حددت وزارة الأوقاف العديد من الضوابط فيما يتعلق بصلاة التروايح- جيتي
تخضع
صلوات التروايح والقيام في مصر إلى
إجراءات صارمة، وضوابط مشددة من قبل حكومة عبدالفتاح السيسي، وعلى رأسها وزارة الأوقاف
التي يهيمن عليها وزيرها مختار جمعة منذ انقلاب 2013.
وحددت
الأوقاف العديد من الضوابط، إذ طالبت الأئمة بضرورة ألا تزيد خاطرة التراويح عن عشر
دقائق، وعدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة أو إلقاء أي دروس بالمساجد وملحقاتها.
حتى
في الأدعية، دعت وزارة الأوقاف الأئمة إلى عدم الخروج في أدعية القنوت عن الدعاء المأثور،
وعدم الإطالة فيه.
وعلى
غير العادة، طالبت الأوقاف المساجد بضرورة الالتزام بقرار قصر استخدام مكبرات الصوت
الخارجية على الأذان وخطبة الجمعة.
"من عبادات
إلى طقوس"
يقول
وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر جمال عبد
الستار إن على الدعاة استثمار الروح الطيبة التي تسري في قلوب المسلمين في رمضان، وهذا
الإقبال على المساجد وعلى صلاة القيام، وهذه الرابطة الإيمانية".
مضيفا
لـ"عربي21": "إلا أن هناك من يريد أن يحول تلك الصلوات إلى مجرد طقوس
يؤديها الناس بلا روح ولا أثر ولا ترابط، فتصبح وكأنها نوع من أنواع الترضية النفسية"،
لافتا إلى أن "العلماء هم الذين يحكمون على مشروعية ما يقوله الحاكم وليس العكس".
وفيما
يتعلق بتعليمات الأوقاف قال عبد الستار إن التوصية بأوقات معينة في التزكية، أوعدم
المبالغة في الدعاء والإطالة في الدروس، هي أمور لا يختلف عليها، مضيفا: "لكن المطلوب
من الدعاة عدم الخضوع للأنظمة التي تريد أن تستفيد لتشريع وجودها بأكبر قدر ممكن عن
طريق توجيه الكلمات والدعاة، وتقليل من المحاضن التربوية للأمة؛ لأن أهل الاستبداد
يحيون حياة عالية المقام كلما زاد الجهل".
ورأى
الشيخ عبد الستار أن تلك الضوابط "تأتي ضمن محاولات تجفيف المنابع، وتحويل العبادات
إلى طقوس، وهذه إحدى وسائل الأنظمة الاستبدادية، وعلى الجمهور والعلماء أن يعوا ذلك
جيدا، وألا يتركوا فرصة الحفاظ على الرابطة الجماعية ويستغلوها في الدعاة على الظالمين
والمستبدين وحتى وإن كان في السر".
نظرة
النظام للمساجد
من
جهته يقول الداعية الدكتور محمود عطية إن "الناس يشعرون بالمرارة والحزن الآن؛
لأن هذا الشهر كان يمثل لهم عيدا كل يوم حيث التجمع والدعاء والصلوات والتذكرة من الوعاظ،
مع تجددالأفكار كل عام، وكانت المساجد مفتوحة طوال اليوم، وحلق الذكر وحفظ القرآن تتنافس
فيما بينها".
ويضيف
لـ"عربي21": "الآن، في ظل هذه الظروف وتحت نظام السيسي، يُحرَم المسلم
من صلاة التراويح كما كانت من قبل، كانت المساجد منها يخرج الوعي، ويحدث للناس التنوير،
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر من مكة للمدينة أول شيء فعله بناء المسجد
لأنها تخرج الرجال".
وأعرب
عن استغرابه من نظره النظام إلى بيوت الله، قائلا: "أصبحت المساجد تمثل خطورة
كما يقولون على المجتمع، ويخرج منها الإرهاب، وتغلق معظم الأوقات، وتفرض عليها ضوابط
وإجراءات لم تكن مجودة من قبل إرضاء للنظام الحاكم".