إعلاميون وصحف مصرية قالوا إن زيارة الوفد السعودي لسد النهضة وصلت إلى مرحلة الانتقام- أرشيفية
زاد إعلاميون وصحف مصرية وأعضاء مجلس نواب من حدة هجومهم على الدبلوماسية السعودية بصورة ملفتة مؤخرا، امتدادا لسياسة التصعيد الثنائية منذ بداية الخلاف بين الطرفين.
وفي آخر جولات التصعيد الإعلامي بين الجانبين فتحت صحف وإعلاميون ونواب برلمان النار على الرياض بسبب زيارات مسؤوليها المتكررة في الآونة الأخيرة للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وقيامهم بزيارات ميدانية لسد النهضة مدار الجدل بين مصرر وأثيوبيا .
وكان وفد سعودي برئاسة المستشار في الديوان الملكي أحمد بن عقيل أتم زيارة إلى إثيوبيا تضمنت سد "النهضة" الجمعة الماضية، ما اعتبر رسالة مكايدة سعودية ساخنة للقاهرة، دفعت بوسائل إعلام ونواب لوصفها بـ"التجاوز السعودي للخطوط الحمراء في العلاقة مع مصر".
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن وكالة أنباء "الأناضول" التركية، أن المستشار بالديوان الملكي للعاهل السعودي، وزير الصحة السعودي السابق، أحمد بن عقيل الخطيب، قد زار سد النهضة، أثناء تواجده بالعاصمة أديس أبابا، الجمعة، بغرض "الوقوف على إمكان توليد الطاقة المتجددة"، حيث استقبله مدير المشروع، سمنجاو بقلي.
وفي السياق نفسه، كشف التلفزيون الأثيوبي أن المسؤول السعودي التقى رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ميسالين، واتفقا على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
ودعا ديسالين السعودية إلى دعم مشروع سد النهضة "ماديا"، والاستثمار في إثيوبيا، بينما قال الخطيب، وفقا لـ"الأناضول"، إن "السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانات هائلة تمكن البلدين من العمل معا في تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بينهما".
وتُعد زيارة الخطيب لإثيوبيا الثانية لمسؤولين سعوديين خلال أيام، بعد زيارة الأسبوع الماضي، لوزير الزراعة السعودي عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، فيما تتخوف القاهرة من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب).
الوطن: تجاوز للخطوط الحمر
وفتحت الزيارات المتكررة لمسؤولين سعوديين لإثيوبيا باب الهجوم من قبل سياسيين ونواب وإعلاميين محسوبين على السيسي، معتبرين تلك الزيارات مكايدة لمصر، وتجاوزا للخطوط الحمر.
ونقلت صحيفة "الوطن"، عن نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، هاني رسلان، قوله إن "زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، إلى سد النهضة الإثيوبي، لها بعد سياسي، وإشارة إلى القاهرة، بأن المملكة دخلت في مرحلة جديدة من العلاقات، وأنها تجاوزت الخطوط الحمراء كافة، وتقف مع أديس أبابا في قضيتها ضد القاهرة"، وفق وصفه.
وأضاف أن المملكة بزيارة الوفد الرفيع المستوى وصلت إلى مرحلة الانتقام، ردا على تفسير خاطئ من الرياض أن السيسي تخلى عن السعودية في مواقفها ضد النظام السوري، وهو تفسير غير عاقل وغير متزن ويعكس حالة من اليأس وفقدان البوصلة، على حد قوله.
وأكد رسلان أن الخطوة التي اتخذتها المملكة نحو تعزيز العلاقات مع إثيوبيا في قضية بهذه الخطورة، وتمس كل الشعب المصري، تشير إلى أنهم لا يقدرون المواقف بشكل صحيح، وأن تحركاتهم غير محسوبة، وأنهم فقدوا الاتزان خاصة مع سياسة محمد بن سلمان، التي تتسم بالرعونة في تناول القضايا الخارجية، حسبما قال.
من جهتها نقلت صحيفة "فيتو" عن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور طارق فهمي، قوله إن زيارة مستشار خادم الحرمين لإثيوبيا تأتي في إطار المكايدة السياسية ضد مصر، خاصة في ظل الخلافات مع إثيوبيا؛ بسبب سد النهضة.
وأضاف فهمي أنه تمت زيارة منذ ثلاثة أسابيع من رئيس وزراء إثيوبيا إلى السعودية، بالإضافة إلى دور أشهر رجال الأعمال السعوديين، وهو محمد حسين العمودي، باستثماراته في إثيوبيا، مستدركا: "لكنني أتشكك في قيام السعودية باستثمارات كبيرة هناك لأنها تعاني من مشكلات مالية".
