"لو انطبقت السماء على الأرض انتخابات دون القدس لا يمكن أن تتم"، هذا قول لأحد قيادات فتح عباس، أي القدس هي التي تقرر الذهاب إلى الانتخابات، أو التوقُّف عنها. قرار القدس ليس بيد أبنائها من المقدسيين الكرام، قرار القدس بيد نتنياهو ودولة الاحتلال، والسماء لن تنطبق على الأرض من أجل الانتخابات.
تقول مصادر فتح "اللجنة المركزية وعباس": طلبنا من حكومة الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس: ترشُّحًا، وانتخابًا، ودعاية، ولكن دولة الاحتلال لم ترد على طلبنا.
لماذا لم ترد دولة الاحتلال على الطلب؟ وهل سترد في اللحظة الأخيرة؟ وما مصير الانتخابات إذا لم ترد دولة الاحتلال على طلب عباس؟ هذه الأسئلة لها أجوبة، ولكنها في جيب حكومة الاحتلال.
حكومة الاحتلال لها شروطها على الانتخابات الفلسطينية، شروطها معروفة لعباس ولحماس، والمجتمع الدولي لا يستطيع الضغط على حكومة نتنياهو بعد اعتراف أميركا بالقدس موحدة عاصمة لدولة (إسرائيل) ونقل سفارتها إليها.
حكومة نتنياهو أيضًا لا تريد أن تنظر إلى الخلف، أي لا تريد أن تنظر إلى انتخابات ٢٠٠٦م، وهي لن تمنح الفلسطينيين تسهيلات ٢٠٠٦م هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نتنياهو يصارع على التكليف برئاسة الحكومة على جبهتين: يصارع من أجل استبقاء كتلة اليمين الداعمة له موحدة، وفيها أطراف تعترض على إدخال القدس في الانتخابات الفلسطينية. ويصارع على جبهة المعارضين له، عسى أن يغري بعضهم بتأييده، والقدس هنا ربما هي الورقة الرابحة في الإغراء.
حكومة نتنياهو لم ترد على طلب فلسطين، وفلسطين لم تعلن خطة بديلة لأنها غير موجودة. الموجود هو ما صرح به صاحب انطباق السماوات والأرض: لا انتخابات دون القدس، ولكن عبد الله عبد الله يقول: إن الفصائل ناقشت حلًا ما بشأن القدس، ولكنه لم يفصح عنه، والفصائل لم تكشف عنه، والجمهور في بحر التخمينات يتريضون رياضة عقلية إجبارية، وقد تأتي الراحة: (مفيش انتخابات).
في السياق ذاته حكومة نتنياهو ترفض زيارة حسين الشيخ لمروان البرغوثي، فالزيارة تهدف إلى إطلاع البرغوثي على قائمة فتح وأخذ تزكيته أو تعديلاته، ونتنياهو يرفض، هل الرفض تكتيك مع أطراف فلسطينية؟ أم الرفض هو نكاية بعباس والبرغوثي معًا؟ هل يقول لهم نتنياهو: أنا من يقرر لا أنتم؟
وهنا نسأل بعد أن علمنا منهم أنه لا انتخابات دون القدس، هل هناك انتخابات دون البرغوثي؟ أو قل هل هناك قائمة لفتح بدون تزكية البرغوثي؟ نتنياهو ملك القرار، والتنازع الحزبي في فلسطين على أشده وليس فيها ملك.
عن صحيفة فلسطين اونلاين