مقابلات

قيادي بنداء تونس يتحدث لـ"عربي21" عن الحزب والانتخابات

توقع الخماسي فشل كل التجارب التي تسعى لتكون "بديلا" عن النداء- أرشيفية
توقع الخماسي فشل كل التجارب التي تسعى لتكون "بديلا" عن النداء- أرشيفية
قال القيادي بحزب نداء تونس، عبد الرؤوف الخماسي، إن حزبه الفائز في انتخابات سنة 2014 بصدد إعادة هيكلة نفسه من الدّاخل؛ حتى يكون مُستعدّا للمراحل السياسية القادمة.

وفي هذا السياق، قال الخماسي إن مُحسن مرزوق، الأمين العام السابق لحزب نداء تونس، الذي انشق عن الحزب وشكّل حزبا جديدا، "صفحة طُويت"، مُؤكّدا أن الحزب الجديد يشهد بدوره انشقاقات وتصدّعات.

كما اعتبر الخماسي أن الهيئة التسييرية التي أعلنت منذ أيام عن طرد المدير التنفيذي للحزب، حافظ قائد السبسي"، هي "مجموعة صغيرة بعيدة عن هياكل الحزب" وكتلته النيابية، وأنه تم تضخيمها إعلاميا.

وذكر الخماسي أن نداء تونس سيدخل الانتخابات البلدية بقوائمه الخاصة، وأنه لن يمضي في أي تكتلات أو جبهات انتخابية، رغم توقع بأن تتواصل تجربة التوافق السياسي مع حركة النهضة، واصفا إياها بالفريدة.

ويشار إلى أن البرلمان التونسي أقر الثلاثاء قانون الانتخابات البلدية، ويتضمن بندا يسمح بإشراك القوات الحاملة للسلاح (الجيش والأمن) في هذه الانتخابات، وذلك بعدما تخلت حركة النهضة عن اعتراضها السابق على هذا الأمر، وهو ما يسمح بإجراء الانتخابات خلال هذا العام، وفق الهيئة المستقلة للانتخابات، التي طالبت مرارا بالانتهاء من القانون بعد تأخر ناجم عن عدم الاتفاق على النقاط الخلافية.

وفيما يلي نص الحوار:

إعادة هيكلة

* كيف تقيمون الأوضاع داخل نداء تونس بعد انشقاق محسن مرزوق ومعه تقريبا ثلث الكتلة البرلمانية. وبرز اليوم شق الهيئة التسييرية التي تقول إنها الممثل القانوني للحزب، بل وأعلنت تحولها لهيئة إعداد لمؤتمر النداء، وأعلنت عن طردها لحافظ قائد السبسي، بالإضافة إلى المفاوضة باسم الحزب داخل المولود الجديد، هيئة الإنقاذ.. إلى أين يسير حزب نداء تونس؟

- نداء تونس حاليا هو بصدد إعادة هيكلة نفسه من الداخل وإعادة النشاط لمكاتبه المحلية في كلّ مناطق الجمهورية، وبالخارج كذلك. هي فترة عادية في تاريخ حزب أُنشئ سنة 2012، وكان تركيزه الكُلِّي على الانتخابات التشريعية والرئاسية، وفاز بهما الحزب الذي كان عبارة عن ماكينة انتخابية بقيادة مؤسسه الأستاذ الباجي قايد السبسي.

حاليا، نحن بصدد مأسسة الحزب وإعادة النشاط لمكاتبه (..)؛ ليكون مستعدا للمراحل السياسية والانتخابية القادمة، ويكون أقوى سند لحكومة الوحدة الوطنية.

أما بالنسبة لمحسن مرزوق، فهو صفحة من تاريخ نداء تونس طويت، وقد أسّس حزبا منذ سنة، وداخله العديد من التصدعات والانشقاقات.

أمّا في ما يخصّ ما يسمّى الهيئة التسييرية، فهم مجموعة صغيرة بعيدون كلّ البعد عن هياكل وكتلة نداء تونس، وتمّ تضخيمها إعلاميّا لا غير. وخير دليل على ذلك أنّ نداء تونس يعدّ قاطرة حكومة الوحدة الوطنية، بينما هم يتشاورون مع جبهة في المعارضة.

نداء تونس مرّ بفترات صعبة، وهو الآن يشّق طريقه ليرّكز مؤسساته بطريقة ديمقراطية ليلبّي تطلّعات وانتظارات منخرطيه ومسانديه.