وتابع: "مساعي التقارب بين القاهرة والرياض توقفت بعد زيارة السيسي للإمارات، وتمسك الموقف المصري بدواعي الأمن القومي".
ومن جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية السابق والقيادي بالتيار الشعبي، السفير معصوم مرزوق، أن زيارة مستشار ملك السعودية، وإطلاق شارة بدء التعاون الزراعي، وفي مجال الطاقة، يعد مظهرا من مظاهر دبلوماسية المكايدة، مشيرا إلى أن هذه المضايقات لابد أن يرتقي عنها العمل العربى مهما كان خلاف الدولتين.
وأكد "مرزوق" في تصريحات صحفية، الأحد، أن العلاقات بين مصر والسعودية تحتاج إلى مراجعة، وليس إلى صب النار على الزيت وهنا يأتي دور العقلاء في البلدين لتفعيل دور الدبلوماسية لترطيب العلاقات، وحل نقاط الخلاف، وفق قوله.
حساسين: "السعودية عاوزة إيه؟"
وعلى صعيد الإعلاميين الموالين للسيسي، استنكر عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، سعيد حساسين، زيارة مستشار العاهل السعودي إلى سد النهضة، متسائلا: "السعودية عاوزة ايه؟".
وأضاف حساسين، لدى تقديمه برنامج "انفراد"، عبر فضائية "العاصمة"، مساء الجمعة: "هل زمن الوحدة العربية انتهى؟"، مردفا أن السفير السعودي في القاهرة دائما ما يشيد بالعلاقات المصرية السعودية، ولكن السعودية تفعل عكس ذلك، قائلا: "أسمع كلامك أصدقك.. أشوف (أرى) أفعالك أتعجب".
السيسي في أوغندا ليوم واحد
إلى ذلك، غادر رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مصر، فجر الأحد، متوجها في زيارة رسمية إلى أوغندا، لمدة يوم واحد.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، علاء يوسف، بأن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، في إطار انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات.
4
شارك
التعليقات (4)
عراقي عربي اكره ايران المجوسية
الأحد، 18-12-201610:41 م
مهما حصل من سوء في العلاقات العربية - العربية فلا يجب علينا توجيه الطعنات عرب ضد عرب فان كانت سياسات السيسي تخرج عن اطار الامانة للعرب ولقضايانا وخاصة فيما يحصل في سوريا والتي يتوجب علينا كعرب الالتفاف صفا قويا واحدا خلف الثورة السورية متمثلة بشعبنا السوري الرافض لبشار الاسد وحلف الروافض وخنازير روسيا فهذا لايعني اننا يجب ان نحارب مصالح الشعب المصري وخاصة المصيرية منها بسبب خلافنا مع زعيم الانقلاب السيسي.
قاسم - اربد
الأحد، 18-12-201610:12 م
وان كانت العلاقات المصرية السعودية على غير ما يرام لا يحق للسعودية ان يزور مسئولوها اثيوبيا المتأثر من السد الشعب المصري وليس قائد الانقلاب عمل غير محمود من السعودية وهذا يزيد الانشقاق بين البلدين والحقيقة كأنهم أطفال صغار هذا يذهب لإيران وهذا يذهب لاثيوبيا اصبحوا مهزلة العالم وإسرائيل تبتهج ابتهاجا الة ما وصلت العلاقة بين العرب الى هذا الحد الساسة العرب فاشلون ومن الأفضل لهم ان يذهب هؤلاء
الى بيوتهم وترك شعوب الوطن العربي تخطط لوحدها .
علي
الأحد، 18-12-201606:01 م
الذي يلعب مع السعوديه يتعب
ابن الجبل
الأحد، 18-12-201603:52 م
مصر تتسائل :هل زمن الوحدة العربية انتهى؟ السؤال وقح فالدولة المصرية كانت سبَّاقة في هدم الوحدة العربية،وبدأت في عصر السادات حيث جرى كالكلب الجبان الى حضن إسرائيل،والآن يقوم السيسي بالتحالف والتواطؤ مع اسرئيل والشيعة والعلوين،مما يضر السعودي وللمحافظة على كيانها بتقوية العلاقات مع تركيا واثيوبيا،وبهذا تمنع الدولة المصرية من ابتزازها وابتزاز دول الخليج لسلبها ايراداتها البترولية (الرز) .