جاء برنامج الصندوق الأسود الذي بثته قناة الجزيرة قبل حوالي شهر عن أحداث يوم الجمعة الدامي الذي يسميه البعض الجمعة السوداء، والذي يسلط الضوء على الجرائم الإسرائيلية ضد سكان مدينة رفح الفلسطينية في أعقاب اختفاء الضابط الإسرائيلي هدار جولدن خلال حرب غزة، والذي جاء بعد إعلان الجيش الاسرائيلي أن المقاومة قد خرقت الهدنة التي أعلنها كوفي عنان، وقامت بخطف الضابط هدار جولدن وما تبعها من تنفيذ الجيش الإسرائيلي "إجراء هنبعل" الإجرامي والذي أدى إلى مقتل أكثر من 120 مدنيا وجرح عشرات آخرين، علاوة على الدمار الهائل الناجم عن تساقط الصواريخ والقذائف على أحياء مدينة رفح ومحيطها !!
في ذلك اليوم أعلنت كتائب القسام عن أنها فقدت الاتصال مع مقاتليها الموجودين في منطقة الحادث شرقي رفح وبذلك نجحت في منع تدهور الموقف في حينه أكثر مما كان عليه.
هذا الإعلان استغله الجانب الإسرائيلي من أجل توصيف وضع الضابط هدار جولدن على أنه "مقتول وأن جثته مفقودة"، هذا التوصيف وجد غطاء دينيا من الحاخام الأكبر للجيش والحاخام الأكبر للدولة في سابقة الأولى من نوعها، بأن يعلن مقتل يهودي وفقدان جثته من دون التأكد من ذلك تماما، بالاعتماد على الرواية الفلسطينية في هذا الشأن الحساس من الناحية الدينية اليهودية. منذ ذلك الوقت وإسرائيل تفرض صمتا مطبقا عن مصير الضابط هدار جولدن وتقتصر على هذه الرواية، بل أنها نجحت في اقناع عائلة الضابط بتبني الرواية الرسمية، وهذا النجاح مرده إلى انتماء العائلة للتيار الديني الصهيوني المتشدد، علاوة على صلة القرابة مع وزير الدفاع موشي يعلون.
بعد مضي عام على الواقعة في ظل الصمت الإسرائيلي لجأت كتائب القسام في محاولة منها لإحداث اختراق في موضوع الجنود الأسرى لدى المقاومة، وقامت بتقديم رواية محبوكة بعناية من أجل تحريك الملف بتسريب بعض المعلومات التي لا يمكن من خلالها الحسم بمصير الجندي، لكي تضع الكرة في الملعب الإسرائيلي، إلا أن الحكومة الإسرائيلية حافظت على موقفها الرسمي بعدم فتح الملف وعدم التعاطي مع أي معلومات جديدة والالتزام بمقولة أن الضابط الأسير مقتول وعلى الطرف الفلسطيني تسليم الجثة، وبالإضافة إلى ذلك نجحت الحكومة الإسرائيلية بدفع عائلة الضابط الأسير بتكرار تمسكها بالرواية الرسمية أمام الإعلام، ومنعت أي تعليق على الموضوع فقط سمحت بنشر خبر التسريبات من دون التعليق عليها.
