قال كاتب إسرائيلي إن "خيارات إنهاء الصراع مع الفلسطينيين تنحصر بين أمرين لا ثالث لهما: إما بخطوات أحادية الجانب، أو باتفاق سلام، وطالما أن الفلسطينيين ليس لديهم الجاهزية لوضع حد لهذا الصراع الممتد منذ عقود طويلة من خلال التنازل عن حق العودة، فإن إسرائيل قد تبدو مضطرة للاستمرار في سيطرتها على الضفة الغربية، وانتظار قيام قيادة فلسطينية بديلة".
وأضاف
شموئيل حارال في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "مطالبة إسرائيل بإنهاء احتلال الفلسطينيين يضع
جملة أسئلة أمام مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية من خلال منحها حقوقا للفلسطينيين،
ودون إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، فإن إسرائيل سوف تقع في دائرة
الاتهام بأنها دولة ابارتهايد، أو تصبح دولة لكل مواطنيها ذات أغلبية عربية من
النهر إلى البحر".
وأشار إلى أن "هذا الوضع يطرح سؤالين: الأول هل يمكن تطبيق الديمقراطية الإسرائيلية دون
إنهاء الاحتلال، والثاني لماذا تبقى إسرائيل عالقة في هذا الأمر، ولماذا لا تتخلص إسرائيل
من هذه الأزمة التي تلاحقها، مع العلم أن الفرضية السائدة أن الرغبة الإسرائيلية بإنهاء
الاحتلال يشير إلى توجه واسع بالتخلص من السيطرة على الفلسطينيين، بحيث يتمكنون من
تحقيق هويتهم القومية من خلال دولة مستقلة خاصة بهم".
وأكد
أن "الخيارات الإسرائيلية تكاد تكون محصورة إما بالخطوات الأحادية الجانب، كما حصل
في الانسحاب من جنوب لبنان أواسط 2000 أو الانفصال أحادي الجانب من غزة خريف 2005،
ولكن في الضفة الغربية لا يبدو أن هناك إمكانية جدية لتنفيذ انسحاب أحادي الجانب
منها، لأنه بدلا من سيطرة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"
عقب الانسحاب من الضفة، ستحل حماس يالسيطرة عليها".
وأوضح
أنه "فور سيطرة حماس على الضفة بعد الانسحاب الإسرائيلي سيبدأ إنتاج صواريخ
القسام، وتصنيع الوسائل القتالية، يعني تحول الضفة إلى قاعدة متقدمة لإيران وحماس
والجهاديين، وفي حال لم يعد الانسحاب أحادي الجانب خيارا إسرائيليا مفضلا لهذه
الاعتبارات، فإن البديل هو التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين".
وأشار إلى أنه "كانت هناك فرص جدية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي منذ 35 عاما، بدأت
باتفاق لندن في نيسان/ أبريل 1987 قبل اندلاع الانتفاضة الأولى، بين وزير الخارجية الأسبق
شمعون بيريس والملك الأردني حسين، على أن تعاد الضفة الغربية للسيطرة الهاشمية، لكن
رئيس الوزراء إسحق شامير رفض المصادقة على الاتفاق".
وأضاف
أن "الفرصة الثانية تمثلت في قمة كامب ديفيد أواخر العام 2000 بين رئيس
الوزراء الأسبق إيهود باراك والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات بوساطة الرئيس الأمريكي
بيل كلينتون، لكن إسرائيل اتهمت عرفات بعدم التوقيع على اتفاق ينهي الصراع".
وأشار إلى أن "الفرصة الثالثة تتمثل في جولات المفاوضات التي جرت بين الرئيس الفلسطيني
محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عام 2008، من خلال عشرات
الاجتماعات التي عقداها، ورغم أن أولمرت قدم عروضا غير مسبوقة، لكن عباس رفض
التوقيع على الخرائط التي قدمها المفاوضون الإسرائيليون".
وختم
بالقول بأن "الفلسطينيين طوال كل أجيالهم لا يريدون إنهاء الصراع مع إسرائيل،
فهم يرون أن حل الدولتين لا يعني إنهاء الصراع، لأنهم متمسكون بحق العودة، مما
يتطلب من إسرائيل تقليل الاحتكاك بهم إلى الحد الأدنى في الضفة الغربية، إلى أن
تقوم في يوم من الأيام قيادة فلسطينية جديدة مستعدة لإنهاء الصراع، وحينها سينتهي
الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين".