سياسة دولية

لماذا يتزاحم إيرانيون على اعتناق المسيحية في ألمانيا؟

أغلب الإيرانيين يسعون للحصول على الجنسية الألمانية- أرشيفية
نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، تقريرا عن إقبال متزايد للاجئين مسلمين قدموا من إيران ودول أخرى إلى ألمانيا، على اعتناق الديانة المسيحية، بغية الحصول على الجنسية الألمانية.

ورصدت الصحيفة مسيرة لاجئ إيراني كان اسمه محمد، عندما وصل إلى ألمانيا العام الماضي لطلب اللجوء، ولكن بعد اعتناقه المسيحية أصبح الشاب البالغ من العمر 23 عاما يدعى بنيامين.

وتقول "صنداي تايمز"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الشاب الذي كان يقف أمام كنيسة في ضاحية شتيغليتز في برلين رفض إطلاعها على اسمه الكامل واسم عائلته، وقال إنه سيتعرض للاضطهاد إذا عاد إلى إيران.

وتضيف أن بنيامين قال بلغة ألمانية ليست طلقة: "تحولت إلى المسيحية لأنها تعني الحرية والسلام".

ويقول كاتب التقرير بانشفسكي، إن بنيامين، وهو طالب من طهران، واحد من بين عدد متزايد من اللاجئين من دول مثل إيران وأفغانستان والعراق، يتحولون إلى المسيحية في ما يقول عنه منتقدوهم إنه مسعى لدعم فرصهم في البقاء في ألمانيا.

ويضيف أنه في بقاع مختلفة من ألمانيا، امتلأت الكنائس التي كانت يوما خاوية بوجوه غير مألوفة، وأن احتفالات تعميد جماعي تجرى في حمامات السباحة وفي البحيرات.

ويقول إن عدد الذين يتوافدون على كنيسة شتيغليتز زاد أربعة أمثال إلى 700، منذ بدء أزمة اللاجئين الصيف الماضي. ويضيف أن راعي الكنيسة القس غوتفريد مارتنز أشرف بنفسه على تحول أعداد من اللاجئين للمسيحية في مراسم تعميد أسبوعية يطلق عليها "العمل التبشيري".

وفي الكنيسة، علامات باللغة الفارسية، واللغات المنطوقة في إيران وأفغانستان، وكذلك بالألمانية، تدعو "المؤمنين إلى عدم استخدام هواتفهم النقالة أثناء الخطب".

وتحدث مارتنز في الأسبوع الماضي من خلال مترجم، في قاعة مكتظة بما يقرب من 200 شخص، معظمهم استكمل دورة مدتها ثلاثة أشهر لإعدادهم للمعمودية قبل السماح لهم بالتحويل.

وارتدى عدد كبير من طالبي اللجوء الصلبان في أعناقهم دليلا على اعتناقهم الدين الجديد، ومعظمهم يرتدون ملابس على النمط الغربي. ومنهم حسين البالغ 23 عاما من مدينة شيراز الإيرانية، وكان وشم المسيحية يظهر على سواعدهم.

ويقول بانشفسكي، إن التحول من الإسلام إلى المسيحية يعتبر مبررا قويا لقبول طلبات اللجوء في ألمانيا، نظرا لأن الكثير من الدول الإسلامية تعاقب المرتدين، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام.

ويضيف أن مثل هذا العداء نحو المتحولين للمسيحية يظهر في تعرض المسيحيين في ملاجئ اللاجئين للاعتداء من قبل المسلمين، حسبما تقول الشرطة الألمانية.

ويقول بانشفسكي إن السلطات الألمانية، التي تواجه المهمة الصعبة المتمثلة في التمييز بين من يتحول إلى المسيحية عن قناعة ومن يتحول إليها بغرض الحصول على اللجوء، تحاول "اختبار نوايا اللاجئين" وذلك بسؤالهم في الدين المسيحي، مثلا عن الوصايا العشر أو عن الأهمية الدينية لعيد القيامة.

وفي حالة واحدة، وهي مجموعة من المتحولين الإيرانيين إلى المسيحية، كان قد تم استيعابها في السابق، كان لا بد من تحرك بعد اكتشاف مؤامرة مزعومة من السكان الأفغان لقتلهم عن طريق إضرام النيران في مساكنهم باستخدام الوقود.

وقال ألبرت باباجان، وهو راعي كنيسة في هامبورغ، وعمد ما يقرب من 300 مسلم سابق إن "الإيمان ليس كميا، بل هو مسألة اختيار شخصي جدا".

واعترف باباجان بأن "نحو ثلثي" رعيته قاموا بالتحويل إلى المسيحية من أجل تحسين فرصهم في الحصول على حق اللجوء، لكنه أضاف أن "الحياة في المسيح" تبدأ معمودية بغض النظر عن الدافع الأصلي.

وقبل أسبوعين، عمد باباجان 85 مسلما سابقا في حديقة هامبورغ، من بينهم مهدي لاشجاري وزوجته سولماز، مهندسي الكومبيوتر من طهران كانا قد وصلا إلى ألمانيا العام الماضي مع اثنين من أطفالهما الصغار.