يتخوف المصريون من فشل المسؤولين المعنيين في بلادهم من الحصول على حق بث مباريات فريق المنتخب المصري في المونديال، رغم حصول بلدان عربية أخرى على حقوق بثها، في حين لم تتمكن مصر حتى الآن من ذلك.
في الوقت الذي لم تتمكن فيه الدولة المصرية حتى الآن في الحصول على حق بث مباريات منتخبها بكأس العالم؛ انطلقت دعاية قناة "مكان" الإسرائيلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي داعية المصريين لمشاهدة مباريات المونديال وخاصة الفرق العربية الأربعة المشاركة مصر والسعودية وتونس والمغرب.
ويراود حلم مشاهدة كأس العالم ملايين الشباب من المصريين الذين لم يروا مسبقا منتخب بلادهم في المونديال والذي عاد للبطولة العالمية بهذه النسخة بالمشاركة الثالثة له بعد غياب دام 28 عاما، ويخشى المصريون أن يصبح هذا الحلم سرابا مع اقتراب موعد انطلاق البطولة في 14 حزيران/يونيو المقبل في روسيا.
وعلى الرغم من إعلان القناة الإسرائيلية وتأكيد قناة إثيوبية بث مباريات المونديال عبر القمر "نايل سات"؛ فقد قطعت ثلاث جهات مصرية بعدم الحصول على حق بث مباريات مصر عبر القنوات الأرضية حتى الآن.
وأكدت مصادر في الهيئة الوطنية للإعلام، في تصريحات صحفية قبل أيام، أنه لا توجد مفاوضات حاليا مع "فيفا"، لحصول التلفزيون المصري على حق بث المباريات.
"تكاليف طائلة"
وإثر مباراة مصر والكويت الودية، الجمعة 25 آيار/مايو الماضي، اعترف رئيس اتحاد الكرة هاني أبوريدة، أنه "أصبح من الصعب إذاعة مباريات المونديال بالتليفزيون المصري"، معللا ذلك بـ"التكاليف الطائلة".
والثلاثاء 28 آيار/مايو الماضي، قطع وزير الرياضة خالد عبد العزيز، بفشل محاولات اتحاد الإذاعات العربية لشراء حق بث 20 مباراة على التليفزيون الأرضي، وقال إن وزارته أعدت البديل عبر وضع شاشات عرض بـ50 موقعا بالقاهرة.
وفي المقابل وفي 25 آيار/مايو الماضي، أعلنت قنوات "beIN sports"، عن سماحها للمغرب بنقل 22 مباراة على قناتها المفتوحة، لمنتخبها الوطني الذي يشارك بعد غياب 20 عاما، مقابل 20 مليون دولار.
والأربعاء الماضي، قال رئيس الهيئة العامة للرياضة بالسعودية تركي آل الشيخ، مبشرا جماهير السعودية التي تشارك لأول مرة منذ غياب 12 عاما عن المونديال عبر حسابه بتويتر: "انتظروا مجموعة من الأخبار التي ستسعد الوسط الرياضي على القناة الرياضية".
ويبلغ اشتراك قنوات "beIN sports"، خلال فترة كأس العالم نحو 90 دولارا (1600 جنيها مصريا) لكلا من مصر والأردن وتونس والمغرب، بينما اشتراك كاس العالم في bein Connect بـ 50 دولارا (900 جنيها).
وقال المشجع المصري أسامة محمد، (30 عاما)، إن الدولة تتركنا نهبا لأصحاب الكافيهات، التي تستغل الحدث وتفرض دفع مبالغ مالية مقابل المشاهدة لا نعرف كم ستكون هذه المرة مع غلاء الأسعار، وتلزم المشاهدين بدفع ثمن عدد من المشروبات طوال المباراة.
وحول توفير وزارة الرياضة لشاشات عرض للمباريات، تساءل في حديثه لـ"عربي21"، "وهل تكفي تلك الشاشات ملايين المصريين؟".
من جانبه أكد الكاتب والمحلل الرياضي، عمر الأيوبي، أن أمر البث لم ينته بعد، موضحا لـ"عربي21"، أن "الدولة ما زالت تحاول بكل جهدها، ولكن القائمون على قنوات "beIN sports"، صاحبة حقوق البث؛ يعاندون"، مضيفا أن "السعودية والمغرب لم يحصلا حتى الآن على حق البث".
من جانبه أشار مدير تحرير صحيفة الأهرام جمال إسماعيل، إلى أن الملف مرتبط بدفع المال للقناة صاحبة حق البث، مؤكدا أن مصر لا يمكنها تجاوز هذا الأمر، وأنه تم تغريمها من قبل 150 مليون دولار لإذاعة إحدى المباريات على القنوات الأرضية، موضحا أن عدم الدفع معناه وقف النشاط الرياضي.
وأكد الكاتب الصحفي، لـ"عربي21"، أن قناة "مكان" الاسرائيلية التي أعلنت عن حصولها على حق البث وستذيع للمنطة العربية تقوم بإذاعة وقائع المونديال على مدار دورتين عبر القمر عاموس الإسرائيلي وبالاتفاق مع "beIN sports"، موضحا أن "هذا شرعي وحق لقطر منحه لأي بلد كونها صاحبة الامتياز".
وحول ضرورة منع الشباب من الوقوع في براثن الدعاية الإسرائيلية والتطبيع معها عبر الرياضة، قال إسماعيل، إن "مصر منذ أيام حسني مبارك ترفض دفع الأموال بالرياضة وبالمقابل يدفعون في بذخ لا عائد منه".
لا محاولات بالأصل
وأشار للجانب السياسي من الملف، بقوله "ولكن هذه الأيام ونتيجة الخلافات بين القاهرة والدوحة؛ فمن الصعب جدا الاتفاق على إذاعة المباريات، لأن النظام يعتبر التعامل مع الدوحة خيانة"، واصفا إياه بـ"نظام يحتكر الوطنية".
ورفض إسماعيل، تفسر أنباء حصول السعودية والمغرب على حق البث لبعض المباريات بأنه نجاح لهما وإخفاق لمصر، مؤكدا أن " القاهرة لم تحاول من الأصل".
وأشار إلى أن المصريين منذ زمن احتكار قناةART " حقوق البث قبل "beIN sports"، كانوا يقرصنون ويشاهدون المباريات من خلال ما يسمى "الوصلة".
وأكد أن المصريين سيشاهدون المباريات عن طريق النت أو الوصلة أو المقاهي أو الشاشات الضخمة بالنوادي، مضيفا أن "المصري لايعوقه قلة المال أو خلافات الدول"، مشيرا إلى أن "حالة الاحباط عامة ولم يعد الشعب يعبأ بدور الدولة ويعلم أن الحكومة لاتهتم بما يريد وتفعل ما تريد".