نشرت مجلة "بيكيا
بادريس" الإسبانية تقريرا، عرضت فيه مجموعة من الحيل الفعالة التي يمكن
للوالدين استخدامها، من أجل تعليم أطفالهم الصبر. فخلال سنوات الطفولة الأولى،
عادة ما يكون الطفل مندفعا وغير صبور؛ لذلك يجب تدريبه على التحلي بهذه الخصلة
المهمة.
وقالت المجلة، في تقريرها
الذي ترجمته "عربي21"، إن الأطفال معروفون بافتقارهم للصبر، وهذا أمر
طبيعي، حيث إنهم في مرحلة معينة من أعمارهم يتصفون بالاندفاع وعدم التحلي
بالصبر.
وأكدت المجلة أنه من
الضروري أن يتذكر الوالدان أن هذه الخصلة لا يمكن أن ترسخ في الطفل بين ليلة
وضحاها، بل يجب عليهما بدورهما التحلي بالصبر أثناء تعليم أطفالهم قيمة الصبر. كما
أن التحلي بخصال الصبر والاعتراف بالجميل تعد من الأمور الضرورية في نشأة الإنسان،
حتى يحسن الاستمتاع بحياته وبناء علاقته بالآخرين في المستقبل.
ودون أدنى شك، عادة ما
يؤدي عدم طاعة الأطفال للوالدين والامتثال للأوامر والالتزام بالانضباط إلى شعور
الأب والأم بالإحباط والغضب. ولكن يجب إظهار قدر من الإصرار والهدوء عند التعامل
مع هذه الحالة.
وأوضحت المجلة أن الأطفال
عادة ما يرفضون القيام بالأشياء التي تطلب منهم عندما يكونون متعبين أو ليست
لديهم الحوافز القوية التي تشجعهم على ذلك. فقد يعمد الأطفال إلى رفض الاستجابة أو
الصراخ والبكاء؛ لإظهار اعتراضهم. في المقابل، تكون ردة فعل الوالدين عصبية، حيث
يقومان بالصياح أو معاقبة الطفل. وهنا تعد ردة فعل الوالدين في حد ذاتها دليلا
على أن الصبر بات صفة نادرة، وبالتالي يجب عليهما التحلي بها، ليكونا قدوة
للأطفال.
وقالت المجلة إن تعليم
الأطفال كيفية الانتظار هو تحد حقيقي، فأغلب الآباء يتجنبون الدخول في هذه
المواجهة. ولكن رغم صعوبة الأمر، من الضروري بذل جهد لمنح هذه الخصلة المهمة
للطفل، وسيشعر الوالدان لاحقا بالراحة عندما يشاهدان نتائج ذلك على أطفالهما في
المستقبل.
وعرضت المجلة مجموعة من
الأسباب التي تثبت أن تعليم قيمة الصبر للأطفال هو أمر صحي من عدة نواح، لذلك يجب
على الوالدين الشروع في زرع هذه الخصلة في أبنائهم منذ اليوم؛ فلا بد أن يتعلم
الأطفال انتظار دورهم أثناء اللعب، وانتظار الآخرين لينهوا كلامهم عوضا عن
مقاطعتهم، إلى جانب التفكير مليا قبل التحدث أو التصرف، واكتساب القدرة على مقاومة
الضغوط الاجتماعية، وحل المشاكل دون الانهيار أمام الصعوبات.
وأضافت المجلة أن الصبر
يجعل الطفل يكبر ليصبح شخصا منضبطا ويتمتع باللباقة، ويفهم ضرورة أن يعمل بجد
ويجتهد في دراسته إذا كان يرغب في تحقيق نتائج جيدة. كما أن تحلي الطفل بهذه
الخصلة يساعده أيضا على التركيز على مهمة واحدة إلى أن ينتهي منها، ويصبح لطيفا مع
الآخرين، عوضا عن الاستسلام لنوبات الغضب والعصبية.
وتجدر الإشارة إلى أن
أفضل طريقة لتعليم الأطفال الصبر هو أن يتحلى الوالدان بهذه الخصلة، حيث إن
إظهارهما للصبر بشكل واع ومتعمد أمام الأطفال، ومحادثتهم حول هذا الأمر، يجعلهم
يتعلمون أهمية هذه الخصلة وماهيتها.
كما نصحت المجلة بإعطاء
الأطفال فرصا لممارسة الصبر. فعلى سبيل المثال، إذا كان يتوجب عليهم انتظار شيء ما
في مكان معين، فيمكن تعليمهم كيفية استغلال ذلك الوقت للغناء أو اللعب. كما يمكنهم
أيضا اصطحاب دفتر ملاحظات من أجل الكتابة أو الرسم عليه أثناء انتظار دورهم في
عيادة الطبيب. فهذه الأساليب سوف تعلم الأطفال أن فترة الانتظار دائما ما تنتهي؛ لأن لكل بداية نهاية، وإذا اشتكى الطفل من الضجر، فيمكن محادثته لتحسين مزاجه.
وأشارت المجلة إلى أنه
يمكن للوالدين تدريب الأطفال على الصبر، من خلال جعلهم ينتظرون لخمس دقائق، قبل أن
يحصلوا على الأشياء التي يطلبونها في المنزل، أو اشتراط إنهاء واجباتهم المدرسية
قبل الحصول على ما يطلبونه.
وأوردت المجلة أن تعزيز
السلوك الإيجابي لدى الأطفال يتم من خلال شرح أهمية الانتظار قبل الحصول على
الأشياء التي نحبها، حيث إن تشجيعهم على الصبر وإظهار التقدير لهم سوف يجعلهم
ينجحون في هذا الأمر بشكل سحري.
وفي الختام، شددت المجلة
على ضرورة التعامل الواقعي مع الطفل، وعدم مطالبته بالتحلي بسلوكيات لا يقدر
عليها، مثل إجباره على الجلوس أثناء وقت اللعب. ففي الواقع، إن زرع قيمة الصبر في
شخصية الطفل تحتاج إلى عمل طويل المدى وتدريجي، من أجل الحصول على نتائج ممتازة.