"إيبولا" يعود للحياة

الصحة الأمريكية تقرر فحص جميع المسافرين القادمين من أوغندا وعزلهم فورا خشية حملهم لفيروس إيبولا بسلالته القاتلة الجديدة المنتشرة بكثرة هناك.. فماذا تعرف عن وباء إيبولا وهل هناك لقاحات وعلاج له؟

أثارت الاجراءات الصحية الوقائية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية والمتمثلة بإعادة توجيه المسافرين القادمين من أوغندا إلى واحد من خمسة مطارات مختلفة في واشنطن وأتلانتا وشيكاغو، لفحصهم خشية إصابتهم بفيروس إيبولا، العديد من المخاوف والقلق حول العالم من معاودة انتشار الفيروس القاتل، لا سيما بسلالته الجديدة.. فهل هذه السلاسة أشدد فتكا؟

أخطر السلالات حاليا هي تلك المعروفة بـ"سلالة السودان" المقاومة للقاحات التي تم تصميمها لمجابهة "سلالة زائير" من الفيروس، خاصة أن الإحصاءات السابقة تشير إلى أن معدلات الوفيات بسلالة السودان تترواح بين 41 و100%.

وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن التي تسجل فيها أوغندا الإصابة بهذه السلالة من الإيبولا بحسب مديرة منظمة الصحة العالمية في أفريقيا. وللإيبولا ست سلالات مختلفة تسببت ثلاث منها، هي سلالات بونديبوجيو والسودان وزائير، بتفشي المرض الخطير الذي يصيب البشر والحيوانات ويتميز بسرعة انتقاله وغالبًا ما يكون مميتًا.

 

المرض المرعب

ظهر فيروس "إيبولا" الفتاك أول مرة عام 1976 في إطار تفشيين متزامنين، الأول في السودان والثاني في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) في قرية بالقرب من نهر إيبولا، ومنه اكتسب المرض اسمه المرعب لينتشر في كل من غينيا وسيراليون وليبيريا إضافة إلى نيجيريا والسنغال ومالي.

وفتك بالمئات صغارا وكبارا وبمعدل 8000 ضحية بين 2014 و2015 في غرب أفريقيا، ومعظمها بلدان تفتقر إلى النظم الصحية الحديثة وإلى الموارد البشرية والبنية التحتية اللازمة، وبعضها يعاني من دوامة النزاعات المسلحة وعدم الاستقرار، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ينتقل مرض إيبولا والذي يعتقد بأن "خفافيش الفاكهة" وسط أفريقيا وغربها هي المضيف الطبيعي للفيروس، عبر سوائل الجسم وملامسة دم الحيوانات المصابة. وتتراوح فترة حضانته من يومين إلى 21 يوما..

وأبرز أعراضه الحمى والصداع والتهاب الحلق بجانب آلام العضلات والشعور بالإعياء والضعف العام، إضافة إلى الإسهال والغثيان وآلام المعدة، قبل أن يصاب المريض بالنزيف الداخلي والخارجي في ما يشبه الحميات النزفية. ومعدل الوفيات التي يسببها الوباء تصل إلى 90%.

وتلعب مراسم الدفن التي تفتقر إلى الإجراءات الوقائية وملامسة جثة المتوفى دورا في انتشار العدوى، وكثيرا ما يُصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى من خلال ملامسة المرضى.

ويعد التطعيم الدائري لتلقيح الأشخاص بعد اتصالهم الوثيق بالمصابين هو الاجراء المتبع حاليا.. وأبرز اللقاحات لقاح إرفيبو للحماية من سلالة زائير، ولقاح شركة جونسون أند جونسون، وكلاهما لم يجربا حتى الآن ضد سلالة السودان الجديدة.