة (مع بعض من الدول العربية)ـ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن عن تحقيق السلام في سوريا وحلب خاصة.
في الوقت نفسه اجتمع سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع المندوبين الدائمين في الأمم المتحدة لدول مجموعة أصدقاء المساءلة عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة في سوريا من قبل مرتزقة نظام بشار الأسد والشيعة الصفوية والروس الحاقدين على امتنا العربية المجيدة.
جهود دبلوماسية تقوم بها وزارة الخارجية القطرية، وأخرى جمع تبرعات من الأهالي لم تنقطع عن أهلنا في سوريا الحبيبة، والحق أنه لم يعد في استطاعة أي كاتب مخلص لأمتنا أن يصف ما حل بحلب الشهباء من دمار وما لحق بأهلها من قتل وترويع، لكن هذا هو قدر الشهباء أن تتصدي لكل غزاة الشرق من المغول إلى الحروب الصليبية إلى الهجمة الروسية الفارسية في تاريخنا المعاصر، فإن سقطت اليوم بيد البغاة الروس الفرس وجحافل بشار الأسد، فإنها ستقف من جديد وسيكون النصر لها بإذن الله عز وجل. ستبقى حلب الشهباء في صدر صفحات التاريخ تتحدث عما لحق بها وما فعلت بأعداء الأمة، ولم تجد مغيثا رغم جراحها.
آخر القول: سيندم العرب على ما أصاب حلب الشهباء على أيدي المغول الجدد لصمتهم وتقاعسهم وعدم نجدة المقاومة السورية الوطنية. وسيندمون أكثر إن لم يتضامنوا من أجل توحيد كلمتهم وموقفهم، وينجزوا مهمة عاصفة الحزم وتحرير صنعاء وكل اليمن من البغاة.