بالتزامن مع حلول رأس السنة العبرية، والذي وافق الثالث عشر من سبتمبر الحالي احتفلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة العنف وأعمال الشغب ضد الفلسطينيين ومنعت المسلمين من أداء الصلاة في الأقصى الشريف، ما تسبب في إصابة العشرات من أبناء الأقصى.
بتحد علني للشرعية الدولية، اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى الشريف، ومنعت المسلمين من أداء الصلاة داخل مسجدهم. جاءت هذه الانتهاكات تلبية لدعوات متطرفين يهود وأثارت موجات عارمة من الغضب العربي-قيادات وشعوبا - فأرسل ملك الأردن مشروع بيان لمجلس الأمن _ باعتبار الأردن الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن –يدعوه إلى عدم السماح للمتطرفين الدينيين بفرض أجنداتهم التدميرية، و زعزعة الاستقرار "الهش" على أرض الواقع و بأنه على الزعماء والسياسيين و رجال الدين مسؤولية التحرك ضد المتطرفين، الذين يعملون على تقويض سيادة القانون، كما دعا في مشروع البيان أيضا إلى الاحترام الكامل لحرمة هذا المكان المقدس و السماح للمصلين المسلمين بممارسة الشعائر بالمسجد الأقصى في سلام و هدوء و بعيدا عن العنف و الاستفزازات.
و على مستوى آخر قامت دول عربية و خليجية بشبكة اتصالات مع هيئة الأمم المتحدة و فرنسا وبريطانيا و جرى التباحث حول الانتهاكات والأخطار التي تتعرض لها مدينة القدس، والحرم القدسي الشريف، وآخرها اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء السافر على المصلين في باحته".
كما تناولت أيضا منع المسلمين في المناطق المحتلة من الصلاة في الأقصى، ما يمثل عدوانا صارخا على مقدساتهم وحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية، واستفزازا واضحا لمشاعر العرب والمسلمين في العالم أجمع، و التأكيد على انتهاك الشرعية الدولية التي تجرّم الاعتداء على المقدسات الدينية، ولاسيما أن إسرائيل لم تتورع عن الإفصاح عن نواياها العدوانية في تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا والمس بحرمته".
في هذه الأثناء و بينما مشاعر المسلمين تغلي حرقة على ما يجري في الأقصى من انتهاكات واستفزازات لمشاعر المسلمين، تتصدر صورة المعارض السوري كمال اللبواني الصحف الإسرائيلية مستجديا حكومة نتانياهو التدخل لفرض حل للصراع في سوريا.
اللبواني الذي يتحدى بوقاحة مشاعر الشعب السوري المكلوم، بدعواته المقززة تلك، تجاوز حدود الحرية التي يدعو إليها الشعب السوري إلى بؤر التمرد و الفجور. فدون وازع من ضمير أو خجل يتذلل اللبواني طالبا دخول الشيطان الأكبر إلى سوريا، آملا أن يكون خادما مطيعا له عله يرضى عنه ويمنّ عليه بكرسي متهالك من كراسي قصر المهاجرين في سوريا.
اللبواني؛ طالب إسرائيل بأنْ تلعب دورًا أكبر في الساحة السورية، وأنْ تعمل على فرض منطقة حظر جوي في الجنوب السوري، الأمر الذي سيكون له تأثير في الداخل الإسرائيليّ، و يزيد أن بإمكان إسرائيل تحسين ظروف معيشة السوريين بالاشتراك مع الدول العربية المجاورة، الأمر الذي سينعكس قيمة إضافية على تشجيع التعاون بين الشعبين السوري والإسرائيليّ، و أن إسرائيل غير مرغمة على فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، لكن عليها أنْ ترسل مساعدات إنسانية إلى الجانب السوري من الحدود، وأنْ تلعب دورًا دبلوماسيًا أكبر في فرض حل في سورية، وهو تدخل ضروري مقابل الدور الروسي الذي يُعدّ دورًا مركزيًا في استمرار ما أسمّاه العدوان على سورية.
جاء ما سبق في مقالٍ نشره على موقع المعهد الإسرائيليّ للسياسة الخارجيّة والإقليميّة “منتفيم”، وتناقلته مواقع إخبارية عبرية لاحقًا.
حقيقة؛ لم يكن بالجديد على اللبواني تودده إلى الشيطان الأكبر، فقد سبق وأن شارك اللبواني في مؤتمر حول "سياسات مكافحة الإرهاب" في سبتمبر من العام الماضي، و تحديدا في مدينة هرتسليا، شمالي تل أبيب و برر اللبواني مشاركته حسب حوار له مع قناة 129 الإسرائيلية والناطقة بالعربية، برر قائلا:
"أنا هنا لأن الغائب الوحيد عن القرار الدولي اليوم هو الشعب السوري، فيجب أن نُسمع صوته وأن ننقل معاناته، ونقول إن هناك شعبا معتدلا قادرا على أن يكون شريكاً في التحالف الدولي ضد الإرهاب".
لم نكن لنأخذ تودد اللبواني إلى حكومة نتانياهو بقدر من الأهمية، لولا أن التطورات الأخيرة على المستوى السياسي في سوريا تنذر برغبة نتانياهو تصدر المشهد السياسي في سوريا، و التدخل بشكل رسمي و علني في القرار السوري، والذي نجد له مساحة واضحة في مسودة الحل السياسي في سوريا، التي قدمها المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، و التي تمنحه حق التفاوض و الانخراط مع لاعبين إقليميين و دوليين في الوقت الذي يراه مناسبا.
اللبواني الذي يرى أنّ للشعبين اليهوديّ والعربيّ مصلحة أمنية مشتركة في مواجهة ما وصفه بالعدوان المدمر لإيران وحزب الله، وهذا هو الذي يمكنه أنْ يساعد الطرفين في التغلب على خلافاتهما السابقة، لأنّ التعاون بين اليهود والعرب يجب أن يكون مبنيًا على أساس قيم وعادات ومصالح مشتركة، أخطأ كثيرا في توصيفه؛ فالخلافات أولا و قبل كل شيء لم تكن يوما بين عرب و يهود، وإنما بين عرب وصهاينة مستعمرين، و المصالح الأمنية المشتركة كانت ولازالت بيننا وبين الشعب الفلسطيني في مواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على مقدسنا و مقدساتنا من عرض وأرض، و أما خلافاتنا مع إسرائيل فليست بسابقة و ستبقى نار عدائنا لهم مستعرة طالما أنهم محتلون لأراضينا في فلسطين و سوريا وما من تعاون مع العدو الصهيوني العديم القيم و الإنسانية، ولا مصالح مشتركة بيننا.
لن يستجير الشعب السوري من الرمضاء بالنار، واللبواني لا يمثل إلا نفسه، فمهما عانى الشعب السوري لن يستجدي عدواً، و لذلك أعلنها باسم السوريين الشرفاء البراءة من اللبواني و أمثاله ممن يجرّون الغرباء إلى أرضنا فلن يفعلها إلا غريب عن العروبة، يا لبواني لا تستحق أن تكون سوريا فابحث عن هوية أخرى.