لماذا تفقد التركيز إذا كان شخص ما ينظر إلى شاشة حاسوبك؟
وطفة هادفي ـ عربي2104-Aug-1705:30 AM
شارك
النظر الى الكومبيوتر
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن عادة يتشاركها معظم الأشخاص الذين غالبا ما يعملون أمام شاشة الحاسوب، والمتمثلة في فقدان التركيز عند وقوف رؤسائهم في العمل أو أحد زملائهم إلى جانبهم. وعموما، يشعر الكثيرون في مثل هذه الحالة بأنهم غير قادرين على الكتابة أو القيام بأي عملية بحث بشكل صائب.
وأفادت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، بأنه فور وقوف أحد الأشخاص إلى جانبنا خلال كتابة نص أو البحث عن معلومة ما أو الرد على رسالة بريد إلكتروني، نصاب فجأة بشلل على مستوى أصابعنا. فضلا عن ذلك، يبدو لنا كما لو أنهم قبضوا علينا متلبسين في جريمة ما، في الوقت الذي لم نرتكب فيه أي خطأ.
ونقلت الصحيفة ما كتبه أحد الموظفين في تدوينة، حيث أفاد بأنه "عندما يراقبني رئيسي في العمل أو أحد المسؤولين، خلال القيام بمهمة معينة؛ أشعر بأني غير قادر على العمل. فضلا عن ذلك، أشعر بأنني أفتقر للكفاءة، وغير مؤهل للقيام بالمهمة التي بصدد القيام بها". بشكل عام، تعد هذه الحالة مشتركة بين الكثيرين، إذ يشعر الجميع بالأحاسيس ذاتها التي أعرب عنها هذا الموظف. وفي الغالب، يحاول الكثيرون تخطي هذه الصعوبات وإنقاذ الموقف بطريقة أو بأخرى.
وأوضحت الصحيفة أنه في بداية الأمر يمكن أن تبدو لنا هذه الحالة مجرد هوس، لكنها في حقيقة الأمر تحدث للجميع، حتى بمجرد محاولة أحد زملائهم التطلع إلى شاشة الحاسوب أثناء قيامهم بمهمة ما. فضلا عن ذلك، يخطئ الجميع في كتابة الموضوع المراد البحث عنه في حال ألقى شخص آخر نظرة على حاسوبه.
وأوردت الصحيفة تفسير الطبيبة النفسية، جيني ميلر، في هذا الصدد، حيث أكدت أنه "عندما ينظر شخص ما إلى شاشة حاسوبك وأنت بصدد العمل، فإنه يظهر في صورة وسلطة الأب أو الأم، خاصة في حال وقف خلفك أو تعمد النظر إلى الشاشة من هذا الموقع وعلى مستوى أعلى بقليل من الكتف".
وأضافت الخبيرة أن "هذه الحالة تولد ردود فعل غير إرادية، كما تعيدنا هذه الحالة سنوات إلى الوراء، وتحديدا إلى مرحلة الطفولة. علاوة على ذلك، تشعرنا هذه الحالة بأننا أصغر سنا وأكثر ضعفا". وعموما، يخلق هذا الأمر البسيط في الظاهر شعورا بالنقص لدى الكثيرين.
وأردفت ميلر بأنه "في حال حاولنا إتمام المهمة التي نحن بصدد القيام بها في حين أن رئيسنا في العمل يراقبنا ويشاهد شاشة الحاسوب، وبادرنا بتقديم إجابات على أي سؤال من طرفه، وفي ظل الشعور الذي يتملكنا في تلك اللحظة، فستكون إجاباتنا تماما مثل إجابات الأطفال. وغالبا ما يذكرنا هذا الموقف بعملية المراقبة المعتادة من قبل المعلم أو الأب في المنزل؛ من أجل التأكد ما إذا أتم التلميذ واجباته أو اكتشاف ما الذي بصدد القيام به.
وذكرت الصحيفة أنه في اللغة السينماتوغرافية، غالبا ما يصور الأشخاص المستبدون والمتسلطون على أنهم ينظرون إلى الأشخاص نحو الأسفل؛ حتى يظهروا في صورة الشخص الأعلى مرتبة في حين يكون الطرف المقابل في موقع أكثر ضعفا. وفي الأثناء، سيبدو هؤلاء الأشخاص أقل حجما؛ بسبب الموقع الذي ينظر لهم منه.
وكشفت الصحيفة أنه عند مراقبة شخص ما لنا، عادة ما نشعر بأننا أقل قيمة منه؛ نظرا لموقع جسم كل من المراقِب والشخص المُرَاقب. ويتمثل الحل الذي قدمته الخبيرة في الوقوف بشكل مستقيم، أو عدم ترك الشخص المقابل يشعر بأنه مراقب. من جانب آخر، في حال الانزعاج من هذا التصرف، يجب إعلام زميلك في العمل أو مديرك بأنك تشعر بعدم الراحة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذه الحالة نموذج عن بعض الحالات اليومية التي نتعرض لها، والتي تعكر صفو يومنا؛ بسبب التصرفات المزعجة من قبل بعض الأشخاص. من جانب آخر، يفسر العلماء الشعور بالنقص أو الضعف عند التعرض لمثل هذه المواقف، بأنه نتيجة لحالة من الصدمة خلال مرحلة الطفولة، التي تجعل الأفراد يشعرون بأنهم ليسوا في أمان، وتولد داخلهم في بعض الأحيان عقدة النقص.