يبدو أن القوانين الأمريكية صارمة للغاية ولن تكون متساهلة في هذه المرة إذا ثبت وجود تجاوزات وتلاعب وتزوير للحقائق والمعلومات كما يقال داخل الولايات المتحدة. وهو ما يجرم عليه القانون. وحينها فإن عزل الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" بات يلوح في الأفق كما تقول التقارير الأمريكية نفسها إلى جانب آراء خبراء السياسة والإعلام.
وقد سبق الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الأمريكي مجموعة من الاتهامات حيث فاحت رائحة الاتهام بتزوير الانتخابات الأمريكية فور إعلان فوز ترامب بالرئاسة في وقتها وحينها بات الكثيرون يتسترون عليها. وبدأت الإدارة الأمريكية تتحرك عبر المحاكم الأمريكية لنفي تلك التهمة، إلا أن الإعلام الأمريكي الشفاف هو الذي كشف عن هذه التجاوزات التي تعد بمثابة جريمة تسجل ضد ترامب وإدارته بسبب عدم التزامه بالقوانين الأمريكية السائدة وثقته بالفوز المؤزر والنزيه كما كان يردد .
البداية مع كراهية ترامب للإعلام
وقد كانت بداية الشرارة الأولى لكشف الاتهامات الموجهة للرئيس الأمريكي ترامب بالتلاعب بنتيجة الانتخابات هي ما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية فور انتهاء الصراع الانتخابي بينه وبين هيلاري كلينتون وصولا للبيت الأبيض. فقد كرر الإعلام مرارا أن التلاعب بالانتخابات كان موجودا وبإمداد روسي مكشوف مع دفع بعض الرشاوى لبعض المعادين له لإسكاتهم.. هذه ناحية.
ولعل القوانين الأمريكية تتعامل هنا مع ترامب ليس لكونه الرئيس الأمريكي بل لأنه شخص، حسب إجراءات الاتهام كمزور ومخترق للقوانين ومرتكب جريمة دون تحليه بأي أمانة أو نزاهة مثله مثل كل أمريكي آخر ارتكب الجريمة نفسها. ولهذا فإن عزل ترامب لن يكون مستبعدا في هذه الظروف إذا ثبت بالدليل القاطع تورطه في تلك المخالفات القانونية الصريحة. خاصة أن الرئيس كان خصما عنيدا للإعلام في السابق وكان يكره ظهوره في كافة الوسائل التلفزيونية الأمريكية التي يسخر منها باستمرار. إلا أنه تنازل عن هذا المبدأ قبل أيام لكونه أصبح محتاجا للإعلام في هذا الموقف الذي يدينه أمام شعبه. فظهر عبر محطة فوكس نيوز الأمريكية الأكثر مشاهدة وصاحبة الشهرة العالمية. وذلك سعيا منه لتوضيح موقفه خاصة بعد أن قال في تلك المقابلة، إن عزله سيكلف الشعب الأمريكي الكثير من الخسارة مثل انهيار البورصات وزيادة ظاهرة الفقر بين الشعب. وهي كلها من الأمور التي لن تمر مرور الكرام على شعبه وعلى الأحزاب المنافسة له!.
كلمة أخيرة
عزل الرئيس ترامب ليس بعملية مستغربة، وقد تحصل بنسبة كبيرة ومتوقعة، خاصة أن الرئيس يستعد للانتخابات النصفية التي باتت قريبة. ولذلك فإن طرح ورقة عزله من الرئاسة سيكون مؤثرا على أصحاب الرأي العام داخل الولايات المتحدة. فلننتظر ماذا سيحدث في الأيام المقبلة فقد نصاب بالمفاجأة التي لن يتوقعها أحد في تاريخ أمريكا الحديث.
(الشرق القطرية)