مقالات مختارة

انطلاق معركة الموصل والأسئلة الصعبة

1300x600
1300x600
أعلن العبادي انطلاق معركة الموصل، مطلقا العنان للهواجس والتكهنات حول مسار المعركة وما يليها عسكريا وسياسيا. المعركة ستدور رحاها من أربعة محاور، يشرف على أحدها الجيش العراقي والمليشيا المرافقة له، في حين يندفع الأكراد من ثلاثة محاور، ليبقى المحور الخامس باتجاه سوريا متاحا لانسحاب قوات داعش نحو الأراضي السورية.

الأسئلة معلقة حول حقيقة هذه الثغرة؛ فمن المتوقع أنها ستخضع لضربات انتقائية على الأرجح من قبل الطيران الأمريكي وطيران قوات التحالف، وقد تستغلها روسيا للانخراط في المعركة الجوية.

ثغرة تخفف من رغبة داعش في القتال، إلا أنها في الوقت ذاته مصيدة كبيرة، لا لداعش وحدها، بل لكل القوى المتصارعة في الساحة السورية، لتتدافع في أجواء سوريا من جديد؛ إذ تثير الكثير من الأسئلة حول القوات المنسحبة ووجهتها ومصيرها، ويترافق ذلك مع الانتقادات التي تقدمها وسائل إعلام وتسريبات حول وجود صفقة.

الإعلام الروسي بدأ بتقارير حول انسحاب قوات داعش دون استهداف من قوات التحالف في سوريا. ولكن، هناك سؤال مواز: ماذا عن الطيران الروسي الذي يدعي محاربة الإرهاب؟ وما هو دوره في هذه المعركة، خصوصا أن داعش لم تكن من أولوياته طوال الأشهر الماضية؟ وهل يطمح من خلال تسريباته إلى دور يمكن أن تتيحه له تطورات المشهد في الموصل؟

التفاصيل كثيرة، وكذلك التكهنات، حول مسار المعركة وما سيليها من تداعيات من ناحية سياسية أو عسكرية؟ هل ستتوافق حكومة بغداد المركزية وأربيل على الجهة التي ستدير المدينة؟ وما مصير المناطق المحررة؟ وهل ستقود المعركة إلى صدام مباشر بين البشمركة والقوات العراقية؟ وما هو دور القوات التركية؟ وما هي التداعيات السياسية لمشاركتها؟

ما هي طبيعة الدور الإيراني والأمريكي في المعركة والتسوية التي ستتبعها في الموصل؟ وهل ستشارك روسيا بالمعركة من خلال استهداف الأرتال المنسحبة؛ بحجة التقاعس الأمريكي؟ معركة الموصل تقود تلقائيا إلى تغير العناوين الرئيسية في المنطقة من الحرب على الإرهاب إلى الصراع الإقليمي؛ فمصير سكان الموصل المليونين على المحك، وأوروبا معنية بمصيرهم ووجهتهم في حال ارتكبت مجازر وعمليات تطهير.

الموصل هو المكان الذي تلفظ فيه الحرب على الإرهاب أنفاسها الأخيرة، وكذلك التحالفات التي نشأت في ضوئها، لتبدأ مرحلة جديدة وعناوين جديدة للصراع في سوريا والعراق أشد خطورة وحرجا لكل القوى الإقليمية والدولية من السابق؛ فغياب داعش سيدفع نحو البحث عن مبررات جديدة أو تفسيرات حقيقية لطبيعة الصراع الدائر في العراق وسوريا تربك التحالفات وتزيد الأمور تعقيدا.  

السبيل الأردنية
0
التعليقات (0)

خبر عاجل