لعب الرئيس العراقي الراحل الشهيد صدام حسين لصالح منتخب «النشامى» في المباراة المثيرة والأخيرة مع منتخب «الأزرق» الكويتي. لكنه لم يسجل أي هدف ولم يعبر بأي تمريرة من النوع الذي وصفه يوما رئيس فريق أردني بالعبارة التالية: «يخفق قلبي وأشعر بان القدس تحررت».
مباراة انتهت سلبيا، ومذيع البث الرياضي في التلفزيون الأردني «صاح وخفق قلبه» مجانا طوال الوقت.
حتى إبراهيم عيسى – بتاع قناة «القاهرة والناس» – تحدث في المسألة، فالمباراة إياها خالية تماما من «أي بهاء كروي فني»، واكتسبت شهرتها، فقط لأن مراهقين أردنيين من مشجعي منتخب «النشامى» – لا يملك أي منهم ثمن سيجارة، ويضع على شعره ذلك الهلام الناعم، على اعتبار أنه «فاتن»، ويسجل دعوة للفتيات – هتفوا للرئيس صدام حسين أملا في أن يتعثر كويتي ما ولا يسجل هدفا!
صدام يلعب مع «النشامى»
الجميع انشغل بالمسألة في الأردن والكويت، والفضائية الكويتية كادت تطالب بسحب السفير من الأردن، لأن منافقا من النوع الأردني الرديء نفسه في الملاعب اعتبر المسألة إهانة للشعور الوطني الكويتي.
حمدنا الله، لأن مصطفى الآغا، ولسبب غامض قرر عدم التوقف عند المسألة .
قناعتنا راسخة جدا أن «الجُهال» الأردنيين، الذين هتفوا لصدام حسين، خلال مباراة كروية، لا يعرفون عنه أو عن سيرته أو عن العراق والكويت شيئا.
هذه الحقيقة تعني، في رأيي، عدم ضرورة تقديم «اعتذار» للشقيق الكويتي، الذي يبالغ بدوره في الشعور بالجرح الوطني، كلما تم ذكر صدام حسين.
هؤلاء ليسوا «مندسين» في الأحوال كلها. هم منا وأولادنا، والدليل الأكبر على «جهلنا» وتثبيت لمقولة «الجاهل عدو نفسه».
والكويتي عميق وفاهم الطابق، ولا يُحمِل الأردنيين كلفة «سفهاء منهم»، سبق أن هتفوا لشارون ونتنياهو والبقدونس، وضد المنسف والقدس في سياق التعبير عن هوسهم الكروي.
لا جمهورنا ولا منتخب «النشامى»، ولا المنتخب الكويتي الشقيق، ولا الرئيس الراحل حرر شبرا من القدس.
الكويت شعبا وقيادة، كانت وتبقى في قلب ووجدان الأردنيين، والرئيس الراحل ألعبه البعض مع المنتخب فتعادل مع الكويت.
الأكراد: مين بيقصف مين؟
قالها مذيع نشرة الأخبار على التلفزيون السعودي، دون أن يرف له جفن، «تركيا تقصف الشعب السوري» والاحتلال التركي لأرض دولة عربية شقيقة».
ذكرها، دون أي ردة فعل في الجفن أو الحاجب، أو أي إيماءة، وكأن الأمير بندر بن سلطان، لم يكن يُمول عمليات قصف وقتل بالجملة في عمق التراب السوري!
وقالها زميلنا المتشبشب أيضا، وكأن من تقصفه «عاصفة الحزم» إياها، ليس شعبا عربيا في اليمن!
إذا كانت السعودية تشرعن وتبرر عملياتها في اليمن، على أساس حماية أمنها الحدودي والوطني من «الحوثيين الإرهابيين»، فعلى أي أساس يمكن أن تناقش أردوغان، لأنه يدير عملية بالمنطق نفسه؟!
حتى التلفزيون الأردني نقل بحماس تصريح وزير الخارجية أيمن الصفدي حول «وحدة التراب السوري»، مع أنها عبارة قيلت أيضا من قبل وزير خارجية سابق طوال أربع سنوات، كانت تفتح فيها حدود المملكة للمهاجرين، قبل أن نكتشف كشعب أردني بأن ذلك حصل مجانا.
بصراحة، وتحت العنوان نفسه «وحدة الأراضي السورية» أقيمت معسكرات لتدريب مقاتلين معارضين ولجماعات مسلحة بتمويل سعودي وإشراف أردني.
ذلك لم يعد سرا على كل حال، لأن السر المخجل فيه فقط أن الحكومة الأردنية قدمت خدماتها هنا بذريعة وحدة التراب السوري مجانا، وخرجت من مولد بندر بلا حمص.
ما علينا، لا يمكن الإقرار بأي مبدأ له علاقة بدخول أي قوات أجنبية لأرض سوريا، ولأي سبب.
وما يغضبنا أن تَذرف دول عربية فجأة دموع التماسيح على «شعبنا الكردي» والتراب السوري، بعدما شاركت، بل أسست قبل غيرها لكل الفيلم الهندي في سوريا بالتضامن مع مجرمي النظام السوري والنظامين الروسي والإيراني المجرمين أيضا.
الجميع ومن شتى بقاع الأرض ومع كل «البساطير» هناك، والكل يتقاتل على حساب حقوق وكرامة الشعب السوري. نقطة أول السطر.
«القيصر» في نسخة سعودية
للمرة الأولى الرئيس فلاديمير بوتين ضيف على شاشة «العربية»: يا مرحبا بولد العم.
ما الذي يمكن أن يقوله القيصر لميكروفون يتبع شاشة تعلن عن «السبق»، مع عبارة تقول «انتظرونا بتوقيت السعودية».
أغلب التقدير أن طاقم موسكو العامل مع بوتين، الذي رتب الفيلم برمته يعلم مسبقا أن التوقيت «سعودي» بامتياز، والأهم «قابل للابتزاز».
القصة، وفقا لتوقعاتي شخصيا في غاية البساطة، ودون مشاهدة المقابلة، فالقيصر سيوفر حضنا آمنا للعم «مبس» ولي العهد، ما دام الحضن الأمريكي قد أصبح مرا مثل العلقم ويسبح على بحر من المليارات.
الرئيس ترامب «لا يشبع» والرئيس بوتين «عطشان» وكلاهما – نقصد القيصر ومبس- عبر محطة «العربية» سينشدان معا تلك الأغنية العراقية المبدعة التي تقول «شربتك المي بكفوفي السمرا… سامحتك هوي… سامح ولو مرة». ترقبوا الافتتاح الجديد قريبا. شركة القيصر لإنزال السعودية عن شجرة اليمن.
عن صحيفة القدس العربي اللندنية