دعوات لسحب الثقة من نائبة مصرية اقتحمت مسجدا لتخطب

قام عدد من أهالي دائرة إمبابة، التابعة لمحافظة الجيزة، بجمع توقيعات عدة، تطالب بسحب الثقة من النائبة بالحزب الناصري، نشوى الديب، احتجاجا على اقتحامها مسجد الهنيدي، أحد أكبر مساجد دائرتها، في وجود المصلين، عقب صلاة العشاء، حيث ألقت خطبة عن آداب معاملة الزوج والزوجة، في سابقة هي الأولى من نوعها، ما دفع المصلين إلى مغادرة المسجد.

وكشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الواقعة حدثت قبل أيام، حينما رأت النائبة أن دورها لا يقتصر فقط على إلقاء كلمة في برلمان، وأنها تحتاج للحديث إلى الناس عبر المساجد، فاستحوذت على الميكروفون، وظلت تخطب في المصلين، دون مراعاة أنه لا يجوز أن تخطب في الرجال، أو أن تؤمهم، فضلا عن ملابسها التي لا تناسب الدخول للمسجد.

وقالت صفحة "إمبابة نيوز"، عبر موقع "فيسبوك"، إن هناك ضجرا واستياء بين المواطنين من الواقعة، وتساءل أحدهم: "من سمح لها بالطلوع إلى المنبر؟"، فيما تساءل آخر: "فين إمام المسجد؟".

ووفق صحيفة "البوابة"، في عدد الثلاثاء، فلقد حدث ما لم تتوقعه النائبة، إذ طالبها الرجال الذين صوتوا لها بمغادرة المنبر، بعد أن اتهموها بأنها لم تراع تعاليم الإسلام أو احترام المسجد عندما دخلت المسجد مرتدية "بنطلونا ضيقا"، وغطاء للرأس يكشف شعرها.

نفي الوزارة

لكن وزارة الأوقاف روت الواقعة بشكل مختلف، إذ قالت إن النائبة لم تصعد المنبر، بل دخلت المسجد فقط، فغادره المصلون غضبا منها.

وبحسب "البوابة" فإنها حاولت التواصل مع النائبة إلا أنها لم تجب على هاتفها.

بينما ذكرت صحيفة "الوطن"، الثلاثاء، نقلا عن مصدر في وزارة الأوقاف أن الواقعة عارية عن الصحة، نافيا حدوثها جملة وتفصيلا، وفق الصحيفة.

غضب العلماء

وأعرب عدد من العلماء المسلمين عن غضبهم من اعتلاء النائبة للمنبر، واقتحامها المسجد، وإلقائها الخطبة.

ووصف عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد الشحات الجندي، ما حدث، بالحرام شرعا.

وقال: "ما حدث لا يجوز، وخارج عن الآداب العامة، التي توافقت عليها الشريعة الإسلامية".

وأضاف: "الشريعة الإسلامية تحترم المرأة، وتمنحها من الحقوق ما تمنحه للرجل، ولا تمنعها من الوعظ، ولكن فلتفعل ذلك مع بنات جنسها، أما أن تدخل المسجد على الرجال، وتصعد المنبر، وتريد أن تخطب فيهم، فذلك لا يجوز".

وفي السياق نفسه، قال الوكيل السابق لوزارة الأوقاف لشؤون المساجد، الشيخ فؤاد عبد العظيم، إن اعتلاء النائبة للمنبر وإلقائها خطبة أو محاضرة بعد صلاة العشاء؛ غير جائز شرعا، بحكم الدين والقانون، مؤكدا أن المساجد لم تفتح ليعتلي المنبر كل من أراد مهما كان مركزه وسلطته في الدولة، ومن خالف الأمر عليه بالحساب.

وأشار، في تصريحات صحفية، إلى أن دخول المرأة للمسجد بغرض الدعوة أو نشر فكر معين أمر مخالف، ولا يجوز، ولا نقبله، موضحا أن خطبة المرأه لباقي النساء في مسجد خاص بالنساء تجوز، أما خطبتها للرجال فأمر مرفوض ولا يعترف به.

ناصرية السيسي

ويلقب كثيرون الديب بأنها "ناصرية السيسي"، نظرا لأنها برغم كونها الممثلة الوحيدة للحزب العربي الناصري (المعارض) في المجلس، إلا أنها لم تعارض رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي يوما، وإنما تعلن تأييدها لها تماما في كل محفل.

وصرحت غير مرة بأنه رئيس لكل المصريين. ونشر لها نشطاء صورة وهي تشارك في إحدى تظاهرات الأقباط المتشددة إبان حكم المجلس العسكري، كما نشروا لها صورة أخرى وهي تلزم الصمت، لدى حضورها الاحتفال بعيد القيامة، بإحدى كنائس إمبابة.

وقد اختارها السيسي ضمن الوفد الذي التقاه بقصر الاتحادية، ضمن نخبة من فئات المجتمع وممثلي طوائفه، في نيسان/ أبريل الماضي، بحسب بيان للرئاسة.