لكن من الواضح بالرغم من كل الاجراءات والتحركات من قبل الجهات الحكومية والدينية للحفاظ على تماسك الموقف الرسمي إلا أن شيء ما قد حدث، لا يمكننا الجزم به إلا أنه يمكن القول إن جدلا قد طرأ في الأوساط الرسمية، وأن هناك حاجة من أجل الحفاظ على تماسك الرواية الإسرائيلية أمام الجمهور الإسرائيلي بأن رسالة القسام مرفوضة ولن نتعامل بها، وجاء ذلك من خلال كشف النقاب عن أن الحاخام الأكبر لدولة إسرائيل دفيد ليئو وبصورة مفاجئة للجميع أعلن أنه وافق على السماح للمصلين اليهود بإضافة دعاء في الصلاة من أجل "عودة جثث الجنود المخطوفين"؛ حيث جاء في تعليق الحاخام الأكبر "أن إضافة مراسيم جديدة لصلاة هو أمر غير عادي، ولكن سمح بذلك بسبب أهمية الموضوع". مما يؤكد أن هذه الموافقة غير العادية لمثل هذه الصلاة لأنه أمر غير مسموح فيه في الديانة اليهودية جاء لدعم الموقف الرسمي للحكومة في الشارع وتعزيز تمسك العائلة بالرواية الرسمية. هذا التحرك لم يأتي من فراغ بل جاء من خلال ادراك المسؤولين الإسرائيليين بوجود ضغط من قبل العائلة لمعرفة مصير إبنها بالرغم من أنه لم يخرج إلى الفضاء الإعلامي، وهذا معناه أن تبنى العائلة لروية مقتل أبنها هو تبني شكلي، وليس حقيقي مبني على اقتناع فعلي بالرواية الرسمية هذا التحرك يؤكد أن الجانب الإسرائيلي مازال متمسكا بالرواية السابقة أمام الجمهور الإسرائيلي في مواجهة حماس، والتي يعرف مسبقا أنها تريد أن يدفع ثمن أي معلومة عن مصير جنوده الأسرى، لذلك فهو يختبئ خلف موقف الحاخامية الكبرى في مواجهة هذا الاستحقاق، ولذلك فإن معركة الصراع على المعلومة ودفع الثمن ستكون هذه المرة أكثر مرارة وأشد قساوة على الطرفين قبل ان يتوصلا إلى صفقة، خاصة بعد تجربة صفقة شاليط.
واضح تماما هذه المرة أن الجانب الإسرائيلي يمعن في إظهار تجاهله التسريبات الأخير حول مصير هدار جولدن، وهو يريد أن يلعب على عامل الوقت لدفع المقاومة للكشف عن أورقها من خلال تثبيت مبدأ "جنودنا قتلى ولسنا مستعجلين ". إسرائيل تدرك أكثر من غيرها أن ما تقوله لشعبها في هذا الشأن لا علاقة له بالحقيقة، لكنها تسعى للمناورة طالما أتيحت لها الفرصة، وهذا ياتي في سياق لعبة التفاوض الهادئ الذي يعتمد على طول النفس لتقليل الأثمان. هذا التحرك الأخير من قبل الجهات الدينية يؤكد أن التسريب كان له تأثيرا لكنهم يفضلون النكران في هذه المرحلة.
في ذلك اليوم أعلنت كتائب القسام عن أنها فقدت الاتصال مع مقاتليها الموجودين في منطقة الحادث شرقي رفح وبذلك نجحت في منع تدهور الموقف في حينه أكثر مما كان عليه.
هذا الإعلان استغله الجانب الإسرائيلي من أجل توصيف وضع الضابط هدار جولدن على أنه "مقتول وأن جثته مفقودة"، هذا التوصيف وجد غطاء دينيا من الحاخام الأكبر للجيش والحاخام الأكبر للدولة في سابقة الأولى من نوعها، بأن يعلن مقتل يهودي وفقدان جثته من دون التأكد من ذلك تماما، بالاعتماد على الرواية الفلسطينية في هذا الشأن الحساس من الناحية الدينية اليهودية. منذ ذلك الوقت وإسرائيل تفرض صمتا مطبقا عن مصير الضابط هدار جولدن وتقتصر على هذه الرواية، بل أنها نجحت في اقناع عائلة الضابط بتبني الرواية الرسمية، وهذا النجاح مرده إلى انتماء العائلة للتيار الديني الصهيوني المتشدد، علاوة على صلة القرابة مع وزير الدفاع موشي يعلون.
