كشفت
صحيفة "
الغارديان" أن مهرجان "السمت" الموسيقي الذي عقد في آذار/
مارس 2020 بمنطقة العلا نظمته وبشكل سري شركة "فايس ميديا" رغم تعهدها بقطع
كل العلاقات مع السعودية بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت
الصحيفة في تقرير أعده محرر الإعلام جين ووترصن، إن المؤثرين الذين تدفقوا إلى مهرجان
"السمت" الموسيقي في وسط الصحراء السعودية وعدوا بمهرجان فائق وطعام لا يضاهى
قدمت كل الدعم له مؤسسة تابعة للحكومة السعودية. وما لم يعلمه المشاركون أن المهرجان
الباهظ الكلفة (20 مليون دولار) نظمته شركة إعلامية شبابية "فايس" وكان جزءا
من محاولات الشركة كسب أموال في الشرق الأوسط.
وقالت
الصحيفة إن "فايس" أعلنت قبل 3 أعوام أنها ستعلق كل عملها في السعودية بسبب
تداعيات مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. ونقلت الصحيفة عن عاملين في
داخل الشركة قولهم إنها تحاول مرة ثانية وبقوة البحث عن فرص في السعودية.
وقال
موظف: "عبر موظفو الشركة عن قلقهم من تعاملها مع السعودية، وتم خداعنا بتصريحات
فارغة ومبررات بائسة".
ورغم
أن المهرجان الذي عقد بداية الوباء لم يحظ باهتمام في الغرب إلا أنه كان مربحا للشركة
التي حققت 20 مليون دولار.
ووعد
المهرجان بتقديم أفضل ما في الموسيقي الشرقية والغربية، حيث قدم الثنائي تشينموكرز
حفلة وسط أطلال العلا. وكان في أعلى القائمة من المشاركين الموسيقي الإلكتروني الفرنسي
جان- ميشل جا الذي ظهر إلى جانب مغني الراب تيني تيمبا. وتم إحضار الطهاة الكبار من
مطعم كونترا بنجوم ميشلين ومطعم أنابيل في لندن.
ورغم
كل هذا، فقد بذلت الجهود لإخفاء اسم "فايس" وإبعادها عن المناسبة. وطلب من
المتعهدين الذين عملوا في المهرجان الموسيقي توقيع عقود بالسرية وعدم ظهور "فايس"
في الإعلانات الترويجية للمهرجان.
وقالت
الصحيفة إن السعودية تبحث عن كل الطرق وتنفق الأموال الهائلة في محاولة لإعادة تشكيل
صورتها أمام الشباب الغربي.
و"فايس" بحاجة، رغم جذورها في الثقافة
المضادة، إلى تحسين وضعها المالي.
وركبت
الشركة موجة الشركات الجديدة بداية القرن الحالي لكنها حرقت الكثير في الاستثمارات، في وقت كان عليها التعامل فيه مع اتهامات التحرش الجنسي والحصول على أموال للمخترعين العاملين
معها. ولهذا السبب فالأموال من الشرق الأوسط كانت مغرية، وفي العام الماضي أنشأت الشركة
مكتبا لها في العاصمة الرياض. ووافقت على عقد لترويج أفلام للسعودية بالتعاون مع الشركة
السعودية للأبحاث والتسويق، وهي مجموعة على علاقة مع الدولة السعودية وشريكة في إندبندنت
وإيفننغ ستاندرد.
وزعم
أحد الموظفين أن مدراء "فايس" التنفيذيين كانوا يعلمون بالضرر على السمعة
لو اكتشف المشاهد الغربي المدى الذي ذهبوا فيه للعمل مع السعودية "إنه أمر مثير
للدهشة رغم مواقف العاملين، فلا تزال فايس فرحة لتحقيق المال من بلد مسؤول بشكل فعلي
عن قتل صحفي وأمر به".
وقال
متحدث باسم الشركة أن "فايس أريبيا أنشئت قبل أربعة أعوام كجزء من التوسع العالمي
إلى جانب أعمال أخرى إعلامية ومحتوى في المنطقة. وكانت فايس دائما عن الإبداع والثقافة
للشباب في كل مكان من العالم. وفي منطقة السعودية فإن ثلثي السكان من الشباب تحت سن الـ35
عاما"، و"افتتحنا مكتبا تجاريا وإبداعيا في الرياض بداية هذا العام وتم الإعلان
عنه بشكل واسع. وصوتنا التحريري يقوم على الصحافة المستقلة بشكل كامل".