تتعدّد السيناريوهات التي تتناول تعقيدات تشكيل حكومة إسرائيلية بنتائج انتخابات الكنيست 22 نظرا لعدم توفر المقاعد الكافية والتحالفات المحتملة لأي فريق، سواء بقيادة تكتل «الليكود» مع أحزاب اليمين، أو تكتل «أزرق ـ أبيض» مع ما يسمى وسط ـ يسار، ورغم تعدد السيناريوهات، فلكل سيناريو نقيضه الذي يحول دون تحققه، ولهذا، تعود الساعة إلى الوراء للبحث عن السيناريو الأمثل، بالعودة إلى أن انتخابات الكنيست العشرين عام 2015، شهدت تقدم القائمة العربية المشتركة كنتيجة مباشرة، لتوجه ليبرمان ـ نتنياهو، لزيادة نسبة الحسم، من 2 بالمئة إلى 3,5 بالمئة، وهو ما دفع الأحزاب العربية إلى التوحد في «المشتركة»، على خلاف أهداف توجه الثنائي المتآمر على الجماهير العربية، فشل نتنياهو في تشكيل حكومته بنتائج انتخابات الكنيست 21، ودلائل متزايدة على فشله المتوقع بتشكيل مثل هذه الحكومة بنتائج انتخابات الكنيست 22، فرض على العديد من التوجهات.
البحث عن جوهر هذا الفشل المتمثل بنتنياهو ذاته، باعتباره العبء المتكرر على الدولة العبرية، قبل أن يمثل عبئا على حزب «الليكود»، وتكتل «الليكود»، ذلك أن مختلف الأطراف ترهن تحالفاتها وإمكانيات تشكيل الحكومة بزوال نتنياهو عن الخارطة السياسية، باعتباره الحل الوحيد أمام هذا الاستعصاء المتكرر، وللحيلولة دون أن تفرض مسألة عقد انتخابات برلمانية ثالثة، لا يرغب بها أحد!
لذلك، وبعد أن حاول نتنياهو الإيهام بأنه وفريقه اليميني، يسيطر على الوضع من خلال توجهه إلى منافسه «أزرق ـ أبيض» للاجتماع بهدف الحوار حول تشكيل الحكومة، وكأنه لا يعلم أنه مرفوض جملة وتفصيلا، خاصة بعد اشتراطه أن تكون الدورة الأولى بالتناوب على رئاسة الحكومة من نصيبه، بعد ذلك، رأت بعض الأوساط، أن إمكانية أن تُوجه لنتنياهو لائحة اتهام في الثاني من الشهر الجاري، يمكن أن تشكل خشبة الخلاص من نتنياهو، ذلك أنه الآن مجرد عضو كنيست ولا يملك الحصانة التي يملكها رئيس الحكومة، وهكذا يمكن أن يشكل ذلك مسألة طرد علني لنتنياهو من السلك السياسي، لذلك قد يقدم على حل آخر؟!
هذا الحل يتمثل في الطلب من رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، العفو مقابل إنهاء حياته العامة والسياسية على وجه الخصوص، وذلك قبل المحاكمات وقبل إدانته، لا بعدها. المقربون من نتنياهو، أشاروا في أكثر من مناسبة مؤخرا، إلى أن البعض فحص مثل هذه الإمكانية، وتبين أن الأمر يعود إلى موقف المستشار القضائي للحكومة، خاصة أن ما تسرب من أجهزة إنفاذ القانون أن الادعاء سيعارض ذلك بشدة، ما سيترك آثاره على قرار الرئيس بالعفو من عدمه.
لذلك، فإن بيضة القبّان تتمثل في نتنياهو، وكسرها حسب البعض يشكل إنقاذ المؤسسة السياسية والحزبية في إسرائيل. إبقاء أو زوال نتنياهو من الخارطة هو الذي يحدد إمكانية تشكيل الحكومة!
عن صحيفة الأيام الفلسطينية