ما هو الميلاتونين؟ وهل من الممكن أن يدمنه الإنسان؟ 😮

pexels-cottonbro-6951522
CC0
  • عربي21 لايت
  • الأحد، 30-10-2022
  • 11:33 ص
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا كشفت فيه عن كيفية إدمان الميلاتونين وطرق الإقلاع سواء كنت قد استخدمته لدرء "كورونا سومنيا" الذي ظهر أثناء الجائحة أو تحولت إلى المكملات الغذائية لسنوات، فإن تناول الميلاتونين يمكن أن يصبح طقوسًا ليلية مريحة؛ تقريبًا مثل بوليصة التأمين لمن لا ينامون.

وأشارت الصحيفة الى أن تلك الطقوس فقد أصبحت بالنسبة للبعض مصدر إزعاج، فمع تزايد أعداد الأشخاص الذين يتحولون إلى استخدام الميلاتونين، والمزيد من التقارير عن تناول جرعات عالية من المكملات، قد يجد أولئك الذين يحاولون التخلي عن المكملات أن العملية أصعب مما كانوا يتوقعون. مضيفة أن هاشتاج "#melatoninaddict" على تيك توك، حقق أكثر من مليون مشاهدة؛ حيث تبادل المتفاعلون قصصًا حول الرغبة في تناول المكملات الغذائية، أو عدم القدرة على النوم بدونها.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضحت الصحيفة أن الميلاتونين لا يسبب الإدمان، وفقا لخبراء النوم وعلماء النفس؛ حيث لا يوجد دليل على أنه يمكنك الاعتماد جسديًا على المكمل، ولن تظهر عليك أعراض الانسحاب إذا توقفت عن تناوله، ولكن إذا أصبحت مقتنعًا بأن تناول الميلاتونين أمر بالغ الأهمية للنوم، كما يقول الخبراء، فقد تواجه صعوبة في التخلص من هذه العادة. مشيرة إلى ما قاله فيليب جيرمان، أخصائي علم النفس السريري في مركز "بن سليب" في جامعة بنسلفانيا: "يمكنك أن تصبح معتمدًا نفسيًا على العلكة إذا كنت تعتقد أنه يجب عليك مضغها".

ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان جينيفر مارتن، رئيسة مجلس إدارة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم وأستاذة الطب في الجامعة الأمريكية، من أن الشخص الذي يعتمد على الميلاتونين قد يشعر بالقلق من أنه لا يستطيع النوم بدونه، وهو القلق الذي في حد ذاته يجعل النوم أكثر صعوبة، مؤكدة على أن كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لقد رأت هذا النمط في عدد من المرضى.

اظهار أخبار متعلقة



إذن ماذا يجب أن تفعل إذا كنت تريد فطام نفسك عن الميلاتونين؟للإجابة عن ذلك أفادت الصحيفة أن أخصائيي النوم والأطباء حددوا ما يجب أن تعرفه عن المكملات، وقدموا بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار.

كيف يعمل الميلاتونين؟

وبينت الصحيفة أن الميلاتونين هو هرمون ينتج بشكل أساسي في غدة في الدماغ تُسمى الغدة الصنوبرية، والتي تنظم دورة النوم والاستيقاظ؛ حيث لا تنتج الغدة الميلاتونين خلال النهار، ولكن بعد غروب الشمس، يحفزها الظلام لإفراز الهرمون، مما يسبب النعاس وإشارات أخرى بأن الوقت قد حان للنوم.

وتذكر الصحيفة أن بعض الدراسات أظهرت أن الميلاتونين يمكن أن يساعد الناس على النوم بشكل أسرع والبقاء نائمين لفترة أطول؛ حيث قال الدكتور مارتن إنه في العديد من التجارب السريرية، كانت المكملات فعالة مثل العلاج الوهمي، مما يشير إلى أن قوة المساعدة على النوم قد تكون نفسية جزئيًّا.

هل استخدام الميلاتونين على المدى الطويل آمن؟

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله الدكتور تشارلز أ. كزيسلر، رئيس قسم في مستشفى بريغهام والنساء الذي يعالج اضطرابات النوم وإيقاع الساعة البيولوجية: "مثل معظم المكملات الغذائية التي تباع في الولايات المتحدة؛ لا يتم تنظيم الميلاتونين من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بدقة مثل الوصفات الطبية أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية - ويمكن أن تختلف كمية الميلاتونين في الحبوب أو حلوى المضغ بشكل كبير".

