كشف تقرير صحفي للجنة الحريات بنقابة الصحفيين بمصر، بالاشتراك مع سبع منظمات حقوقية، عن حجم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال العام الماضي.
وذكر التقرير الذي عُرض خلال مؤتمر في مقر النقابة الأحد؛ أنه "لازال الصحفيون في مصر يتعرضون لانتهاكات مروعة، تقوم بها السلطات بشكل رئيسي مستهدفة منع الصحفيين من نقل الوقائع من الأرض للجمهور".
وصدر التقرير بالاشتراك بين لجنة الحريات في نقابة الصحفيين وكل من: الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، وصحفيون ضد التعذيب، ومركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، والمركز المصري لسياسات الدراسات العامة، ومركز دعم لتقنية المعلومات.
ويأتي هذا التقرير كمحاولة من لجنة الحريات بنقابة الصحفيين والمنظمات الشريكة لها؛ لرصد طبيعة هذه الانتهاكات، والقيود المفروضة على العمل الصحفي في مصر، حيث تزايدت الانتهاكات بشكل غير مسبوق، وأصبح العمل الصحفي مهنة خطرة، تعود بنا لوضع أكثر سوءأ من الوضع الذي كان سائدا في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفق تقارير حقوقية.
وقال خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، لكاميرا "عربي21"، إن هذا التقرير "كاشف لأوضاع الصحفييين في مصر"، مؤكدا أن "الصحافة تواجه أسوأ هجمة شرسة عليها في تاريخ الصحافة ورصدنا مئات الانتهاكات ولدينا قائمة طويلة من الصحفيين المحبوسين".
بدوره، قال الصحفي محمد عبدالقدوس لـ"عربي21" إن "مصر ثاني أسوأ دولة في انتهاك الصحافة، ويكشف التقرير مدى إهانة الصحافة تحت حكم العسكر".
وأكد الصحفي محمد الجوهري لـ"عربي21" أن التقرير "يأتي في سياق النداءات المتتابعة للإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين بسبب قضايا الرأي".
أما مدير الشبكة العربية لمعلومات وحقوق الإنسان، جمال عيد، فأكد في تصريح خاص لـ"عربي21" أن التقرير "يتناول الأرقام في حدودها الدنيا"، وقال إن هذه الأرقام "تكشف أن مصر في أسوأ أيامها في حرية الرأي والتعبير".
ورأى الناشط عمرو بدر أن هناك جوا معاديا للحريات العامة خلال العامين الماضيين، مشددا على أهمية المؤتمرات في الكشف عن الانتهاكات بحق قضايا الرأي. من جهتها، كشفت آية علاء، زوجة الصحفي المعتقل حسن القباني، لكاميرا "عربي21"، أن زوجها محبوس منذ عام، وتعرض لجميع الانتهاكات، واختفى قسريا قبل الكشف عن مكانه، كما تعرض للسحل والضرب، والصعق بالكهرباء، وهو ما يحدث لكل الصحفيين المعتقلين.
ووثقت اللجنة خلال عام 2015 أكثر من 782 انتهاكا تعرض لها الصحفيون، بمعدل انتهاكين كل يوم تقريبا، وهي الانتهاكات التي تواصلت خلال العام الجديد، وبرزت بشكل واضح في نكوص السلطات عن وعودها بالعفو أو إخلاء سبيل الصحفيين المعتقلين.
وقد وصل عدد البلاغات التي قدمتها نقابة الصحفيين احتجاجا على الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال عام 2015؛ إلى 63 بلاغا، وهل تشمل مطالبة بالتحقيق في انتهاكات بحق الصحفيين، أو مطالبات بإخلاء السبيل، أو تحسين أوضاع المحبوسين وعلاجهم أو السماح بزيارتهم من عائلاتهم. ويُحتجز بعض الصحفيين في سجن العقرب شديد الحراسة وسيئ السمعة.