سياسة عربية

ما صحة خبر وجود "بلبل" ثورة سوريا على قيد الحياة؟ (صورة)

جانب من الاحتجاجات في مدينة حماة عام 2011 خلال قيادة "بلبل الثورة" لمظاهراتها- شبكة شام
جانب من الاحتجاجات في مدينة حماة عام 2011 خلال قيادة "بلبل الثورة" لمظاهراتها- شبكة شام
أثارت مجلة "جي كيو" البريطانية في تقرير تفصيلي لها تطرق إلى جدلية بقاء حياة "بلبل الثورة" السورية إبراهيم القاشوش الذي انتزعت حنجرته على يد النظام السوري في تموز / يوليو 2011 في مدينة حماة السورية، العديد من الأسئلة حول صحة الأنباء التي تحدثت عن بقائه على قيد الحياة.

التقرير الذي قامت بنشره المجلة على موقعها الالكتروني وقامت "عربي21" بترجمة أجزاء كبيرة منه، فندت فيه أن يكون مغني الثورة السورية هو إبراهيم القاشوش، وبأن الأخير قتل للاشتباه بالهتافات ضد بشار الأسد التي تحولت فيما بعد إلى أيقونة الثورة السورية كما وصفها مراقبون وأشهرها :"ويلا ارحل يا بشار".

المغني الحقيقي 

وأشارت المجلة إلى أن المغني الحقيقي يدعى عبد الرحمن فرهود وفقا لمصدر حقوقي سوري يقوم بالتقصي عن مثل هذه الحالات.

وقالت الصحيفة إن المعارضين للأسد كذبوا في روايتهم لأنهم اعتقدوا أن ذلك مفيد للمغني الأصلي.

وأشارت المجلة أيضا إنه في النهاية استطاعت التواصل مع أحد مصادرها من خلال موقع "سكايبي" حيث تحدثت مع فرهود بلكنة إنجليزية مكسرة.

ونقلت المجلة عن فرهود كيف بدأ كمغني للاحتجاجات، حيث قال إن ذلك حدث بالصدفة، وبأنه بدأ في شهر آذار/ مارس لعام 2011 بالتظاهر.

فرهود الذي كان يدرس الاقتصاد في جامعة بسوريا، كان يعمل في البناء عندما شاهد مظاهرة تصل ساحة العاصي في 10 من شباط/ فبراير لذات العام وكانت أول مظاهرة شارك فيها.

وقال فرهود إن الناس بدءوا بالضجر من ذات الشعارات السياسية التي ظهرت بشكل يومي ومتكرر، لذلك هم احتاجوا إلى قائد.

ويضيف أيضا:"قمت بكتابة بعض القصائد على ورق لحملها في المظاهرات الليلية وغنائها، والتي كان أولها "يلا ارحل يا بشار" واستمر ذلك منذ نهاية شهر شباط إلى تموز لعام 2011.

الخوف والهرب

ويشير فرهود أنه في ذلك الشهر شاهد أنباء على التلفاز تتحدث عن مقتله وعرضت أغانيه، حيث شعر بالخوف وخلال ربع ساعة انتشر الخبر على جميع القنوات العالمية ويضيف:" كنت أستمع إليهم وأعتقد ان ذلك سبب لي مشكلة.

ويقول فرهود بعد ذلك أنه شاهد فرحة أنصار النظام بمقتله بسبب شتمه للأسد من خلال الأغاني، حيث قرر الهرب ومغادرة البلاد.

ووجهت المجلة سؤالا لفرهود :"إذن من هو إبراهيم القاشوش؟ حيث أجاب على ذلك بالقول إنه غير معروف بتاتا، ولا أحد يعرف قصته".

ونقلت المجلة عن المحقق السوري الحقوقي قائلا أن القاشوش كان عضوا في الأجهزة الأمنية السورية، وبأن الثوار قاموا بقتله لأنهم اعتقدوا أنه مخبر للنظام السوري.

النظام قتل قاشوش

من جهته نفى عدد من النشطاء رفضوا الكشف عن أنفسهم أن القاشوش لم يكن مخبرا للنظام السوري، وإن قصة قتله من قبل المعارضة هي كذب.

وأضافت المصادر في حديث مع "عربي21" إن النظام السوري اعتقد أن القاشوش هو "بلبل الثورة" فقام بقتله بالطريقة البشعة.

وذكر المصدر ذاته أن قصة "بلبل الثورة" الحقيقي الذي هرب من سوريا بعد انتشار أخبار مقتل القاشوش معروفة منذ سنوات ولكن النشطاء فضلوا عدم الحديث في الموضوع لحساسيته الشديدة.

وفضلت عدد من المصادر من النشطاء السوريين في أوروبا عدم الحديث عن الموضوع أو التعليق عليه.

ويقول عبد الرحمن فرهود في مقابلته إنه بعد مغادرته حماة وصل إلى لبنان، ومن ثم إلى تركيا، وعاد مجددا إلى إدلب شمال سوريا مع عدد من أصدقائه حينها وقع في أسر تنظيم الدولة، وقال إنه تم تعذيبه بطريقة بشعة وبقي في الأسر لمدة سبعة أيام قبل أن يتم إطلاق سراحه.

ويضيف أيضا:" كنت قلقا من أن يعرفوا أنني مغني الثورة".

ويختم حديثه قائلا بأن ذلك كان آخر عهده في سوريا، حيث وصل إلى تركيا وعمل فيها، وفي شهر تشرين أول/ أكتوبر 2015 غادر مع آلاف السوريين إلى أوروبا وهو الآن في بريطانيا حيث قدم لجوءا سياسيا فيها.


عبد الرحمن فرهود



إبراهيم القاشوش
1
التعليقات (1)
رضوان
الخميس، 29-12-2016 09:16 م
فرهود كذاب