ملفات وتقارير

هل يستمر الهدوء بين الدولة الأردنية والإخوان؟

المخاوف موجودة من قدرة قوى الشد العكسي بالدولة على إعادة  التأزيم- أرشيفية
المخاوف موجودة من قدرة قوى الشد العكسي بالدولة على إعادة التأزيم- أرشيفية
عاد الهدوء من جديد ليسيطر على علاقة الدولة الأردنية بجماعة الإخوان المسلمين بعد فترة تأزم عاصفة، انتهت بنعت الجماعة بـ"غير المرخصة" وإغلاق مقرها العام والعديد من فروعها بالمحافظات.

وباستثناء حادث رفض الحاكم الإداري الجديد لمدينة العقبة حاكم المحاميد، تنفيذ قرار المحكمة الإدارية العليا القطعي تسليم مفاتيح مقر حزب جبهة العمل الإسلامي لرئيس فرع الحزب، فإن العلاقةلالم تسجل أي توتر أو تصعيد منذ إعلان نتائج الانتخابات وبروز أسماء الفائزين.

وترى أوساط متابعة أن قرار الجماعة بالمشاركة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حاز فيها تحالف "الإصلاح" المدعوم من الجماعة، على 17 مقعدا من أصل 130، شكلت نقطة تغير رئيسة بطريقة تعاطي الدولة مع الجماعة وفقا للمعطى الجديد، فضلا عن اشتعال حرائق المنطقة واشتداد المواجهة الإقليمية مع تنظيم الدولة.

بيد أن رأيا آخر اعتبر أن حالة الهدوء السائدة بين الدولة والجماعة، مفادها حاجة الأولى لوقت مستقطع لترتيب أوراق ما بعد الانتخابات البرلمانية، لتعود لاحقا لتفعيل واستكمال إجراءات التصعيد والإقصاء دون اعتبار منها لمعطى دخول الجماعة البرلمان الجديد.

في أحاديث الصالونات السياسية، ثمة من يرجع حالة الهدوء لتبلور قناعات لدى العديد من دوائر الدولة بفشل سياسة المواجهة والإقصاء، لإحداث تصدعات رأسية داخل جسم التنظيم الذي أثبت تماسكا وحيوية أثناء فترات ما قبل وأثناء الانتخابات.

ولم تفض سياسة الضغط إلا لتعزيز مواقع وأفكار التيارات المتشددة بالمجتمع، والتي تحركت على شكل هجمات مميتة طالت ضباطا في مقر مخابرات البقعة، وآخر أدى لمقتل الكاتب ناهض حتر.

يضاف إلى ماسبق الحضور الضعيف وانكشاف حجم الجماعة الجديدة المدعومة والمرخصة من الحكومة، وفشلها في تقديم رؤيتها للشارع الذي أسقطها بالانتخابات.

وبقياس الحالة العامة، يبدو أن الطرفين في حالة معالجة ودراسة جديدة للتعاطي مع الآخر، معالجة تفضي لوقف التصعيد الرسمي وفتح قنوات حوار واتصال جديدة من طرف الجماعة، وأخرى توفر للدولة الحد الأدنى من المعارضة المعقولة البعيدة عن التصعيد العالي.
 
أما بلغة المآلات القريبة والمتوسطة، فيمكن الحديث عن فترة هدوء إيجابي قادمة بين الدولة والجماعة، قد تجرى فيها إعادة ترميم العلاقة وفق أسس جديدة، دون استبعاد احتمالات العودة للتصعيد  في حال تمكن قوى الشد العكسي داخل الدولة من إحكام السيطرة وإعادة دفة التسخين من جديد.
 
0
التعليقات (0)

خبر عاجل