ما إن تأكد غياب قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، عن القمة العربي السابعة والعشرين التي انطلقت أعمالها الاثنين بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حتى غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب بالقمة، معتبرين أن هذا الغياب يعد نجاحا كبيرا لهاشتاغ كان نشطاء التواصل قد أطلقوه تحت عنوان:”#لا_للسيسي_ في نواكشوط”.
واعتبر المدونون أن زيارة السيسي كانت ستشكل وصمة عار للدولة الموريتانية، وإهانة للشعب الموريتاني الذي ينظر لعبد الفتاح السيسي على أنه “قائد انقلاب دموي”، بحسب بعض التعليقات.
وكتب المدون الموريتاني، سيدي محمد ولد يونس، على صفحته على فيسبوك: “الآن فقط مرحبا بضيوفنا من القادة العرب بعد أن تأكد غياب الجزار السيسي”، قبل أن يضيف في تدوينة أخرى: “إجماع القادة العرب على شكر الجزار السيسي يعتبر تحديا سافرا لشعور الشعب الموريتاني المتضامن مع إخوته الشهداء والجرحى والمعتقلين والمجوعين والمشردين في مصر الحبيبة”.
أما المدون أحمد محمد الأمين؛ فقد اكتفى بالقول: “السيسي لن يحضر.. الحمد لله”.
وعلق الإعلامي محمد ولد الراجل؛ على غياب السيسي بالقول:”الشعب الموريتاني بقيمه العليا مرتاح لغياب كبير جناة العالم، السيسي، ووددنا لو غاب وزراؤه فالقوم كلهم مشؤومون”.
بدوره، قال الناشط السياسي، ونقيب أساتذة التعليم السابق، محمد ولد الرباني، إن الموريتانيين انقسموا حول استضافة نواكشوط للقمة العربية “رغم حبهم للعرب وتعلقهم بالعالم العربي، لكن انقسامهم هذا كان خشية من أن يدنس هذه لأرض الطاهرة سفاح كالسيسي ومن على شاكلته من المتآمرين على الأمة”، مضيفا: “أما وقد غاب فقد أجمع الموريتانيون على الجلجلة بصوت غير مبحوح بالترحيب بالقمة ووفود العرب”، بحسب تعبيره.
وأكد ولد الرباني في حديث لـ”عربي21"؛ أن الانقسام الذي حصل في الشارع الموريتاني بشأن استضافة القمة سببه بشكل مباشر موضوع مشاركة السيسي، الذي اعتبر أن الجميع لا برحب به على أرض شنقيط، “فقد ظلت مواقف شعبنا تدور مع قضايا الأمة العربية أينما دارت، ولهج شعراؤنا بمآسي فلسطين والعراق ولبنان وسوريا”، وفق قوله.
وشكلت مشاركة السيسي في القمة العربية هاجسا أرق السلطات الموريتانية على مدى الأسابيع الماضية، بعد تصاعد الحملات الرافضة لزيارة السيسي، والمنتقدة لتوجيه دعوة له أصلا للمشاركة في القمة.
وقالت مصادر موريتانية لـ”عربي21" إن السيسي ألغى مشاركته في القمة العربية قبل وقت قصير من موعد الانعقاد، لكن المصدر رفض الإفصاح عن سبب هذا الإلغاء، مكتفيا بالقول إنها مبررات غير مقنعة.
وكانت مصادر منفصلة تحدثت عن انزعاج السيسي من الحملة التي خاضها نشطاء التواصل الاجتماعي بموريتانيا، ضد مشاركته في القمة، وأنه ألغى المشاركة تفاديا لإحراج قد يتعرض له في حال خرجت مظاهرات كبيرة ضد وجوده بنواكشوط.