صحافة إسرائيلية

تقرير إسرائيلي يكشف عن الكواليس التي سبقت إعلان صفقة القرن

حزوني: شهدت الساعات القليلة قبل إعلان الصفقة صراخا عاليا من قبل ممثلي المستوطنين في واشنطن- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إن "صفقة القرن الأمريكية شهدت العديد من الأحداث الدرامية قبل إعلانها أواخر يناير، حيث عاش البيت الأبيض أجواء إيجابية، وحظي المستوطنون بعناق دافئ من الإدارة الأمريكية، لأن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية حمل لهم بشائر طيبة".


وأضافت هوديا كريش حزوني، في تقريرها المطول على صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، ترجمتها "عربي21"، أن "ساعات قليلة قبل إعلان الصفقة شهدت صراخا عاليا من قبل ممثلي المستوطنين في واشنطن، ما دفع حراس الأمن لإبعادهم عن الفندق الذي شهد وضع المسودة الأخيرة من الصفقة التي ستقدم للرئيس دونالد ترامب لتلاوتها، ما أدى لغضب رجال الإدارة الأمريكية منهم".


ونقلت عن عوديد رفيفي، رئيس مجلس مستوطنة "أفرات" في الضفة الغربية، أنه "شهد هذه اللحظات المصيرية في البيت الأبيض قبيل كشف النقاب عن تفاصيل الصفقة التي عمل عليها الأمريكان لأكثر من عامين، ورغم أنهم تمنوا أن يتم الإعلان عنها من خلال أجواء احتفالية في البيت الأبيض وسط الحديقة المعشبة والموسيقى الرسمية من ذوي الياقات الحمراء، لكن ذلك لم يحصل".

 

وأشارت إلى أنه "رغم أن خلافا نشب بين المستوطنين ورجال الإدارة الأمريكية حول بعض التفاصيل الخاصة بمستقبل المستوطنات، فقد اضطررت وزملائي من قادة المستوطنين للذهاب لزعماء الحزب الجمهوري وقادة الطائفة الإنجيلية، لكني ذهلت من الرد الذي وصلني منهم، فقد طلبوا مني أن أقبل قدمي ترامب، بدلا من الاحتجاج ضد صفقته".


وأكدت أنه في "المراحل الأولى من إعداد صفقة القرن فور وصول الحزب الجمهوري للسلطة في واشنطن، طلب من قادة المستوطنين أن يقدموا تصوراتهم عن إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، فقد وصل جيسون غرينبلاث مستشار ترامب للمرة الأولى إلى إسرائيل، والتقيت به في فندق الملك داوود بالقدس".


يكشف رفيفي أنه "رأى في مدخل الفندق عضوي الكنيست السابقين، تسيفي ليفني وزيرة الخارجية ويتسحاق هرتسوغ زعيم حزب العمل، وبدا على وجهيهما الدهشة، وكأنهما رأيا انقلابا في مواقف الولايات المتحدة، وأبديا دهشتهما حين رأياني أدخل لمقابلة غرينبلاث، فلم تجر العادة أن يدعو ممثل عن الإدارة الأمريكية مندوبا عن المستوطنين للقاء رسمي".


وأشار إلى أن "محور اللقاء مع غرينبلاث دار حول مواقف المستوطنين من مستقبل الصراع، والمنطقة، واحتياجاتهم، وصعوباتهم، ولعلها المرة الأولى التي نقول فيها "لا" قبل أن يقولها الفلسطينيون، لدينا مطالب محددة، ونريد أن نكون جزءا من طاقم المفاوضات المستقبلية".


ويؤكد أنه "في أحد اللقاءات في البيت الأبيض قدم لنا رجال الإدارة الأمريكية مزيدا من التفاصيل عن الصفقة، لكنهم صادروا منا الهواتف، وطلبوا منا عدم تسريب أي شيء، وكان لسان حالهم أن ما سوف تسمعونه في البيت الأبيض "إما أن تثنوا عليه، وإلا فلا تردوا عليها قبل مرور 48 ساعة على إعلانها، وفي النهاية يبقى مطلبنا الأساسي أن نفرض القانون الإسرائيلي على 30% من مساحة الضفة الغربية".