نشرت صحيفة
"إكسبرت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تصويت البرلمان العراقي على قرار
يقضي بانسحاب القوات الأمريكية، التي دخلت البلاد منذ ربع قرن. في المقابل، يعود
القرار النهائي بشأن الانسحاب إلى ترامب نفسه.
وقالت الصحيفة في تقريرها
الذي ترجمته "عربي21"، إن تصويت البرلمان العراقي على هذا القرار كان
بمثابة تتويج للاحتجاجات المعادية للتواجد الأمريكي في البلاد، فضلا عن نتيجة
لسياسة إيران الطويلة الأمد في إخراج الولايات المتحدة من العراق.
وأضافت الصحيفة أن
الولايات المتحدة ساعدت السلطات العراقية عن طريق الهجوم الصاروخي الذي شنته على
مطار بغداد، ما أودى بحياة الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، على اتخاذ مثل هذا
القرار، لا سيما في ظل اعتبار الشعب العراقي أن الهجوم الأمريكي انتهاكا واضحا
للسيادة العراقية. وفي الواقع، بذل السعوديين جهودا كبيرة لزرع مشاعر معادية
لإيران في صفوف النخبة الشيعية في العراق. وبعد هذه الحادثة، اتحد الشيعة وقرروا
إخراج القوات الأمريكية من البلاد.
اقرأ أيضا: عبد المهدي: انسحاب القوات الأجنبية هو المخرج الوحيد للأزمة
ومن جهته، ذكر مسؤول
منظمة الأزمات الدولية للعراق وسوريا ولبنان، هيكو ويمين، أنه بات من غير الواضح
مدى قدرة أي قوة سياسية على الدفاع عن الوجود الأمريكي في العراق، علما وأن النواب
الذين لم يصوتوا على انسحاب القوات الأمريكية أغلبهم من السنة والأكراد. في
المقابل، ينتظر قرار البرلمان توقيع رئيس الوزراء بالنيابة عادل عبد المهدي. ومن
المرجح أن يضع توقيعه عليه، لا سيما أن مجلس الوزراء هو من دعا نواب الشعب إلى التصويت
لصالح هذا القرار.
وأفادت الصحيفة أن القوات
الأمريكية متواجدة داخل العراق بناء على طلب من الحكومة العراقية. ووفقا للنواب،
ليست هناك حاجة لإبقاء القوات الأمريكية داخل العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة. ومن
جانبه، أعلن ترامب أنه سيتقبل قرار الشعب العراقي. وفي تغريدة له على حسابه
التويتر، قال ترامب: "زودنا العراق بمليارات الدولارات. كما أن الشعب العراقي
لا يرغب أن يكون تحت سيطرة إيران. وفي نهاية المطاف، يعود القرار إليه".
في الشأن ذاته، في حال
قرر ترامب الامتثال للقرار العراقي، فذلك ليس احتراما له، بل خدمة لمصالحه الخاصة،
حيث أن مغادرة العراق التي يوجد فيها في الوقت الراهن حوالي خمس آلاف جندي أمريكي،
سينقذ ترامب من المشاكل غير الضرورية والتجاوزات المرتبطة باغتيال الجنرال
سليماني. وعلى الرغم من أن تصفية سليماني تحقق بعض الفوائد لترامب، إلا أنها
محفوفة بالمخاطر.
وبينت الصحيفة أن
الديمقراطيين ينظرون إلى إمكانية إرسال صواريخ إلى القواعد الأمريكية في الكويت
والمملكة العربية السعودية وبلدان أخرى، تحسبا لهجمات قد تشنها طهران، بمثابة
نتيجة لقرار غبي اتخذ من جانب ترامب. علاوة على ذلك، يعتبر انسحاب القوات الأمريكية
في الوضع الراهن بعد مقتل سليماني، أمرا غير مقبول من الناحية السياسية.
فضلا عن ذلك، يمكن اعتبار
هذا الانسحاب استسلام الولايات المتحدة وترامب شخصيا إلى طهران، وتسليم الدولة
التي حولت إليها واشنطن المليارات من الدولارات وحوالي خمس آلاف جندي من أجل
السيطرة عليها إلى أيادي العدو اللدود لواشنطن. ولهذه الأسباب، يتردد الأمريكيون
ويرسلون بإشارات متضاربة، باحثين عن أسباب تدفعهم للبقاء، بما في ذلك ممارسة ضغط
على الحكومة العراقية، التي تعتمد ماليا على الولايات المتحدة.
ونوهت الصحيفة بأن قرار
سحب القوات يمكن أن يشمل إيران، إذ تنص الوثيقة على أنه يتعين على الحكومة
العراقية بذل قصارى جهدها لضمان عدم وجود جنود أجانب على أراضي البلد، فضلا عن عدم
السماح لهم تحت أي ظرف من الظروف بمواصلة استخدام الأراضي العراقية أو المياه أو
المجال الجوي. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة يمكنها مغادرة العراق، شرط سحب
إيران جميع الوحدات الواقعة تحت سيطرتها بما في ذلك الميليشيات الشيعية داخل
العراق، وهو ما لن يحدث مطلقا.
التايمز: جلاء القوات الأمريكية عن العراق هدية لسليماني بقبره
FP: كيف أثبت اغتيال سليماني خطورة سياسة ترامب تجاه إيران؟
NYT: ترامب لم يترك أي مجال للمناورة مع إيران