بعد مضي عام على الواقعة في ظل الصمت الإسرائيلي لجأت كتائب القسام في محاولة منها لإحداث اختراق في موضوع الجنود الأسرى لدى المقاومة، وقامت بتقديم رواية محبوكة بعناية من أجل تحريك الملف بتسريب بعض المعلومات التي لا يمكن من خلالها الحسم بمصير الجندي، لكي تضع الكرة في الملعب الإسرائيلي، إلا أن الحكومة الإسرائيلية حافظت على موقفها الرسمي بعدم فتح الملف وعدم التعاطي مع أي معلومات جديدة والالتزام بمقولة أن الضابط الأسير مقتول وعلى الطرف الفلسطيني تسليم الجثة، وبالإضافة إلى ذلك نجحت الحكومة الإسرائيلية بدفع عائلة الضابط الأسير بتكرار تمسكها بالرواية الرسمية أمام الإعلام، ومنعت أي تعليق على الموضوع فقط سمحت بنشر خبر التسريبات من دون التعليق عليها.
لكن من الواضح بالرغم من كل الاجراءات والتحركات من قبل الجهات الحكومية والدينية للحفاظ على تماسك الموقف الرسمي إلا أن شيء ما قد حدث، لا يمكننا الجزم به إلا أنه يمكن القول إن جدلا قد طرأ في الأوساط الرسمية، وأن هناك حاجة من أجل الحفاظ على تماسك الرواية الإسرائيلية أمام الجمهور الإسرائيلي بأن رسالة القسام مرفوضة ولن نتعامل بها، وجاء ذلك من خلال كشف النقاب عن أن الحاخام الأكبر لدولة إسرائيل دفيد ليئو وبصورة مفاجئة للجميع أعلن أنه وافق على السماح للمصلين اليهود بإضافة دعاء في الصلاة من أجل "عودة جثث الجنود المخطوفين"؛ حيث جاء في تعليق الحاخام الأكبر "أن إضافة مراسيم جديدة لصلاة هو أمر غير عادي، ولكن سمح بذلك بسبب أهمية الموضوع". مما يؤكد أن هذه الموافقة غير العادية لمثل هذه الصلاة لأنه أمر غير مسموح فيه في الديانة اليهودية جاء لدعم الموقف الرسمي للحكومة في الشارع وتعزيز تمسك العائلة بالرواية الرسمية. هذا التحرك لم يأتي من فراغ بل جاء من خلال ادراك المسؤولين الإسرائيليين بوجود ضغط من قبل العائلة لمعرفة مصير إبنها بالرغم من أنه لم يخرج إلى الفضاء الإعلامي، وهذا معناه أن تبنى العائلة لروية مقتل أبنها هو تبني شكلي، وليس حقيقي مبني على اقتناع فعلي بالرواية الرسمية هذا التحرك يؤكد أن الجانب الإسرائيلي مازال متمسكا بالرواية السابقة أمام الجمهور الإسرائيلي في مواجهة حماس، والتي يعرف مسبقا أنها تريد أن يدفع ثمن أي معلومة عن مصير جنوده الأسرى، لذلك فهو يختبئ خلف موقف الحاخامية الكبرى في مواجهة هذا الاستحقاق، ولذلك فإن معركة الصراع على المعلومة ودفع الثمن ستكون هذه المرة أكثر مرارة وأشد قساوة على الطرفين قبل ان يتوصلا إلى صفقة، خاصة بعد تجربة صفقة شاليط.
واضح تماما هذه المرة أن الجانب الإسرائيلي يمعن في إظهار تجاهله التسريبات الأخير حول مصير هدار جولدن، وهو يريد أن يلعب على عامل الوقت لدفع المقاومة للكشف عن أورقها من خلال تثبيت مبدأ "جنودنا قتلى ولسنا مستعجلين ". إسرائيل تدرك أكثر من غيرها أن ما تقوله لشعبها في هذا الشأن لا علاقة له بالحقيقة، لكنها تسعى للمناورة طالما أتيحت لها الفرصة، وهذا ياتي في سياق لعبة التفاوض الهادئ الذي يعتمد على طول النفس لتقليل الأثمان. هذا التحرك الأخير من قبل الجهات الدينية يؤكد أن التسريب كان له تأثيرا لكنهم يفضلون النكران في هذه المرحلة.
شارك
المزيد من هذا الكاتب
