انتصار السيسي تبرعت للمرة الثانية لصالح صندوق تحيا مصر- أرشيفية
في الظهور الرابع عشر لها، منذ تولي زوجها مقاليد الحكم بمصر، قبل أقل من ثلاث سنوات، تبرعت انتصار عامر، قرينة رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، صباح الخميس، في ثاني مرة، لصالح صندوق "تحيا مصر"، الذي أسسه زوجها، ولا يُعرف مدى خضوعه لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.
وجاء تبرعها بصحبة عدد من الوزراء وسيدات أعمال وزوجات محافظين ومسؤولين وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية، بعد أن تبرعت في العام الماضي للصندوق نفسه.
وقال "المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية" إن هذا التبرع جاء في إطار المبادرة التي ترعاها قرينة السيسي بدعم التبرع لصالح صندوق "تحيا مصر".
ومن جهتها، قالت وسائل إعلام مصرية إن التبرع يأتي "كمساهمة منهن في المشروعات التي يمولها الصندوق، في إطار دعم عملية التنمية الشاملة في مصر".
وكانت انتصار السيسي قامت في نهاية عام 2016، بحملة تبرع لصندوق "تحيا مصر"، بعد ما توجهت إلى البنك الأهلي المصري لتقديم التبرعات بنفسها، دون أن يعرف أحد في المرتين حجم هذا التبرع، ولا مصدره، خاصة أنها "ربة منزل".
ودافعت وسائل إعلام مصرية عن ظهور "انتصار السيسي" الجديد، بدعوى أنها تولي اهتماما خاصا بالصندوق تزامنا مع تأكيد السيسي لأهمية تبرع المصريين لصالح الوطن، وأن هدفها هو حث المرأة المصرية على تأدية دورها في مساندة وطنها بالعمل لصالح الاقتصاد، أو التبرع لدعمه من خلال "صندوق تحيا مصر".
بكري: "محتاجين شرارة"
وأشاد الإعلامي الموالي للسلطات، مصطفى بكري، بما اعتبره "مبادرة التبرع".
وقال، في برنامج "حقائق وأسرار"، عبر فضائية" صدى البلد"، مساء الجمعة، إن هذا موقف نبيل ومحترم، وتحرك اجتماعي رائع، ودعوة لكل مصري بأن يحدث في المحافظات كافة.
وطالب بكري زوجات المحافظين والنائبات في البرلمان بدعم صندوق "تحيا مصر"، معلقا: "محتاجين شرارة.. ونحتاج إلى هذه المبادرات".
الظهور الرابع هذا العام
ومن جهتهم، لاحظ مراقبون إن عام 2017 شهد ارتفاعا في مرات ظهور انتصار السيسي؛ الذي سجل أربع مرات، كان أحدثها بداية الشهر الجاري، في أثناء استقبالها والسيسي، للرئيس الكيني أوهورو كينياتا وقرينته، بعد توقف طائرتهما بمطار القاهرة في طريقهما إلى المملكة المتحدة؛ وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها بمراسم رئاسية.
وسبق ذلك ظهورها في احتفالية المرأة المصرية، ودخولها إلى قاعة الاحتفال كتفا بكتف مع زوجها لأول مرة، كما ظهرت معه في أثناء زيارته لمدينة أسوان، في أكثر من صورة، وهما يستقلان عربة "حنطور" للتنزه.
والرابع عشر لها
ومن جهتها، وصفت صحيفة "فيتو" الموالية للسلطات، هذا الظهور لزوجة السيسي، بأنه "الظهور العام" الرابع عشر لها، منذ تولي السيسي لمقاليد الحكم في البلاد، زاعمة أن ظهورها قليل؛ مقارنة بقرينتي الرئيسين السابقين محمد أنور السادات وحسني مبارك، وذلك على الرغم من أن كلا منهم لم تسجل زوجته هذا الرقم في الظهور خلال أقل من ثلاث سنوات من حكمه.
استفهام حول "تحيا مصر"
ودعا السيسي في حفل تخرج الدفعة 108 من الكلية الحربية في 24 حزيران/ يونيو 2014، الشعب المصري للتبرع بما يستطيع للمشاركة في حل الأزمة الاقتصادية، معلنا أنه سيبدأ بنفسه بالتنازل عن نصف راتبه وممتلكاته لصالح البلاد، وبعد ساعات من انتهائه من خطابه، أعلن البنك المركزي أنه تم فتح حسابا باسم "صندوق تحيا مصر" لتلقي التبرعات.
ولم يكد يمر أسبوع، حتى أعلنت رئاسة الجمهورية، في الأول من تموز/ يوليو 2014 عن تدشين صندوق "تحيا مصر" تحت الإشراف المباشر للسيسي، "خاضعا لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، في إطار من الشفافية والمصداقية"، مؤكدة أن البنك المركزي سيعلن قوائم المتبرعين، وحجم التبرعات شهريا.
لكن لم يعرف أحد حتى الآن حجم هذه التبرعات بدقة، ولم تظهر قوائم شهرية للمتبرعين ولا حجم التبرعات، فضلا عن أنه تم استحداث مادة في قرار إنشاء الصندوق تم بها التحايل على رقابة الجهاز المركزي للمحاسبات عليه، بحسب موقع "مدى مصر".
كاتبة "اغمز بعينك" تنتقد السيسي
وفي مقابل هذا المشهد، انتقدت الكاتبة المعروفة بصاحبة مقال "إغمز بعينك يا سيسي"، غادة الشريف، سياسات السيسي في الاقتراض، ورفع الأسعار، والبذخ الحكومي والبرلماني، وذلك في مقال بصحيفة "المصري اليوم"، وتدوينة عبر صفحتها بموقع "فيسبوك".
وقالت في تدوينتها: "مرارا وتكرارا يؤكد السيسي أن هناك إجراءات حمائية لمواجهة ارتفاع الأسعار، ولا ينتج عن هذا الكلام غير أن الأسعار بتزيد أكثر".
وتابعت: "هو يقول من هنا، والأسعار تزيد من هنا.. تقولش "سيم يا أخي".
وفي مقالها بعنوان "الديون ما تصيبش مؤمن"، أشارت إلى ما تم تسريبه عن ميزانية العام المقبل من أنها ستشهد المزيد من القروض، وفي الوقت نفسه "ما زالت الحكومة مصرة على البذخ الحكومي، بل وتفتكس الأسباب لزيادته"، على حد تعبيرها.
وتابعت: "أذيعت وانتشرت تفاصيل بذخ موازنة البرلمان، ولم تعقب الدولة"، مشدِّدة على أنه "مهما جامل البرلمان الحكومة، ومهما فوتت الحكومة للبرلمان، فهناك سيف عجز موازنة مسلط على رقابهم، وسيبدأ الانهيار أمام العالم، عاجلا أم آجلا".
وتساءلت ساخرة: "إلا بقى يا حمادة لو إنت بصفتك مسؤول كبير مخضرم في شؤون البلاد السياسية فلديك قناعة أن الديون ومخاطرها ما تصيبش مؤمن، وأنك مهما تخاذلت ومشيت في طرق تزيد الطين بلة، ومهما ابتعدت عن إيجاد الحلول فأنت برضه في الآخر بقدرة قادر، وببركة دعاء الوالدين، ستفعلها، وتنجح، وأستغفر الله العظيم: هتئب بينا على وش الدنيا؟".