صحافة إسرائيلية

وسائل إعلام عبرية تحرض ضد قطر: لم تُدن العمليات الأخيرة

بن مناحيم: قطر دولة قريبة من الجهات المعادية لإسرائيل في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي- جيتي
في الوقت الذي يحافظ فيه الاحتلال على اتصالات متسارعة مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية، خاصة مصر، لمنع التصعيد الأمني في شهر رمضان، فإنها تبدي تفهمها أن الأردن ليس لديه نفوذ على حماس والجهاد الإسلامي، لكن الأمر المفاجئ أن النظرة الإسرائيلية باتت سلبية لما تقوم به قطر، من دور سياسي، في الجهود المبذولة لمنع التصعيد.

وفيما يجري رئيس مجلس الأمن القومي آيال خولتا اتصالات مستمرة مع نظيره المصري عباس كامل، لمنع مزيد من التصعيد خلال شهر رمضان في أعقاب موجة العمليات في المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، فقد أصدر وزير الخارجية المصري سامح شكري في "قمة النقب" بيان استنكار لها، وتمارس مصر نفوذها على حماس والجهاد الإسلامي كي لا تفتحا جبهة جديدة ضد تل أبيب بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقاله على "المعهد المقدسي للشؤون العامة"، ترجمته "عربي21" أنه "في الوقت الذي تبدو فيه لمختلف الأطراف الإقليمية، خاصة مصر والأردن مصلحة في تهدئة التصعيد الأمني الذي قد يؤدي لحملة عسكرية جديدة في قطاع غزة، فإن قطر، القريبة من إيران وحماس، لها دور سلبي للغاية في موجة التصعيد الحالية، وينعكس ذلك في تحريضها ضد إسرائيل عبر قناة الجزيرة، وباقي وسائلها الإعلامية".

وأضاف أن "قطر التي تستضيف نهائيات كأس العالم أواخر عام 2022، دولة قريبة من الجهات المعادية لإسرائيل في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، سواء حماس في الأراضي الفلسطينية، أو حزب الله في لبنان، أو طالبان في أفغانستان، بجانب تنظيمات القاعدة والحرس الثوري الإيراني، وترفض التطبيع مع إسرائيل، وتحافظ على علاقات وثيقة مع إيران، ولعل ما أثار انزعاج إسرائيل قرار إدارة بايدن تحويل قطر مؤخرًا إلى حليفة استراتيجية لواشنطن، ربما لأسباب إقليمية، وبسبب أزمة الطاقة المتفاقمة بسبب الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا".

ويزعم الإسرائيليون أن قطر كان من الممكن أن تلعب دورًا مهدئًا في موجة التصعيد الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن في هذه الأثناء لم يحدث هذا، فقد تكون قطر، وفق الادعاء الإسرائيلي، في انتظار تصعيد يتكثف كي تتدخل في اللحظة الأخيرة، وتقديم نفسها كعامل مهدئ ومؤثر لوقف التوتر الأمني.

إيهود يعاري المستشرق الإسرائيلي في "القناة 12"، زعم في مقال ترجمته "عربي21" أن "قطر تدعم المقاومة ضد إسرائيل، وقد حان الوقت لوضع حد لها، في ضوء أن هناك عددا من دول المنطقة أدانت الموجة الأخيرة من الهجمات إلا قطر، بل تواصل تشجيعها، بكل الطرق سواء من خلال تصريحات الحكومة ووسائل الإعلام، لا سيما قناة الجزيرة وباقي أدواتها الدعائية".

وأضاف أن "ما يثير انتباه إسرائيل أن قطر طالما كانت حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، رغم أنها ليست عضوًا في حلف الناتو، وهذه ليست جائزة صغيرة، بل كبيرة جدا للدوحة، وهي على وشك استضافة كأس العالم، ولكن يبدو أن إسرائيل ليست مستعدة للتعامل معها مقابل تكثيف اتصالاتها مع عدد من عواصم المنطقة، رغم أن الترتيب الثنائي ما زال قائما في ما يتعلق بالمنحة المالية الموجهة لقطاع غزة، ولعل ذلك يستدعي حشد الدعم الدولي ضد السياسة القطرية، التي لم تتفوه بكلمة واحدة ضد هجمات بئر السبع والخضيرة وبني براك".