اعتدت قوة أمنية تابعة للنظام السوري على منزل فنان الكاريكاتير السوري
علي فرزات، بالعاصمة السورية دمشق، وطال عددا من أعمال الفنية كما أكد الفنان، الذي كان ترك دمشق في العام 2011 إثر عملية خطفه من وسط العاصمة السورية، والاعتداء عليه جسديا وتهشيم أصابعه في محاولة لإسكات رسوماته الناقدة للنظام.
وأكد فرزات، في حديث لصحيفة "القدس العربي"، أن قوة أمنية يترأسها ضابط برتبة رائد، كسرت قفل المنزل، وبدّلته، ثم ترك أربعة عناصر فيه. ليجري بعدها سرقة أثاث المنزل، وخلع صناديق وخزائن وسرقة رسوم”، ناقلا عن شهود عيان أن "جيران المنزل سألوا القوة المداهمة، فجاء الجواب بأن لدينا أوامر عليا، وهذا ليس شغلكم".
واعتبر الفنان السوري ما قام به النظام "سلبطة أمام الجميع"، موضحا أن "دولة المؤسسات والقانون تلجأ عادة إلى مؤسسات قضاء مختصة، وتختم بالشمع الأحمر، أما هم صادروا البيت وينوون عرضه للبيع في مزاد علني".
مثل "داعش"
وقال الفنان المعارض، الذي خرج من دمشق، إنه بات من المعتاد من النظام السوري التحريض على الفنانين والأدباء ومصادرة بيوتهم نتيجة مواقفهم"، متسائلا: "ما الفرق بين النظام وداعش الذي يعتدي على المتاحف والتماثيل، فيما هم يكسرون أعمال الفنانين المعاصرين؟”.
وأضاف: "يبدو أن الفكر والفن يوجعهم أكثر من أي شيء آخر. علي فرزات لا يملك سوى القلم، ليس لديه سلاح ولا آربي جي".
"سريالية"
ولم يخف الفنان سخريته، حتى وهو يراقب هذا الاعتداء على أعمال عزيزة بالنسبة له، حين قال إنها "لوحة كاريكاتيرية، حين نراهم يصادرون اللوحة مع الطنجرة والمقلاية. هناك سريالية في المشهد أكثر من سريالية وكاريكاتيرية اللوحة".
يشار إلى أن فرزات تعرض مع بداية الثورة السورية العام 2011 لاعتداء من قوات النظام السوري، حيث خطف من ساحة الأمويين وسط دمشق، وضرب وهشمت أصابعه قبل أن يلقى في الطريق، وهو يعلق بالقول إن "الحادثة كان سببها النقد والرسم، بعد أن اعتبروا بعض رسوماتي التي تتناول الرئيس أو فروع الأمن تجاوزا للمحرمات. لكن الحقيقة أنهم أدركوا أننا كسرنا حاجز الخوف، ولم نعد نقبل بتأليه الأشخاص الذين قدسوهم لأربعين عاما".
وأشار الفنان إلى العديد من الحوادث المماثلة التي تعرض لها فنانون، من أمثال الفنانين جمال سليمان ويارا صبري وعبدالحكيم قطيفان ومالك جندلي وإبراهيم القاشوش، مختتما بقوله: "لا أدري إلى أين يريدون أن يصلوا. لديهم دائما هاجس معاقبة الفنان ومنعه من الرسم. يحاولون لوي يدي ومنعي من القول".