طالب كتاب مصريون، موالون لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، بإقالة حكومة شريف إسماعيل، على خلفية إصدارها قرارين متناقضين متعلقين بالدواجن خلال عشرة أيام فقط .
وكان قرار صادر عن حكومة اسماعيل قضى بإلغاء التعرفة الجمركية على الدواجن المستوردة بأثر رجعي لمدة شهر سابق ، ليجري بعدها التراجع عن القرار وإصدار قرار جديد بالإلغاء والعودة للتعرفة القديمة.
ووصف الكتاب حكومة إسماعيل بأنها "حكومة فراخ"، وأنها "ذات القرارين"، داعين إلى تكليف لجنة من جهات سيادية لتقصي أسباب ودوافع صدور القرارين، وتوقيتهما، وما ترتب عليهما جمركيا، وأسباب ودوافع الإصدار ثم الإلغاء.
واعتبروا أن أي حكومة تفقد ثقة الشارع عليها أن تغادر فورا، بالنظر لكون استمرارها يشكل نزيفا للثقة مع الشارع .
وطالبوا بـ"قراءة الفاتحة على روح البرلمان إذا لم يتحرك لمحاسبتها" وتساءلوا " هل تجرؤ الحكومة أن تعلن عن شحنات الفراخ المستوردة التي دخلت البلاد بمجرد الإعلان عن تجميد الجمارك عليها؟".
ودعوا إلى إجبار المستوردين على سداد الجمارك، التي تم إعفاؤهم منها، مع تقديم استجواب عاجل للحكومة والتلويح بسحب الثقة باعتبارأان ما جرى يعد جريمة كاملة الجوانب، وفق وصفهم.
"حكومة الفراخ"
هكذا وصف رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "الوفد"، الكاتب الصحفي، عباس الطرابيلي، حكومة شريف إسماعيل، في مقاله بالعنوان السابق، الأربعاء، معتبرا موقف الحكومة من قضية "الفراخ" نموذج للتخبط، وغياب التخطيط، قائلا: "نفاجأ بقرار لم يعش أكثر من 10 أيام".
وأوضح أن الحكومة زعمت عندما أصدرت قرارها بإلغاء الجمارك على الفراخ المجمدة أنه قرار مؤقت، خشية وقوع أزمة لحوم بيضاء، وأنها تحت ضغط أصحاب المزارع تراجعت وألغت القرار، متسائلا: "هل هناك أبلغ من ذلك عن تخبط قراراتنا؟".
وتابع " هل كان قرار الإعفاء الجمركي تحسبا من أزمة في نقص الفراخ، أم كان لمصلحة عدد من المستوردين، كانوا جاهزين بشحناتهم فوق المراكب، بحيث تجرى عمليات التفريغ بمجرد توقيع القرار، وبذلك ربحوا مئات الملايين؟ ثم لمَّا هاجت مافيا أصحاب المزارع المحلية للفراخ تراجعت الحكومة؟
وتابع: "ألم يكن الأولى أن ندعم الأعلاف اللازمة للمزارع المحلية، بدلا من إلغاء الجمارك على الفراخ المستوردة؟ أم كان الواجب تشجيع المزارع المحلية بتوفير العلف والأدوية؟".
وشدَّد الطرابيلي على أن "كل المصريين يتعجبون مما جرى في قضية الفراخ، ويرون أنها النموذج الحقيقي لغياب التخطيط"، متسائلا: "من ضحك على الحكومة، واستغفلها؛ لتظهر أمام كل المصريين أنها "حكومة تخبط قومي، لا تدرس أي قرار كما ينبغي؟".
وواصل تساؤلاته: "هل تجرؤ الحكومة أن تعلن عن شحنات الفراخ المستوردة التي دخلت البلاد بمجرد الإعلان عن تجميد الجمارك عليها؟ ثم من الذى سرب قرار إلغاء الجمارك للمستوردين الكبار؟".
"أبو قرارين"
هكذا وصف الكاتب الصحفي، حمدي رزق، رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، في مقاله بهذا العنوان، في صحيفة "المصري اليوم"، الأربعاء.
وبدأه بالقول: "إذا لم يشكل البرلمان لجنة لتقصي حقائق فضيحة إصدار ثم إلغاء قرار الإعفاء الجمركي للدواجن المستوردة الذي "اهتبلتنا" به، هذا الأسبوع، حكومة شريف باشا، فليتول السيد الرئيس المهمة، ويضطلع بتكليف لجنة رئاسية من جهات سيادية تتقصى أسباب ودوافع صدور كل قرار وتوقيته وما ترتب عليه جمركيا".
وأضاف رزق، المعروف بموالاته الشديدة للسيسي: "الرئيس يعرف أكثر من ذلك بكثير، ولكن من حقنا أيضا أن نعرف، وباعتبار الخسارة السياسية محققة على الأرض، وانهارت الثقة تماما في هذه الحكومة، وقراراتها كالعدم سواء، فلنتحسب بالحساب لما هو قادم".
وتابع: "رئيس الوزراء، "أبو قرارين"، هل كذب علينا في الأول أو في الثاني أو في كليهما؟ لن أذهب أبدا مع اتهامات مطلقة السراح بأن قراراته الوزارية مشوبة برائحة الفساد، أو لامسها فساد، أو ولغ فيها مستورد مسعور".
واختتم الكاتب مقاله مؤكدا أن "أي حكومة تفقد ثقة الشارع عليها أن تغادر مواقعها فورا، وبلا إبطاء، وكل يوم تستمر فيه تشكل نزيفا للثقة بين الرئاسة والشارع"، على حد تعبيره.