قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الحدود الأردنية باتت مكانًا مستباحا يدخل منه عشرات العمال المهاجرين إلى إسرائيل، حيث تم اعتقال 64 منهم في عام 2020، لقيامهم بذلك بشكل غير قانوني، وحذر مسؤولون أمنيون من أن هذه الحدود ظلت دون سياج على طول عشرات الكيلومترات، صحيح أن هذه حدود سلام بيننا، لكن إحساس الإسرائيليين بالأمن يزداد سوءًا مع مرور الوقت".
وأضاف أمير بوخبوط، في
تقريره على موقع "ويللا" الإخباري، ترجمته "عربي21" أنه "في العام
الماضي 2020، أصبحت الحدود الإسرائيلية الأردنية مركز جذب للمتسللين الباحثين عن
عمل، خاصة أولئك القادمين من تركيا، وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، فقد تم في عام
2020 إحباط 64 محاولة تسلل من الأردن باتجاه الحدود الإسرائيلية، وفي الشهر الماضي
تم إحباط أربع محاولات أخرى، وللمقارنة، تم إحباط حوالي عشرين محاولة من هذا النوع
في عام 2019".
وأكد أن "المرشدين
الأردنيين للباحثين عن العمل يجعلون الوصول إلى الحدود الإسرائيلية سهلاً، لأنهم
يوضحون لهم المحور الرئيسي الذي يتجه إلى المنطقة الحدودية، والمكان الذي يتعين
عليهم عبوره، والوصول أخيرً إلى طريق وادي عربة، وإذا حالفهم الحظ، فستنتظرهم عند
هذه النقطة سيارة تأخذهم إلى قلب إسرائيل، واللقاء بهم مع المقاولين الإسرائيليين".
وأوضح مصدر عسكري أن
"الجيش الإسرائيلي يتعرف على هذه الظاهرة من بعيد، وعلى المستوى الجنائي، حيث
يتم تهريب المخدرات بشكل رئيسي، وحذر مسؤولو الأمن في منطقة وادي عربة من أن هجرة
العمال المهاجرين عبر الحدود يمكن أن تمهد الطريق للمسلحين الفلسطينيين وغيرهم،
رغم أنها حدود سلام، مع العلم أنه منذ عام جرفت الفيضانات السياج الذي أقيم على
الحدود، وترك عشرات الكيلومترات دون سياج حدودي".
وأشار إلى أن "بعض
مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود الأردنية تم التخلي عنها لفترة طويلة، بزعم
أنها حدود سلام، لكن الإسرائيليين ما زالوا في حالة سيئة، لأن التكاليف المالية
لحوادث سرقة المعدات الزراعية والعربات الرباعية زادت عن مائة ألف شيكل، ما يزيد
من التعاون الوثيق بين الجيشين الإسرائيلي والأردني".
وكشف أن "الأمن
الأردني تمكن قبل أسابيع قليلة من إحباط محاولة تهريب مخدرات إلى إسرائيل، وفي
الوقت نفسه فإن القوات الإسرائيلية والأردنية على جانبي الحدود أعدادها محدودة،
بينما تساعد التقنيات الأمنية في القبض على الباحثين عن عمل الأجانب عند المعبر
الحدودي، لكن ذلك التحدي يظل معقدًا للغاية".
ونقل عن مصدر عسكري
إسرائيلي أن "الجيش الإسرائيلي أقام ثلاثة مواقع تجميع على طول الحدود
الأردنية، وفي الشهر الماضي فقط تم نشر 22 كيلومترًا من السياج الملتف، بهدف تأخير
وصول المهربين، ما يجعل وصولهم صعباً على المعابر الحدودية، لأنه في الأشهر
المقبلة سيتم نشر 50 كلم أخرى من السياج في مراكز إضافية، وفي هذه المرحلة لا توجد
نية لبناء سياج عالٍ على غرار الحدود بين قطاع غزة ومصر".
وأشار إلى أنه "في
الأشهر المقبلة سيقيم الجيش الإسرائيلي المزيد من الصواري الحدودية، قبل أن يتلقى
الميزانية اللازمة، فيما استقبلت كتيبة المقاتلين العاملة في المنطقة مؤخرًا
سيارات جيب تويوتا، ما أتاح لها إمكانية لتنظيم الملاحقات للمتسللين في الميدان،
كجزء من الأنشطة الأمنية الجارية".
وقال المتحدث باسم الجيش
الإسرائيلي إن "محاولات المتسللين على الحدود الأردنية مسألة مألوفة يعالجها
الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، ومع مرور الوقت، تمت إضافة عناصر دفاعية على الحدود
لتوفير استجابة مثالية وسريعة لمحاولات التسلل، بما في ذلك الحواجز الأمنية، ونشر
الأسوار، وإنشاء نقاط مراقبة إضافية، من أجل المساهمة في إحباط كل محاولات التسلل
عبر الحدود الأردنية".