وأوضح أنه بشكل عام؛ يعتبر الخبراء أن الميلاتونين آمن للاستخدام على المدى القصير، على سبيل المثال، بضع ليال في الأسبوع لمدة أسبوع إلى أربعة أسابيع، كما قالت الدكتورة هورفات.

اظهار أخبار متعلقة



وأفادت الصحيفة بأن الأطباء لا يعرفون سوى القليل عن التأثيرات طويلة المدى للميلاتونين؛  حيث أوضح الدكتور جيرمان: "نادرًا ما يتم إجراء دراسات طويلة الأمد لأي دواء، سواء أكان وصفة طبية أو بدون وصفة طبية"، مشيرًا إلى أن العديد من المراجعات حاولت العديد من المراجعات تحديد الآثار الجانبية طويلة المدى للميلاتونين لكنها وجدت القليل من البيانات القيّمة من الدراسات الدقيقة.

وأضاف أيضًا ما قاله الخبراء بأن تناول المكملات لسنوات من المحتمل أن يشكل خطرًا ضئيلًا على الشخص العادي، لكن لا توجد أدلة كافية لتأكيدها.

كيف تبدأ النوم ليلًا دون استخدام الميلاتونين؟

وتلفت الصحيفة إلى أن محاولة النوم بدون الميلاتونين يمكن أن تسبب شعورًا بالإرهاق، خاصة إذا اعتدت تناوله لسنوات، لذلك قدم الخبراء نصائح لجعل العملية أسهل قليلًا:

ضع خطة "حيلة" قبل النوم

بدلًا من تأجيل قرار تناول المكمل أو عدمه حتى وقت النوم، ضع خطة مسبقة؛ حيث قد يؤدي خلاف ذلك إلى معاناتك مع اتخاذ القرار في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه مسترخيًا، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتخلى عن تناول الميلاتونين ليلاً بوضع خطة احتياطية، تخبر فيها نفسك أنك إذا كنت لا تزال غير قادر على النوم بحلول الساعة 11 مساءً، فسوف تتناوله.

اختر ركائز لنوم صحي جيد

تُعد عادات النوم الصحية مهمة بشكل خاص إذا كنت تحاول النوم بدون الميلاتونين لأول مرة منذ فترة، لذلك عليك التخطيط للاستيقاظ والذهاب إلى الفراش في نفس الموعد تقريبًا كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع، وتأكد كذلك من أن غرفتك هادئة ومظلمة بما فيه الكفاية، وتجنب ممارسة التمارين الرياضية القاسية لمدة ساعة ونصف على الأقل قبل النوم.

اظهار أخبار متعلقة



كما يجب أيضًا الحد من تناول الكافيين على مدار اليوم، وتجنب الشاشات بأنواعها لمدة ساعة إلى ساعتين قبل النوم، وذلك لأن الضوء الأزرق يثبط إنتاج الميلاتونين الطبيعي؛ حيث يمكن استبدال ذلك بتدوين يومياتك قبل النوم، وإخراج مخاوفك بشأن النوم ووضعها على الورق بدلاً من التفكير فيها.
استبدل المكمل بطقوس أخرى:

قد يجد بعض الناس أن فعالية الميلاتونين تكمن في توفيره روتينًا وطقسًا مريحًا يشير إلى عقلك بأنك على استعداد للنوم، لذلك يمكن استبداله بشيء آخر يمكن تكراره ليلة بعد ليلة، مثل كوب من البابونج أو حمام دافئ قبل النوم، مما يجعله جزءًا من الممارسات الصحية لنومك.

اطلب المساعدة الإضافية إذا احتجت إليها

يلجأ بعض الناس إلى الميلاتونين كحل سهل وسريع، بدلاً من معالجة المشاكل الأساسية التي تمنعهم من النوم، فالقلق والاكتئاب وحالات مثل انقطاع النفس أثناء النوم كلها مسببات للأرق، لذلك يجب عليك التواصل مع طبيب الرعاية الأولية أو أخصائي اضطرابات النوم إذا كنت قلقًا بشأن أنماط نومك، أو كنت غير قادر على النوم لفترة طويلة؛ حيث يمكنهم فحص أي مشاكل أساسية وتقديم إستراتيجيات للتعامل مع الأرق، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي.
شارك
التعليقات