قدم خبير إسرائيلي في شؤون الشرق الأويط وجهة نظره حيال مبادرات واشنطن لإحلال السلام في الشرق الأوسط، زاعما أن فشل تلك المبادرات يعود إلى أنها "أقيمت على أساس معادلة غير أخلاقية بين المعتدي العربي أو الفلسطيني وبين الضحية الإسرائيلي؛ بين الإرهاب الدولي، وبين الطراز الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب".
وأكد يورام أتينغر أن كل المبادرات الأمريكية الخاصة بالمنطقة، "فشلت" في تحقيق أهدافها، وهو ما يلزم واشنطن – وفق رؤيته – بأن تستخدم نفوذها لتحقيق مبادرات إستراتيجية بشكل مباشر بين إسرائيل والدول العربية.
وأوضح
أتينغر، أن المبادرات الأمريكية التي
تهدف إلى "تحقيق السلام ورفع مستوى مكانة واشنطن في المنطقة، فشلت في المهمتين".
ورأى
في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن هذه المبادرات "مآلها
الفشل؛ لأنها تميل إلى الاستخفاف بتعقيدات الواقع العربي والإسلامي، وتتوقع حلولا سريعة"
وفق رأيه.
وأشار
أتينغر، إلى أن مبادرات واشنطن، وقعت "ضحية للمواجهة بين رغبة الدول الغربية في
تحقيق راحة قصيرة المدى، وبين جوهر الأمن القومي الذي يقوم على رؤية بعيدة المدى".
ومن
بين الأمور التي أفشلت المبادرات الأمريكية، الاعتماد منذ القرن السابع للميلاد
على تصميم الواقع العربي والإسلامي من قبل الغرب وأمريكا بناء على "الانشقاق
القبلي والفكري، رفض التعايش المحلي والإقليمي، حكم الأقلية، الأنظمة غير المستقرة
والاتفاقات المتهالكة".
وأضاف:
"فشلت المبادرات بسبب مفاهيم مغلوطة، تفترض بأن النزاع العربي الإسرائيلي؛ هو
النزاع الشرق أوسطي، وأن القضية الفلسطينية وهي مصدر الهزات"، زاعما أن هذه المفاهيم
انهارت مع نشوب الربيع العربي، الذي ارتبط بشكل هامشي بالقضية الفلسطينية والصراع العربي
الإسرائيلي.
وأكد
الخبير الإسرائيلي، أن "التركيز على القضية الفلسطينية، حين تقف واشنطن وحلفاؤها
العرب أمام تهديدات ومخاطر أشد وأثقل، تمس بالردع الأمريكي وبمكانة أمريكا الإقليمية
والعالمية"، زاعما أن المبادرات الأمريكية "شجعت على الإرهاب".
ويزعم أيضا، أن المبادرات الأمريكية "أقيمت على أساس معادلة غير أخلاقية بين المعتدي العربي أو الفلسطيني
وبين الضحية الإسرائيلي؛ بين الإرهاب الدولي، وبين الطراز الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب"،
مضيفا: "بين إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، وبين الفلسطينيين حلفاء أعداء واشنطن
وخصومها".
وبين
أتينغر، أن "كل مبادرات السلام ألزمت الفلسطينيين بإحاطة الولايات المتحدة، ولهذا
فقد أبعدت الحل ومست بواشنطن"، وفق قوله.
وحيال
"الفشل المنتظم للمبادرات الأمريكية، وقف الدور عديم البديل للولايات المتحدة
في تحقيق اتفاقات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن، إلى جانب مساهمتها في تحقيق التعاون
بين إسرائيل والدول العربية المؤيدة لأمريكا في الخليج".
وقال
الخبير الإسرائيلي: "يجدر بالولايات المتحدة أن تستوعب دروس مبادرات الماضي، وأن
تمتنع عن عرض مبادرات مشابهة، ومن الأفضل لها أن تستخدم نفوذها لتحقيق مبادرات إستراتيجية
مباشرة بين إسرائيل وجيرانها (الدول العربية)، بحيث تقلص هزات الشرق الأوسط وتحقق أمنها
القومي".