ملفات وتقارير
كيف تنظر فعاليات أردنية لزيارة محتملة لابن سلمان؟
عبرت فعاليات حزبية أردنية عن رفضها لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان إلى عمّان بعد أن قالت مصادر لـ"عربي21" إن ترتيبات تجري استعدادا
للزيارة التي وصفت بـ"الهامة".
لكن في المقابل قالت أخرى نقابية إن "عمّان ترحب بكل ضيوفها العرب دون تحفظ بسبب سياستها التاريخية في هذا الصدد".
وأوضحت المصادر أن هناك محاولة لعدم إعلان
الزيارة بشكل رسمي قبل وصول ابن سلمان، وذلك خوفا من إثارتها غضبا شعبيا في ظل
أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي لا تزال تتصدر الأخبار.
ولم تتطرق
وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أو الصحف اليومية إلى الزيارة فضلا عن أن الناطقة
باسم الحكومة جمانة غنيمات لم تجب عند سؤالها الأحاديث الدائرة بشأن زيارة ابن
سلمان لعمان.
إقرأ أيضا.. مصادر: ابن سلمان سيزور الأردن وخوف من إعلان الأمر رسميا
ومنذ إعلان ابن سلمان عزمه إجراء جولة خارجية الأسبوع الماضي لعدة دول
عربية رفضت فعاليات شعبية ونقابية في تونس والجزائر ومصر زيارته لبلدانها وقام
مثقفون تونسيون برفع دعوى مستعجلة لإبطال الزيارة بعد الإشارات الدولية لتورط ولي
العهد السعودي باغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وزار ابن سلمان حتى الآن الإمارات والبحرين ووصل إلى القاهرة اليوم
وكان وزير الطاقة السعودية إن ولي العهد سيشارك في قمة مجموعة العشرين المقبلة في
العاصمة الأرجنتينية نهاية الشهر الجاري.
رفض عام
الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الأردني (يساري)
الدكتور سعيد ذياب قال إن الحراك في تونس والجزائر ودول أخرى تعبير عن رفض الشعب
العربي لسياسات السعودية.
وأوضح ذياب لـ"عربي21" أن "الرفض
العربي ليس لجريمة اغتيال جمال خاشقجي فحسب لكن لدور السعودية في تسويق ما يسمى
بصفقة القرن التي تستهدف القضية وممارسة دور العراب لعمليات التطبيع التي يجريها
نتنياهو مع العرب".
وأضاف: "ضمن هذا الفهم يأتي الاحتجاج
على الزيارة إن تمت والشعب الأردني يدرك السياسات التي تقوم بها المملكة ويرفض
التطبيع مع الاحتلال".
ولفت إلى أن الأحزاب القومية واليسارية خلال
اجتماعها اليوم الاثنين أدرجت الحديث عن زيارة متوقعه لابن سلمان إلى الأردن على
جدول مناقشاتها وسنبحث إصدار بيان رسمي في حال تأكدت".
إقرأ أيضا: "لا لتدنيس أرض تونس الثورة".. حملة رفض لزيارة ابن سلمان
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
"عرى السياسة السعودية بعد حديثه عن مساعدتها لإسرائيل وهذا بالتأكيد سينعكس
على المزاج الشعبي الذي يرفض اغتيال الصحفيين كما يرفض ضرب القضية المركزية للأمة
وهي القضية الفلسطينية".
المزاج الشعبي
من جانبه قال نائب الأمين العام لحزب الشراكة
والإنقاذ الأردني سالم الفلاحات إن الشعوب العربية اعتادت على عدم احترام مشاعرها
وآرائها في ظل اتهامات وتقارير عن أدلة دامغة لتورط البعض بمقتل الصحفي جمال
خاشقجي.
وأشار الفلاحات لـ"عربي21" إلى أن "الدولة التي اشتمت
رائحة الحرية مثل تونس رأى الجميع موقف نوابها عبر كتابة لافتات ترفض زيارة ولي
العهد السعودي فضلا عن الفعاليات الشعبية التي انتقدتها" لكنه أشار إلى أن
الإعلام الرسمي في الأردن لم يشر حتى الآن لوجود زيارة.
وأكد أن "المزاج الشعبي الأردني والعربي
بالعموم يستقبح جريمة اغتيال خاشقجي التي ما زالت قيد التحقيق وربما ينتظر البعض
الموقف الأمريكي الرسمي تجاه مرتكب الجريمة لكن الدول الضعيفة التي اعتادت على
المساعدات والأعطيات يحصل فيها كل شيء لكن المزاج الشعبي يستهجن ويستغرب ولا
يرحب".
ترحيب بالعرب
لكن في المقابل قال عضو نقابة الصحفيين
الأردنيين خالد القضاة إن المزاج العام الذي يسير عليه الأردن هو "الترحيب
بكل الأشقاء كون الأردن بلد الاتفاق والوفاق".
وأوضح القضاة لـ"عربي21" أن
"الأردن يرحب بكل المسؤولين العرب ولم يسبق له أن أغلق أبوابه بوجه أحد ولم
يسبق لنا الاصطفاف ضد أي بلد عربي".
وعلى صعيد الفعاليات الاحتجاجية ضد زيارة ابن
سلمان في بعض الدول العربية أشار إلى أن "كل بلد له مواقفه الخاصة وسياساته
وفي الأردن للجميع مطلق الحرية في التعبير عن رأيهم بالزيارة وإعلان الموقف
منها" مضيفا "لكن مواقف البلد دائما تسعى لتحقيق مصالحه عربيا
وإقليميا".
وعلى صعيد موقف نقابة الصحفيين من اغتيال
الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول قال القضاة إن هذه المسألة
"لم تبحث ولم تعرض على جدول أعمال النقابة" وتابع "لكن أنا شخصيا
ضد أن يدفع أي شخص من أي دين أو توجه حياته بسبب إبداء رأيه وممارسة عمله
الصحفي".
