خرج من المدينة نحو 2000 مقاتل ومطلوب - عربي21 (أرشيفية)
بات مصير أكثّر من 28 ألف شاب في مدينة التل بريف دمشق؛ مجهولا، في ظل الاتفاق الأخير الذي عقدته لجنة المصالحة ما بين الفصائل المقاتلة في المدينة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى.
وأبدى الشاب محمود أبو ياسين (18 عاما)، خلال حديثه لـ"عربي21"، مخاوف كبيرة من المصير الذي ينتظره، بعد خروج الثوار من المدينة المحاصرة، مشيرا إلى أنّ النظام سيجنده ضمن ما يسمى بـ"الدروع"، أو يقوم بتجنيده ضمن صفوف قواته الرسمية، كون بنود الاتفاق الموقع بين الطرفين تقضي بحصول الشبان ممن هم في سن خدمة العلم على تأجيل لمدة ستة أشهر، ليكون فيما بعد مصيرهم مجهولا، فإما الالتحاق بالخدمة أو مغادرة البلاد.
ويقضي الاتفاق الذي بدأ تنفيذه الجمعة؛ بخروج ألفي مقاتل ومطلوب من المدينة على دفعات إلى مدينة إدلب، بحيث تكون طليعتها، 200 مقاتل مع عائلاتهم، أما خروج البقية فسيكون فيما بعد، على أن يخرج 500 مسلح بسلاحهم الفردي بـ 42 حافلة، والباقي دون سلاح.
كذلك نص الاتفاق الذي تحدث عنه مركز "حميميم" الروسي، بالإضافة للجنة المصالحة في المدينة، التي تتخذ من المركز الثقافي في المدينة مقرا لها، على أنّ "المتخلف عن خدمة العلم يعطى تسوية لمدة ستة أشهر، وبعدها إما يعود لخدمته أو الذهاب إلى خارج التل".
ويبدو أنّ الاتفاق لا يضمن أيضا حقوق المنشقين عن قوات النظام في المدينة، حيث إنّ مصير نحو 500 منشق في المدينة؛ سيكون مجهولا، حيث ينص الاتفاق على أنّ "المنشق مثل المتخلف عن الخدمة، عدا من خرج على الإعلام بتصوير وأعلن انشقاقه، فلا يحق له الرجوع لخدمته، والنظام ليس بحاجة له".
بدوره، نفى المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في المدينة، في حديث لـ"عربي21"، وجود ضمانات جدية بخصوص من سيبقى في المدينة من المتخلفين عن الخدمة العسكرية والمطلوبين للجهات الأمنية التابعة للنظام السوري.
وعن الظروف الّتي دفعت الفصائل للقبول بالاتفاق الذي وصف بـ"المهين"، قال المكتب الإعلامي: "السبب يعود إلى الحصار الذي فرضه النظام على المدينة منذ مدة طويلة، وكذلك عدد السكان الموجودين في المدينة الكبير، الذي يقدر بـ500 ألف نسمة، إضافة إلى عدم الرغبة في تعريض المدينة لمواجهة خاسرة عسكريا، أضف إلى ما سبق أن النظام لجأ إلى أسلوب جديد للضغط وهو السيطرة على منطقة وادي موسى، من خلال حملة عسكرية أدت إلى تقليص خيارات الفصائل الموجودة في المدينة".
وعن آليات اختيار أسماء المغادرين إلى إدلب، أوضح المكتب الإعلامي أنّ المعارضة رفعت قوائم تضم عددا أكبر من الأسماء، لكن النظام لم يوافق إلا على خروج ألفي مقاتل.
من جهته، توقّع الناشط الإعلامي أبو أحمد القلموني، في حديث لـ"عربي21"، تجنيد الشباب المتبقين في ما يسمى بلواء "درع القلمون" التابع للفرقة الثالثة، هربا من التجنيد الإجباري، مشيرا إلى عدم الثقة بالنظام وتعهداته، التي تعطي الشبان الحق في السفر خارج البلاد إن رفضوا الانضمام إلى قوات النظام أو درع القلمون.
وأشار القلموني إلى أنّ مهمة "درع القلمون" في الظاهر هي قتال تنظيم الدولة، لكن النظام زج بعدد من أفراد اللواء في العمليات العسكرية ضد فصائل المعارضة، وبالأخص من شباب يبرود، مشيرا إلى مقتل الشاب حمزة المواس خلال المعارك الأخيرة في حلب.
وفي هذا السياق، يقول أحد عناصر الدروع من بلدة يبرود في ريف دمشق، لـ"عربي21"، إنّ التسليح الذي تحظى به "الدروع"، هو عبارة عن أسلحة خفيفة من روسيا وغيرها، وبراتب شهري قدره 30 ألف ليرة سورية، وهي بقيادة العقيد فراس جزعة.
كما يشكك المكتب الإعلامي في التل، من جهته، بقدرة النظام على الإيفاء بتعهداته، بشأن سفر من لا يرغب بالخدمة في قوات النظام إلى خارج البلد.
وأعطى النظام نفسه مسؤولية مراقبة الاتفاق مع الفصائل والأهالي في التل، من خلال تشكيل لجنة مؤلفة من 200 شخص لحماية المدينة، تُختار من قبل لجنة التواصل تحت أمر الجهاز الأمني للنظام، بحيث يسلم كل شخص سلاحه للنظام.