* في ظل هذا الوضع الداخلي غير المستقر منذ انتخابات 2014، هل أنتم مستعدون للانتخابات البلدية؟

- نداء تونس، رغم كلّ الفترات الصعبة التي مرّ بها، يبقى هو الحزب الأوّل في كلّ استطلاعات الرأي في تونس. ونحن حاليا بصدد التحضير الجيّد لهذه المحطة الانتخابية، التي تختلف طريقة إدارتها عن الانتخابات التشريعية أو الرئاسية.

جبهة الإنقاذ 

* ما هو موقف نداء تونس من جبهة الإنقاذ، خاصة في ظل ما روج مؤخرا عن محاولتها لعب دور البديل لحزب النداء الذي يعتبره رضا بلحاج قد انتهى، وفق التسريب الأخير لمحضر الجلسة الذي جمعه بأحد الدبلوماسيين الإماراتيين؟

- بطبيعة الحال، في إطار الانتقال الديمقراطي، هناك العديد من الجبهات التّي تتشكل، خاصة من طرف أحزاب تعتبر شعبيتها صغيرة داخل الشارع التونسي، وذلك في محاولة منها للتموضع داخل المشهد السياسي، وذلك بعد فشلها في ذلك بصفة فردية. ونحن نشجع طالما يساهم ذلك في تدعيم الديمقراطية الناشئة التي تعيشها تونس.

أمّا في ما يخصّ من يعتقد أنّه سيكون البديل لنداء تونس، فمصيره الفشل، كما حصل لسلفه محسن مرزوق. وكلّ من خرج على الخطّ الذي أُسِّس على أساسه نداء تونس من طرف الأستاذ الباجي قايد السبسي خلُص إلى نتائج سلبية ومخيّبة لآمالهم.

نحن توّجهنا وطني داخل نداء تونس، ولا نريد حتى التعليق على من يريدون التواصل مع دبلوماسيين أجانب في تونس، مهما كانت جنسياتهم. مقر نداء تونس ومديره التنفيذي حافظ قايد السبسي معروفان، وإن أراد الحزب التواصل مع أيّ طرف سيكون ذلك علنيا ومبرزا إعلاميا، ونحن لا نُخفي شيئا، سواء على مناضلي الحزب، أو التونسيين بصفة عامة.

قوائم الانتخابات البلدية

* في ظل انطلاق ولادة تكتلات انتخابية من جنس جبهة الإنقاذ وتكتلات أخرى قد تظهر في القريب.. ألا تفكرون بدوركم في خلق تكتل انتخابي مماثل.. مع حركة النهضة مثلا؟

- نداء تونس سيدخل الانتخابات البلدية القائمة بقوائمه دون تكتلات أو جبهات، وهو ما تمّ الاتفاق عليه داخل الهيئة السياسية.

التوافق السياسي

* فيما يتعلق بشريككم في الحكم، حركة النهضة.. المتابع لتحركات الغنوشي ما قبل مؤتمر الاستثمار، وحتى الزيارات الأخيرة للجزائر، يلاحظ بيسر وجود تنسيق عال بين الغنوشي والسبسي.. هل تؤكدون هذه الصورة؟ وهل سيصمد التوافق بين الحزبين في ظل إعادة تشكل المشهد السياسي التونسي؟

- التوافق من أجل المصلحة العليا لتونس، سواء كان ذلك بجلب المستثمر الأجنبي أو القضايا الإقليمية، هي محبذة داخل الدوائر السياسية، خاصة إن كان ذلك بين من هم متشاركون في الحكم. وطالما أنّ تقديم مصلحة الوطن على الأحزاب هو أساس التوافق، فإنّنا متأكدون من تواصل هذه التجربة الديمقراطية الفريدة التي تعيشها تونس داخل توترات وصراعات كبيرة تعيشها المنطقة.

مشاركة القوات الحاملة للسلاح

* موضوع الانتخابات البلدية هو موضوع الساعة اليوم في تونس. ما هو موقفكم من إشراك القوات الحاملة للسلاح في الانتخابات البلدية والجهوية؟

- نحن عبّرنا من قبل عن أنّنا مع إشراك القوات الحاملة للسلاح في الانتخابات البلدية والجهوية، وذلك نظرا لأنّها تختلف عن الانتخابات التشريعية والرئاسية، ومن حقّ أفرادها اختيار من سيمثّلهم في جهاتهم، إضافة إلى أنّه منذ تأسيس القوات الحاملة للسلاح لم تكن لهم مشاركة في الحياة السياسية، وهو ما ندعمه، لكن يجب علينا عدم حرمانهم من حقّ المواطنة في انتخاب ممثليهم في الجهات.
التعليقات (0)