فيما كنتُ أستمع إلى مقطع فيديو للداعية الإسلامي خالد الجندي، على فضائية "DMC"، وهو يقول: "الله يرضى عنه الرئيس الجميل اللي خلَّى أيامنا كلها أشبه بالعيد"، كانت كنيسة بطنطا، وأخرى بالإسكندرية، تتعرضان لأسوأ اعتداء إرهابي، خلّف في الأولى ـ حتى كتابة هذا المقال ـ 25 قتيلا مسيحيا.. وفي الثانية 10 من بينهم ثلاثة ضباط شرطة، ورئيس محكمة شبين الكوم.
المفارقة ـ هنا ـ لا تحتاج إلى "كتالوج" ليشرح تفاصيلها، والمترفون الذين يرفلون في ملايين فضائيات السلطة، لم يصِبهم التبلد وسماكة الجلود وحسب منذ زمن، وإنما مبلغ من البجاحة في الكذب والتضليل، يجعل من مسيلمة الكذاب، بالنسبة لهم، تلميذا خائبا.
علينا ـ بالذوق أو بالعافية ـ أن نسلم بأن أيامنا ـ كما قال فضيلة الشيخ ـ كلها "أعياد". هكذا جعلها السيسي!.. حتى لو قتل الفقر والجوع والفساد والإرهابيون عشرات المصريين يوميا، ونواري في الثرى على مدار الساعة، فلذات أكبادنا من ضحايا الإرهاب الأسود؛ من المسلمين والمسيحيين.
وطالما أيامنا كلها "أعياد".. فعلامَ الشكوى؟! إنه "البطر" على "نعمة" الزعيم المفدى، وكفى بها نعمة. وطالما أننا نتقلب في جنات "الأعياد" يوميا، فعلينا أن نُقبل أيدينا "وش وظهر"، ونُقبل أيضا يد "أفندينا"، ولا نسأله عما يفعل، ولو هُجّر المسيحيون من بيوتهم في سيناء، وقُتلوا بالعشرات في كنائسهم بالدلتا.
المدهش أن الرئيس في أثناء مشاركته في مراسم تشييع ضحايا "بطرسية" العباسية يوم 13 /12 /2016.. قال: "اوعوا تقولوا إن اللي حصل خلل أمني"؟! ولم يسأل أحد الرئيس: طالما أنه ليس خللا أمنيا.. فماذا نسميه؟! إبداعا أمنيا مثلا؟
العبارة كانت تعني أنه لن يُحاسب أحدا، فعلامَ الحساب؟ والرئيس "شايف" إنها ليست خللا أمنيا؟! وطُويت الصفحة، ووُضعت نقطة ومن أول السطر! لأن الانتحاري الذي أعلن عن اسمه الرئيس، قُتل ودُفن معه الملف بالكامل! فلا يوجد متهم حي لاستجوابه، ولا يوجد "خلل أمني" كما قال الرئيس.. فيسدل الستار ولا يعاد إزاحته أبدا.
المفزع؛ أنه في كل الحوادث الإرهابية المروعة التي وقعت في الأعوام الثلاثة الأخيرة، لم يخضع بشأنها مسؤول واحد للتحقيق.. وتكتفي السلطة، بإذاعة الأغاني الوطنية.. وأفلام تسجيلية من قبيل المتاجرة بآلام أهالي الضحايا، ولإبراق رسالة طفولية وشديدة التفاهة تقول: إن الإرهاب وحش! وكأنه يوجد انقسام وطني بشأن ما إذا كان الإرهاب وحش ولا حلو!
ولا ندري ما إذا كانت مهمة الرئيس الدستورية، هي حماية المقصرين والمهملين من رجاله، أم حماية الشعب من الإهمال والإرهاب. سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت المساكين والغلابة من المسيحيين وهم يؤدون صلواتهم في الكنائس، تضع الرئيس أمام خيارين: إما أن تحاسِب وإما أن تُحاسَب؟!
خالص التعازي لأهالي إخواننا من المسيحيين والمسلمين الذي قضوا في الحادثتين، وربط الله تعالى على قلوب آبائهم وأمهاتهم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصريون المصرية
2
شارك
التعليقات (2)
عبدالله العثامنه
الإثنين، 10-04-201707:58 ص
المصريون، نحن نموت؛ السيسي، وانا اعيّط.
ابو احمد
الإثنين، 10-04-201707:38 ص
حسبنا الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون تعازينا لكل المصريين