حذر أكاديميون من أن يؤسس النف لصراع طائفي طويل الأمد - أرشيفية
قتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وجرح آخرون، في تجدد للمواجهات المذهبية بمحافظة غرداية، جنوب الجزائر، بينما تعززت وحدات الجيش المرابطة بالمحافظة، قواتها بفرق إضافية مدعومة بعتاد عسكري ثقيل.
شخصان قتلا، الثلاثاء، لينضافا إلى شخصين آخرين، قتلا الإثنين، إثر تجدد المواجهات المذهبية بين أتباع المذهب الإباضي من الميزابيين وأتباع المذهب المالكي من العرب، بالمحافظة الوحيدة بالجزائر، التي تشهد صراعات مذهبية متكررة منذ العام 2011.
وغمرت سماء محافظة غرداية، طائرات عمومية، عزز بها الجيش وحداته لفض المواجهات بين أتباع المذهبين، بينما تستمر المواجهات، وسط قلق الأهالي من تعفن الأوضاع أكثر مما عرفته مواجهات كانون الثاني/ يناير من العام الجاري 2015، حينما ترك المئات بيوتهم ولجؤوا إلى مناطق آمنة.
ومن بين الضحايا الأربعة، شيخ يبلغ من العمر 80 سنة توفي اختناقا بالغاز المسيل للدموع الذي استعملته قوات الجيش لوقف المواجهات بين شباب الطائفتين، بينما قتل شاب بطعنة خنجر وآخر بطلق ناري، فيما أصيب الثالث بكسر بالجمجمة.
وحذر رئيس حركة مجتمع السلم، الإسلامية المعارضة، عبد الرزاق مقري، السبت، من تداعيات أحداث غرداية ، إثر تجدد أعمال العنف، وقال في تصريح لصحيفة "عربي21"، الثلاثاء، أن "ما يحدث يؤسس فعلا لصراع طائفي طويل الأمد و نحن في غنى عنه"، كما نبه مقري من خطر تحول غرداية إلى بؤرة صراع منها ينبعث مخطط للزج بالبلاد في مستنقع ما تعيشه بلدانا عربية من تمزق.
وليست هناك أسباب محددة دفعت إلى اشتعال المواجهات، من جديد بين الميزابيين و العرب، إذ صار يكفي سوء تفاهم بين شابين من الطائفتين، حتى تشتعل المحافظة عن بكرة أبيها.
وكثيرا ما وجهت المعارضة ، انتقادات للسلطة، بتراخيها بمعالجة ملف النزاع الطائفي بين العرب والميزابيين، وترك الأمور تتعفن أكثر دونما تدخل صارم لمعالجة الملف بصفة جذرية.
وقال بيان لوزارة الدفاع الوطني بالجزائر، الثلاثاء إن " قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق انتقل إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد، ليعقد على الفور اجتماعا لضبط الخطة الأمنية، ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة، ولاستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية".
وأفاد مصدر حكومي، في تصريح حصري لصحيفة "عربي21"، الثلاثاء أن " الحكومة قررت أيضا إيفاد لجنة تحقيق إلى محافظة غرداية من أجل التقصي في الأحداث الأخيرة التّي تشهدها المحافظة منذ يومين".
وأشرف على الاجتماع الأمني الوزير الأول، عبد المالك سلال وأفضى إلى "إقرار رفع تعداد قوات الشرطة والدرك بالمدينة وضمان التواجد الدائم لقوات التدخل" وتقرر "تشكيل لجنة تحقيق من رئاسة الحكومة للوقوف على حجم الخسائر".
بدوره حذر فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، بالجزائر، من تبعات المواجهات المذهبية بجنوب الجزائر، وأكد في تصريح لصحيفة "عربي21"، الثلاثاء، أن "ما يحدث في محافظة غرداية ومحافظات أخرى جنوب الجزائر، ينذر بخطر جسيم على وحدة واستقرار البلاد".