سياسة عربية

نخب سعودية غاضبة من تطبيع عشقي مع إسرائيل

أنور عشقي السعودية
تسببت الزيارة الأخيرة للجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي إلى إسرائيل بموجة غضب سعودية على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
 وطالب مثقفون ودعاة سعوديون من حكومة بلادهم، وضع حد لزيارات عشقي “التطبيعية” إلى إسرائيل، ومخالفته الصريحة للقوانين السعودية التي تمنع زيارة الأراضي المحتلة.
 
 وصرّحت الحكومة السعودية في وقت سابق بمنع مواطنيها من السفرة إلى عدول دول من ضمنها “إسرائيل”.
 
 الإعلامي المعروف جمال خاشقجي قال إنه لم يسمع من أي مسؤول سعودي تعليقا على زيارة أنور عشقي لإسرائيل والتقائه مسؤولين هناك”، وتابع: “لكني واثق أنهم لا يقبلون بذلك ولم يسمحوا بها”.
 
 أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقا، عبد العزيز آلعبداللطيف، نقل مقولة لـ”ابن تيمية”، قال فيها: “ليعتبر المعتبر بسيرة نور الدين [زنكي] وصلاح الدين كيف مكنهم الله وأيدهم.. وليعتبر بسيرة من والى النصارى كيف أذله الله”، حيث تبعها بهاشتاغ #أنور_عشق”.
 
 الكاتب عبد الرحمن اللاحم، المحسوب على التيار الليبرالي، دعا إلى اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة وعلنية بحق عشقي”.
 
 وتابع: “إسرائيل دولة معادية والتواصل معها خيانة”، وأكد على موقفه السابق من عشقي قبل سنوات باتهامه بـ”الجنون”.
 
 أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، عبد العزيز الزهراني، قال في تعليقه على زيارة عشقي: “أنور عشقي زار الكيان الصهيوني مع وفد من الأكاديميين ورجال الأعمال .. التاريخ لا ينسى الخونة، والقدس ستشهد عليهم.”.
 
 الكاتب في جريدة الراية القطري، عبد الله الملحم قال إن “عشقي إذا لم ينهَ ولم يحاكم فسيقال إنه مأمور”.
 
 المغرد د. صالح الصقير اتهم عشقي بالعمل لمصلحة إسرائيل، قائلا: “هكذا فعلت بنو قريضة مع المنافقين، أغرقوهم بالمال والشهوات فأصبحوا لهم جنودا، واذا رأيت في بيتك فأرا فلا تظن انه الوحيد”.
 
 اقرأ أيضا: هكذا تابع إعلام المحور الإيراني زيارة وفد سعودي لإسرائيل
 
 المعارضة السعودية مضاوي الرشيد رفضت رواية أن زيارة عشقي شخصية ولا تمثل موقف الحكومة، حيث غرّدت: “لو أنك أسّست جمعية خيرية بدون موافقة ولي الأمر اعتقلوك، فما بالك بمن يذهب لاسرائيل، غبي من يعتقد أنها مبادرة شخصية”.
 
 الإعلامي فهد السنيدي قال إنه “لو سافر مواطن للسياحة في تايلند لسحب جوازه وعوقب وهو مسكين يتمشى!!!”، في إشارة إلى أن تايلند مدرجة على لائحة الدول الممنوع السفر إليها من قبل السعودية.
 
 وتابع: “ننتظر ماذا سيفعلون بزيارة أنور عشقي إلى دولة العدو الصهيوني!!؟؟”.
 
 الداعية محسن المطيري وصف زيارة عشقي لإسرائيل بأنها “خيانة لأولى القبلتين ومسرى نبينا عليه السلام ولدماء الشهداء وتضحياتهم”.
 
 واعتبر المطيري أن البراءة من عشقي يجب أن تكون بعقوبته “لكي يرتدع غيره”، وفق قوله.
 
 بدوره، برّر الجنرال أنور عشقي الذي يترأس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية، زيارته لإسرائيل قائلا إنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع الأسرى الفلسطينيين، ومواساة أسر الشهداء.
 
 وأوضح عشقي خلال تصريحات لصحيفة “سبق” أن “من يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي؛ أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية”.
 
 وتابع: “الإسرائيليون كتبوا أني زرت إسرائيل؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناء على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله”.
 
 وعن وصفه بـ”الخائن”، قال عشقي وهو في طريق عودته إلى جدّة: “هل مَن زار الإخوة الفلسطينيين وقال نحن معكم يقولون عنه خائن، وهل يعد مَن زارهم ونشر الفرح بينهم كذلك خائنا”.
 
 وأضاف: “المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إماما في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم، وكل الهدف نصرة القضية الفلسطينية”.
 
 وشدّد عشقي على أن “الزيارة تمثل مركز الدراسات والبحوث، وليست ضمن وفد رسمي، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكّر فقط”.
 
 وعاد عشقي في نهاية حديثه لتبرير زيارته قائلا: “نحن دورنا أن نهتم بقضايانا وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإذا جلسنا في مكاتبنا وتحت المكيفات فلن نعرف العالم كيف يتحرّك، ونحن زرنا الفلسطينيين ، ولكن ينقصهم الدعم المعنوي، أما أن نواسيهم بالكلام فهذا غير مقبول”.